منبج على صفيح ساخن.. هذا هو حال المدينة السورية بعد انسحاب أمريكا

الثلاثاء، 01 يناير 2019 02:00 ص
منبج على صفيح ساخن.. هذا هو حال المدينة السورية بعد انسحاب أمريكا
عسكري من مجلس منبج العسكري في وسط المدينة

ربما كانت ورطة جديدة يواجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه، خاصة بعد إعلان الجيش السوري دخول مدينة منبج في شمالي سوريا يضعه في موقف مُحرج إلى حد كبير، بالإضافة إلى أن الجيش السوري أعلن استجابته لنداءات أهالي مدينة منبج في صباح اليوم الجمعة، رافعًا العلم السوري في المدينة.
 
وكانت وحدات حماية الشعب الكردي استغاثت بالسلطات السورية مطالبة إياها بتأكيد السيطرة على الأراضي التي تنسحب منها ولاسيما مدينة منبج من هجمات تركيا، وقالت في بيان لها بحسب «سكاي نيوز» عربية: «في ظل التهديدات من الدولة التركية لاجتياح مناطق شمال سوريا وتدمير المنطقة وتهجير أهلها المسالمين، مثلما حصل في جرابلس وإعزاز والباب وعفرين، فإننا نعلن بأننا بعد أن انسحبنا من منطقة منبج؛ تفرغنا للحرب ضد داعش والمجموعات الإرهابية في شرق الفرات ومناطق أخرى، لهذا ندعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضًا وشعبًا وحدودًا إلى إرسال قواتها المسلحة لاستلام هذه النقاط وحماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية». أيضًا طالب القادة الأكراد ممن تقع تحت سيطرتهم أجزاء من شمال سوريا، الإدارة الروسية  لإرسال قوات لحماية الحدود من التهديدات التركية المحتملة.
 
ويبدو أن الأوضاع لا تهدأ في منبج. فقد تصدرت منبج عناوين الأخبار في الأيام الأخيرة، بعدما حشدت تركيا قواتها قريبا منها تمهيدا لهجوم محتمل للسيطرة على المدينة الواقعة في محافظة حلب شمالي سوريا. وأظهرت صور ولقطات فيديو نشرت، (الأحد)، أن حركة طبيعية في شوارع المدينة وأسواقها، إذ فتحت المحال التجارية أبوابها للمتسوقين.
 
وشهدت الشوارع الرئيسية في مركز المدينة، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، حركة نشطة للمشاة والمركبات. وأعرب عدد من السكان عن رغبتهم في العيش في أمن واستقرار، بعيدا عن الاضطرابات، التي عانوا منها، خلال سنوات الحرب، وخصوصا خلال سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، التي دامت عامين.
 
وفي السماء، كان يمكن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تحلق في سماء منبج. وبدأ القلق يساور قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمودها الفقري، بعدما أعلنت واشنطن في وقت سابق من ديسمبر الجاري الانسحاب من مناطق عدة في سوريا، ومنها منبج.
 
ومما رفع منسوب القلق لدى الأكراد، تهديد تركيا على لسان وزير دفاعها، خلوصي أكار، من أنها "ستدفن" المقاتلين الأكراد في منبج وشرقي الفرات. والأحد، دفعت أنقرة 50 شاحنة محملة بدبابات ومدافع إلى مناطق حدودية محاذية لمنبج، الأمر الذي يشي بقرب هجوم تركي.
 
وتقوم القوات الأميركية بدوريات في البلدة، ولديها قواعد على حدودها لمنع الاحتكاك مع المقاتلين المدعومين منها، لكنها بدأت تخلي عددا من مواقعها شمالي سوريا في الأيام الأخيرة.
 
ولجأ الأكراد إلى قوات النظام السوري في محاولة لدرء الهجوم التركي المتوقع، وقال مسؤول محليون في منبج إن هذه القوات موجودة على أطراف المدينة، لا داخلها. 
 
وكان المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أكد (السبت)، المعلومات الخاصة بتواجد الجيش السوري في منبج. وعلى صعيد آخر، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن الدوريات الأمريكية لا تزال موجودة في مدينة منبج، لافتا إلى أن قوات النظام لا تزال موجودة في المنطقة الفاصلة بين قوات مجلس منبج العسكري والقوات التركية وحلفائها من طرف آخر.
 
وتابع عبدالرحمن - في اتصال هاتفي مع قناة "العربية الحدث" الإخبارية اليوم - أن "قوات النظام لم تدخل إلى داخل مدينة منبج، ولكنها متواجدة في محيطها"
 
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية قد أعلنت أمس الجمعة عن دخول وحدات من الجيش السوري إلى مدينة منبج بريف حلب ورفع العلم السوري فيها، مؤكدة ضمان الأمن الكامل لجميع المواطنين السوريين وغيرهم من المتواجدين في المنطقة.
 
يذكر أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ينتهك سيادة الدول على أراضيها، ليستغل مراحل الضعف التى تمر بها دول الجوار مع تركيا ليحتل أو يشن ضربات جوية تحت حجج واهية، فمثلما استباح مدينة منبج السورية بحجة وجود الأكراد بها ليحتلها رغم الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، إلا أن رغبته فى فرض سيطرته ولعب أدوار أقليمية أكبر من احترام سيادة الدول.
 
ومؤخرا شن الطيران التركي غارات جوية ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني في منطقتي جبل سنجار وجبل كورك في العراق، وقد استهدفت الطلعات الجوية مخابئ وكهوفا وأنفاقا ومخازن ومستودعات يستخدمها حزب العمال الكردستاني، الذي أرسل مقاتليه إلى سنجار لمساعدة أكراد العراق على قتال داعش هناك.
 
وقد أعلن الجيش التركى  بعد هذه الهجمات، على حسابه بموقع التغريدات القصيرة تويتر، أنه نفذ ضربات جوية فى شمال العراق الجمعة قتل خلالها ثمانية مسلحين ينتمون لحزب العمال الكردستانى المحظور، ذاكرا أن الضربات استهدفت عدة مناطق فى شمال العراق منها زاب وهاكروك وهفتانين، وتنفذ تركيا ضربات جوية على نحو متكرر تستهدف قواعد حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق، وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى الحزب جماعة إرهابية.
 
الهجوم التركي جاء بعد يوم واحد من توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن الجيش سيشن عملية جديدة في شمال سوريا، لإجبار أكراد سوريا المدعومين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على الخروج من منطقة شرق الفرات. الجدير بالذكر أن القوات التركية كانت قد اعتزمت اقتحام شمال تركيا بزعم محاربة الإرهاب.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق