أرث كوكب الشرق يحتضر.. دار أم كلثوم بحلوان تتخذ خطواتها إلى طريق الأطلال

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 11:00 ص
أرث كوكب الشرق يحتضر.. دار أم كلثوم بحلوان تتخذ خطواتها إلى طريق الأطلال
أم كلثوم

الصورة الذهنية الراسخة في عقل ووجدان الشعوب العربية للست أم كلثوم، وهي تقف على المسرح أمام فرقتها الموسيقية، ممسكًة بالمنديل الذي لا يفارق يدها، وتبدأ في غناء القصائد بصوت مازال سحره باقيًا رغم وفاتها منذ قرابة 40 عامًا، لكن كوكب الشرق طرقت باب جديد، عام 1948، بعيدًا عن الطرب والغناء والاسطوانات والتلحين.
 
وعلى الرغم من الكبرياء الذي كان يميز أم كلثوم، إلا أنها خلفت تاريخا مليء بحب الوطن ومصر، وهو ما جعلها معشوقة العرب بشكل عام، والمصريين بشكل خاص، وقد خلفت أرث كبير تحتضنه أرض مصر. وتعاني دار أم كلثوم لرعاية الفئات المهمشة والمسنين، فى حلوان، والتى أسستها كوكب الشرق فى عام 1973 لرعاية كبار السن وفاقدى الأهلية، وتشرف عليها وزارة الشئون الاجتماعية‏، من نقص الموارد وعدم توفير الخدمات مثل التأمين الصحى والقوافل الطبية ودعم السلع التموينية مما يزيد من أعبائها المادية رغم تقديمها خدمات مجانية غير هادفة للربح.
 
لا شك أن دور المسنين ورعاية الفئات المهمشة، تلعب دورًا كبيرًا فى التكفل بفئات فقدت أسرها، بعضهم ألقى به فى الشارع بعدما لم يجد من يعوله، فهذه الدور هى أولى المؤسسات التى من البديهى أن يقدم لها الدعم المادى والمعنوى.
 
فدار أم كلثوم بالرغم من قدمها إلا أن نزلائها ليس لديهم تأمين صحى، أو بطاقات تموينية، ولا تأتيهم القوافل الطبية، ويتم التعامل معهم كمؤسسة تجارية عند قيامهم بدفع فواتير الكهرباء، الأمر الذى يرهقهم ماديا، إلى أن علت أصوات صراخهم لإنقاذهم.
 
«صوت الامة»، قامت بزيارة دار أم كلثوم، لرصد عدد من المشكلات التى تعانى منها برفقه مديرها أشرف الجندى، الذى أوضح أن الدار لديها 4 أقسام "دار مسنين، دار كبار بلا مأوى لرعاية فاقدى الأهلية، قسم تأهيل لتعليم ضيوف الدار لتعليمهم حرفة، مشروع لمحو الأمية".
 
فى البداية أشار أشرف الجندى، أن الدار بها 135 نزيل يصرف لهم 10 آلاف جنيه شهريا من وزارة التضامن، وعلى الرغم من أن الدار تقدم خدمات مجانية غير هادفة للربح إلا أنها تحاسب تجاريا عند دفع فواتير الكهرباء فبعض فواتير أفرع الدار بلغت 14 ألف جنيه، فى حين أن القانون ألزم محاسبة الجمعيات تعامل منزلى.
 
يوضح مدير دار أم كلثوم أنه بالإضافة إلى شراء الخبز بالسعر السياحى لعدم وجود بطاقات تموينية للنزلاء، حيث تقوم الدار بشراء 500 رغيف يوميا، الأمر الذى يكلفها 7500 شهريا من أجل الخبز فقط بالإضافة إلى الوجبات الغذائية.
 
ويذكر مدير دار أم كلثوم، أن نزلاء الدار لا يحصلون على خدمات التأمين الصحى، نظرًا لأن أغلبهم فاقدى الأهلية، وليس لديهم أوراق إثبات شخصية، فأكثرهم يعانى من الأمراض، ويحتاجون لرعاية طبية، ومعظمهم يحتاج لتدخل جراحى فى بعض الأوقات، والمستشفيات ترفض إجراءها لعدم وجود بطاقة الرقم القومى للمريض، مشيرًا إلى أن القوافل الطبية لا تأتى إلى الدار.
 
ومن المشاكل التى تعانى منها دار أم كلثوم أيضا عدم تخصيص مقابر للنزلاء، فنظرا لتقدم أغلبهم فى العمر، فإن حالات الوفاة هى أشبه بطقس يتجدد، وفى الوقت نفسه فإن مقابر الصدقة لا تكفى، لافتا إلى أن الدار سبق وأن خاطبت محافظة القاهرة لتوفير مقابر للدار ولم يتم الرد حتى الآن.
 
ويشير مدير دار أم كلثوم، إلى أن الدار تعلم الحرف للمتسربين من التعليم مثل الخياطة والسباكة والنجارة، وتعطيهم شهادة معتمدة، كما تعمل على محو الأمية للكبار بالتعاون مع هيئة تعليم الكبار، بالإضافة إلى رعايتها لمجهولى النسب وفاقدى الأهلية والمتسولين الذين أقلعوا عن هذه العادة.
 
على الجانب الآخر، قال عرفة مصطفى صالح" أحد المواطنين المتبرعين لدار أم كلثوم، والذى إنه يحرض دوما على أن يوفر للدار بعض السلع الغذائية والمنظفات، وتقديم المساعدة، بعد ما رأه من نقص الخدمات التى تعانى منها الدار، مطالبا المواطنين بالمشاركة المجتمعية فى الدار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق