مافيا أردوغان تحوم حول «برن».. ديكتاتور تركيا يسعى لخطف معارضيه من سويسرا

الجمعة، 04 يناير 2019 11:00 ص
مافيا أردوغان تحوم حول «برن».. ديكتاتور تركيا يسعى لخطف معارضيه من سويسرا
أردوغان

لا تنجو المعارضة التركية من ملاحقة رجب إردوغان حتى في المنفى، يرسل جواسيسه في تتبع المعارضين لإعادتهم إلى معسكره الكبير، حيث استوقفت قوات مكافحة التجسس السويسرية ديبلوماسيين تركيين، بتهمة التخطيط لاختطاف رجل أعمال معارض للرئيس من مقر إقامته في زيورخ.

مخطط اختطاف المعارض المقيم في سويسرا منذ 30 عاما رسمه كل من حاجي محمد جاني الملحق الصحافي في البعثة الديبلوماسية، وهاكان كامل يرجي سكرتير ثان في السفارة التركية، وتضمن تخدير الضحية واختطافه، حسب موقع نورديك مونيتور السويدي الذي نقل تصريحات رجل الأعمال شريطة عدم كشف اسمه.

خططت الاستخبارات التركية عبر وكلاء من أعضاء البعثة الديبلوماسية للعملية في أعقاب مسرحية الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، حيث أطلق إردوغان وحزب العدالة والتنمية جواسيسهما لملاحقة المهاجرين المشكوك في انتمائهم إلى حركة الخدمة، التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن، المقيم بدوره في ولاية بنسلفانيا الأميركية.

الأمن السويسري رصد تجمعا سريا لعناصر تركية في مرآب سيارات وسط مدينة زيورخ، وسجل محادثاتهم بشأن مخطط الاختطاف، بالصوت والصورة، ورصد في البداية شخصين، عرفتهما السلطات بأنهما وكيلان للاستخبارات التركية، لاستكشاف المكان قبل أن ينضم إليهما آخران.

استوقفت السلطات السويسرية شخصا آخر على صلة بالواقعة، هو مهاجر تركي غارق في الديون، وتجمعه علاقة برجل الأعمال المستهدف من العملية، جندته الاستخبارات التركية سرا بعد إغرائه بعرض مالي سخي قيمته 300 ألف يورو، فضلا عن سداد ديونه المتراكمة، مقابل دس المخدر في طعام الضحية.

فشلت الخطة، عندما قرر العميل الانسحاب خشية أن يتخلص وكلاء الاستخبارات منه، ومن ثم أبلغ رجل الأعمال المستهدف في مارس الماضي بتفاصيل المخطط، وقال الضحية التركي: "أدركت أنه لم يعترف لي إلا بالقليل، فقد اطلعني المدعي العام على جميع التفاصيل".

الضحية المستهدف أضاف :"طلبت من الرجل بعد اعتقاله أن يخبر السلطات بالحقيقة، وأكدت له أن الاستخبارات والشرطة السويسرية سجلت كل تحركاته وكل دقيقة من اجتماعاته بعناصر الاستخبارات التركية، ونصحته ألا يخاطر بمستقبله ويقول الحقيقة".

شاهد رجل الأعمال تفريغ كاميرات المراقبة حول الاجتماعات السرية للوكلاء الأتراك، واطلع على صور المشتبهين في العملية، مضيفا: "رأيت صورة واحدة تظهرهم وهم يسلمون المخدر إلى العميل، كانوا يريدون تخديري دون أن أفقد الوعي بالكامل، حتى أطيع أوامرهم".

ثم مضى يقول: الأمن السويسري فوجئ عندما علم أن العقار المستخدم في المخطط هو "غاما هيدروكسي بيوتيرات" لأن الاستخبارات التركية لديها عناصر كيميائية أكثر فعالية للقيام بمثل هذه المخططات، لكن رغبتهم في الإيقاع بي دون أن يلحق بي أي ضرر أو إيذاء دفعتهم لاستخدام هذا النوع بالتحديد.


تحدث الرجل عن شعور الصدمة الذي انتاب عائلته بعد انكشاف المخطط، قائلا: لم أكن أريد أن أعلم عائلتي، وكان من المستحيل أن أخفي الأمر كليا، بعد ذلك أخبرتنا الشرطة بضرورة اتخاذ احتياطات السلامة اللازمة، وإبقاء الأمر سرا، وأعلمونا بما يجب القيام به في حالة الطوارئ.

لا يزال رجل الأعمال تحت حماية الشرطة السويسرية التي سلمته جهاز تتبع "جي بي إس" مزود بزر طوارئ لطلب المساعدة وقت الضرورة. يقول :"عندما ضغطت على الزر ذات مرة فوجئت بانتشار قوات الأمن حولي في غضون دقائق"، مضيفا :"كنت أختبر الزر، ووجدته يعمل بالفعل".


يقول رجل الأعمال عن سبب استهدافه :"أنا أيضا أتساءل مثل المدعي العام وعائلتي، أنا على صلة بمنظمة غولن منذ طفولتي، هذا الأمر ليس سرا، فالجميع يعرف ذلك، في حين تدعي الاستخبارات التركية أنها اكتشفت ذلك فجأة، ربما تظهر قضيتي كيفية إدارة تركيا من قبل أشخاص غير مؤهلين وتحركهم الشائعات".

يعتقد رجل الأعمال أن وسائل الإعلام لعبت دورا حاسما في كشف المؤامرة أمام الناس، قائلا :"لدى السياسيين والبيروقراطيين أولويات مختلفة، ولكن بعدما أصبحت قضيتي علنية في وسائل الإعلام شعر المسؤولون المعنيون بأهميتها وشرعوا في متابعتها عن كثب".

صحيفة "تاغس أنتسايغر" السويسرية كشفت في مارس 2018 عن مخطط تورط فيه أعضاء في البعثة الديبلوماسية ووكلاء للاستخبارات التركية لاختطاف رجل الأعمال التركي، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية هامي أكساي نفى ذلك في بيان رسمي في 16 مارس الماضي. 

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو رفض الرد على سؤال صحافي كازاخستاني في آستانة حول سحب السلطات السويسرية الحصانة الديبلوماسية من ديبلوماسيين تركيين، واتهم أوغلو الصحافي بأنه "عضو في حركة غولن".

أصدر مكتب المدعي العام السويسري مذكرات توقيف بحق الديبلوماسيين التركيين في 19 يونيو بتهمة "التخطيط لاختطاف رجل أعمال تركي سويسري"، لكن المتهم هاكان كامل يرجي كان قد غادر سويسرا في نوفمبر 2016، فيما بقي حاجي محمد جاني حتى غادرها في أغسطس 2017.

أثار تعيين جاني ملحقا صحافيا في السفارة التركية في برن تساؤلات حول كيفية تعيين موظف حكومي لا يجيد أية لغة أجنبية مسؤولا صحافيا، وجرى الكشف عن راتبه الشهري الذي بلغ 12 ألف دولار، فيما يتقاضى السفير نفسه 8 آلاف دولار فقط.

"يبدو أن الحكومة التركية لن تتراجع عن عمليات الاختطاف التي تخطط للقيام بها في الخارج"، يقول ديبلوماسي تركي رفيع المستوى في سويسرا حسب الموقع السويدي شريطة عدم كشف اسمه، مؤكدا أن الحكومة مستمرة في تعقب منتقدي نظام إردوغان خارج الحدود.

في 27 نوفمبر 2018، قال نائب وزير الخارجية التركي يافوز سليم كيران في مؤتمر حول أفغانستان في جنيف :"الحكومة التركية ستلاحق أعضاء حركة غولن أينما كانوا"، معلنا إعادة أكثر من 100 عضو بـ "الخدمة" إلى تركيا.

من بين الـ 100 المعلن عنهم معلم تركي يدعى محمد جيلين كان يقيم في أذربيجان، وجرى اختطافه من العاصمة باكو في 29 ديسمبر من قبل عملاء للاستخبارات التركية، وفي 29 مارس اختطف عملاء سريون 6 أتراك منتمين إلى حركة غولن في كوسوفو.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق