هل تشتعل الحرب بين أمريكا والصين من جديد؟.. «ماريوت» كلمة السر

الجمعة، 14 ديسمبر 2018 11:00 ص
هل تشتعل الحرب بين أمريكا والصين من جديد؟.. «ماريوت» كلمة السر
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الصينى شى جين بينج

ربما كان توقف فرض الرسوم الجمركية، والحرب التي تجري بين أمريكا الصين، هي أول بوادر نجاح قمة مجموعة العشرين، والتي أقيمت في الأرجنتين (السبت)، كانت بوينوس آيرس، استضافت، قمة تجمع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج، وأسفرت القمة عن مجموعة من القرارات من شأنها أن تخفيف حدة الحرب التجارية بين البلدين أو تأجيجها. 

إلا أن حالة الهدوء والسكينة، لا يبدو أنها ستستمر كثيرا، فبعد أن اتخذت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أوجه عدة، بعد أن دخلت مرحلة خطيرة فى سبتمبر الماضى بسبب فرض رسوم جمركية كبيرة بين البلدين، وها هي تتخذ وجه أخر حيث يواجه عملاق صناعة معدات الاتصالات في العالم شركة «هواوى» العقوبات الأمريكية بعد أن اعتقلت السلطات الكندية المديرة المالية للشركة الصينية فى فانكوفر، بناء على طلب من الولايات المتحدة بينما كانت تحول رحلتها (ترانزيت) عبر كندا، وذلك للاشتباه فى أنها انتهكت العقوبات الأمريكية على إيران، وسط اتهام أمريكى للشركة باستخدام ما لديهما من تكنولوجيا للتجسس على أمريكيين.

يبدو أن هناك حرب باردة تدور بالفعل بين الولايات المتحدة والصين، ففى الوقت الذى تخطط فيه إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاتخاذ إجراءات تستهدف التجارة الصينية والسياسات السيبرانية والاقتصادية، خلال أيام، كشفت جهات التحقيق الأمريكية عن وقوف الاستخبارات الصينية وراء عملية القرصنة الكبرى التى استهدفت سلسلة فنادق الماريوت.

 
 
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأربعاء، فأن الهجوم السيبرانى الذى استهدف قاعدة البيانات فى فندق ماريوت، والتى شملت جمع معلومات عن حوالى 500 مليون نزيل، كانت جزء من عملا للاستخبارات الصينية التى اخترقت أيضا شركات التأمين الصحى وملفات التصريح الأمنى لملايين الأمريكيين، ذلك وفقا لشخصين أطلعا على التحقيق.
 
ويشتبه فى أن المتسللين يعملون لصالح وزارة أمن الدولة، وهى وكالة تجسس مدنية خاضعة لسيطرة الحزب الشيوعى الحاكم. ووفقا لأربعة مسئولين حكوميين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم. تشمل الإجراءات الأمريكية فى هذا الصدد، لوائح اتهام ضد قراصنة صينيين يعملون لصالح أجهزة المخابرات والجيش.
 
 
وتعتزم إدارة ترامب رفع السرية عن تقارير الاستخبارات للكشف عن الجهود الصينية التى تعود إلى عام 2014 على الأقل لبناء قاعدة بيانات تحتوى على أسماء لمسئولين تنفيذيين ومسئولين حكوميين أمريكيين مع تصاريح أمنية.
 
وقال مسئول أمريكى رفيع، مطلع على الخطط، إن الخيارات الأخرى تشمل أمرا تنفيذيا يهدف إلى جعل الأمر أكثر صعوبة على الشركات الصينية للحصول على مكونات مهمة لمعدات الاتصالات.
 
ولا يتوقع أن يكون اختراق سلسلة فنادق Starwood التابعة لماريوت، جزءا من قرارات الاتهام المقبلة. لكن اثنين من المسئولين الحكوميين قالا لنيويورك تايمز إن الأمر أضاف إلحاحا للحملة التى تشنها الإدارة الأمريكية، نظرا لأن ماريوت هو أفضل مزود خدمة فندقية للحكومة الأمريكية والأفراد العسكريين الأمريكيين.
 
كما أن الكشف الأخير يمثل مثالا قويا على ما يقلق إدارة ترامب حيث عادت الصين على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية إلى نوع من الاختراقات للشركات الأمريكية والوكالات الحكومية التى اعتقد الرئيس السابق باراك أوباما أنها قد انتهت فى 2015 بعد اتفاق مع الرئيس الصينى جينبيج تشى. 
 
 
وكشفت مجموعة "ماريوت العالمية"، قبل أسبوعين، عن تعرض البيانات الشخصية الخاصة بـ500 مليون شخص من نزلائها للقرصنة حيث تعرض قاعدة بيانات حجوزات النزلاء فى فنادق ومنتجعات ستاروود التابعة لها للاختراق. وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية البيانات تشمل معلومات مشفرة خاصة ببطاقات الائتمان فضلا عن الأسماء والعناوين وربما جوازات السفر.
 
وبدأ الهجوم منذ عام 2014، وهو أحد أكبر سرقات السجلات الشخصية، حيث يأتى فى المرتبة الثانية بعد خرق عام 2013 لشركة Yahoo التى أثرت على ثلاثة مليارات حساب مستخدم، كما أنه أكبر من حلقة 2017 التى أنطوت على مكتب الائتمان Equifax. إعلان "ماريوت العالمية" عن عملية القرصنة يأتى بمثابة تذكير بأنه بعد سنوات من الهجمات التى تستحوذ على العناوين الرئيسية، لا تزال شبكات الكمبيوتر الخاصة بالشركات الكبرى ضعيفة. 
 
ووقع هجوم "ستاروود" فى نفس الوقت تقريبا مع عدد من الانتهاكات الأخرى على شركات التأمين الأمريكية والوكالات الحكومية الأمريكية، بما فى ذلك مكتب إدارة شئون الموظفين فى الولايات المتحدة، فى ما وصفته شركات الأبحاث الأمنية والمسئولون الحكوميون بأنه محاولة لتجميع قاعدة بيانات واسعة من المعلومات الشخصية التى ربما تكون أهداف تجسس محتملة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق