التقدم للخلف.. متى نفيق من الغيبوبة؟!

الجمعة، 07 ديسمبر 2018 05:08 م
التقدم للخلف.. متى نفيق من الغيبوبة؟!
د أسامة حمدي يكتب:

 
في سنوات قليلة أصبح من الممكن علاج والشفاء التام من بعض أنواع السرطان وأصبح تحليل الچينات الوراثيه يحدد العديد من الأمراض قبل وقوعها وربما طريقة علاجها. كما أصبح الغرب على وشك تسيير سيارات ذاتية القيادة بعد أن نجح في إنتاج القطارات السريعة جدًا والطائرات الضخمة.
 
ووصلت تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية لمداها كذلك تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. فأين نحن من كل ذلك؟ وما هى مساهماتنا الآن في تطور الحضارة الانسانية؟ نحن للاسف مازلنا نتعارك حول ميراث البنت والولد وزى المرأة وحجابها ونقابها والسنة والشيعة وماهو حلال أم حرام!
 
العالم يقفز خطوات وخطوات للأمام ونحن كالغوغاء نتعارك على قشور الأشياء ونجعلها شغلنا الشاغل! نقول عليهم كفارًا ونستخدم ما يبتكرونه!! نقول عليهم متحررون وفسقة ونكتب ذلك على الانترنيت الذي اخترعوه.. وبكمبيوتر صنعوه... أو على تليفونًا طوَّروه! كنا في الماضي نقول كيف سنصنع السيارة المصرية؟ وبدأنا بالفعل صناعتها.
 
وكنا نقول سنصنع من الابرة للصاروخ ونكتفي ذاتيًا.. وبدأنا نُصَنِّع! كنا نقول كيف سنجعل تعليمنا يوافق العالم المتحضر ويتفوق عليه.. فزرعنا مدارسنا في كل قرية؟.. وكنا على بداية نهضة صناعية وزراعية.. فماذا فعلًا بأنفسنا؟ تقدمنا رويدًا- وبغباء نحسد عليه- ولكن للخلف بل وتقهقرنا وتخلفنا! فتحنا الأبواب لأصحاب الفكر المنغلق والمتخلف ليغزوا حياتنا بتجمدهم ويعقدوها بجهلهم وتعنتهم..أصبح الثوب وشكله عندنا أهم من الكمبيوتر وبرامجه.
 
وأصبح الاختلاف في أمور الدين الفرعية أهم عندنا من التكنولوچيا واستخدامها.. وأصبح النقاش والحوار المجتمعي في أحكام الميراث أهم من النقاش في كيف ننهض بالتعليم والصحة والصناعة والتجارة! كنا نحزن حينما يقولون أننا دولة نامية فأصبحنا دولة متخلفة اجتماعيًا وثقافيًا يترعرع على أرضها الفن الهابط والمبتذل!! بصراحة أقولها عالية.. متى نفيق من غيبوبتنا كشعب وننظر للأمام لنلحق ولو بذيل قطار التقدم؟
 
متى نتحرر من هذه الشعوذة الدينية وسفسطة النقاش فيما لا يجدي ونتناقش سويًا في كيف نصبح دولة متقدمة ومتحضرة ومتوازنة بين شرقيتها وعصريتها؟ أرانا نهلوس في غيِّنا بعيدًا عن ركب التطور الإنساني إلا من رحم ربي! لو ضاعت بلدنا ما بقى لنا ميراثًا نوزعه على الذكور والإناث.. فمبروك علينا نجاحاتنا في حسم معركة الميراث.. يا أمة ضحكت كثيرًا من جهلها الأمم!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق