كيف يتخلص أردوغان من عقدته؟.. الرئيس التركي يطالب بمحو الأكراد من «جوجل إيرث»

محاولات عِدة للرئيس التركي يبحث خلالها عن فرصة للقضاء عن الأكراد عدوه اللدود في المنطقة، وتمزيقهم جُغرافيًا، فلا يكف عن ملاحقتهم على الأرض بل على «جوجل إيرث» أيضًا.. يبدو أن اردوغان لم يتخلص من عُقدة البشمركة بعد، ليفتح بابًا آخر للنزاع وإزالة آثارهم على الخرائط الإلكترونية.

وفي مُطالبة رسمية من وزير النقل والبنية التحتية التركي كاهيت توران، اليوم الأربعاء، لشركة "جوجل" طالب خلالها إزالة خريطة كردستان الكردية -التي تضم أجزاء من الأراضي التركية- من على خرائطها الإلكترونية.

"تركيا لو استطاعت لسيطرت على جميع المناطق الكردية بسورية، ولقضت على الوجود الكردي في العالم بأكمله، ولما تركت كرديا واحدا على قيد الحياة" .. هكذا أعرب قائد وحدات الشعب الكردية بسوريا "ٍيبان حمو" قبل أيام، عن مدى عداوة اردوغان للأكراد.

ويتمركز الأكراد في المناطق الجبلية الممتدة على الحدود الممتدة بين سوريا وتركيا والعراق وإيران وأرمينيا، ويتراوح عددهم ما بين 25 و35 مليونا، وهم ينتمون لمجموعات مختلفة من العقائد والديانات، وإن كان أكثرهم مسلمين سنة، وبعضهم من الطائفة العلوية.

الأكراد عقدة أردوغان
قاتل اردوغان الأكراد من أجل حُكم متفرد في تركيا، فجماعاتهم وفرقهم العسكرية لعبت دور مهم في محاربة تنظيم داعش الإرهابي- صنيعة أردوغان- بدءًا من موقعة عين العرب «كوباني»، مرورًا بالحرب المتواصلة في محافظة دير الزور، ووصولًا إلى تصديهم لمحاولة الاحتلال التركي التي يهدد بها الرئيس التركي شرق الفرات، بعد سحب القوات الأميركية من شمال سوريا.

وقبل سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقوات الكاوبوي من سوريا، كانت الولايات المتحدة اليد المُساعدة التي مكّنت قوات سوريا الديموقراطية الكردية من السيطرة على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا من أيدي عناصر التنظيم الإرهابي.

الآن تسعى تركيا لمنع أي تواصل جغرافي بين الأكراد في كل من تركيا والعراق وسوريا وإيران، وقال وزير الدولة التركي كاهيت توران، إن السلطات التركية كانت تعلم بالخريطة على «جوجل إيرث»، والتي تشمل أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسوريا، باعتبارها منطقة جغرافية ثقافية.

وأوضح الوزير أن مسؤولين من هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحدثوا مع ممثلين من جوجل لإزالة "كردستان" بشكل عاجل، وأن الحكومة التركية تتابع التطورات وتواصل اتصالاتها بهذا الخصوص، حسب ما ذكرت صحيفة حرييت التركية.