قصة منتصف الليل.. شوهت جمالها قربانا لـ"الحب الحقيقي"

الثلاثاء، 08 يناير 2019 10:00 م
قصة منتصف الليل.. شوهت جمالها قربانا لـ"الحب الحقيقي"
إسراء بدر

وقفت "سماح" أمام المرآة الخاصة بها، تجفف دموعها بيد وبالأخرى تبدأ فى تشويه ملامحها بمستحضرات التجميل على عكس كل الفتيات المستخدمات مستحضرات التجميل لإظهارهن بأفضل شكل، للوهلة الأولى تستنكر فعلها ،ولكن إذا تتبعنا ما مرت به سنعلم سبب وصولها إلى هذه المرحلة.

 

"سماح" فتاة ثلاثينية امتازت بملامحها الجميلة الهادئة منذ نعومة أظافرها، ولم تلوثها السنوات والظروف، فدائما ما تظهر بملامح ملائكية تبهر الناظرين إليها، فى كل لحظة تجد أمها تدعو لها بالزوج الصالح والحياة الهنيئة، وهو ما جعلها تفتح باب الارتباط فور تخرجها من الجامعة وبالفعل ارتبط مرات عديدة ولكن لم يشاء الله استمرار العلاقة وفى كل مرة سبب مختلف، حتى أن والدتها تتعجب القدر، فشقيقاتها الأقل منها جمالا تزوجن منذ سنوات و"سماح" الفتاة الوحيدة التى لا زالت دون زواج.

 

وكل من رأى "سماح" انبهر بجمالها وعند إيقانه بأن الطريق للوصول إليها هو الزواج تقدم لخطبتها على الفور ولكن سرعان ما تنتهى الخطبة بأسباب مختلفة، إلى أن أعلنت خطبتها على شاب أكد لها أن جمالها ليس السبب الوحيد فى عشقه لها ووعدها بألا يتركها مهما كانت الظروف واستمرت خطبتهما لعامين، ورسما حياتهما سويا وتشاركا فى شراء عش الزوجية وكافة التزامات العرس، وقبل الزفاف بليلة واحدة نشب بينه وبين أهله خلافات عديدة تخص الزواج وأصروا على إنهاء العلاقة رغم أن كل هذه الخلافات لا يد لـ "سماح" فيها.

 

وعندما وقفت "سماح" تفكر فى نصيبها وفيما يحدث لها قررت أن تشوه وجهها لتمحو ملامحها الجميلة لشعورها، بأن كل من يتقدم لخطبتها غرضه الأساسى الوصول إلى الفتاة شديدة الجمال فى الوقت الذى تريد فيه الشخص الذى يعشقها لذاتها وليس لجمالها ظنا منها أن من يعشقها لشخصيتها لن يتركها مهما حدث ولكن الجمال ستشبع عيناه منه طوال الوقت إلى أن تنتهى شهوته فى التأمل فيها.

 

وبدأت تجمع شعراتها الذهبية وتثبتهم بالقوة، واستخدمت عدسات لاصقة لتغير لون عيونها العسلية الساحرة وتظهر بشكل أقل جمالا مما كانت عليه، وبعدها خرجت للنزهة مع صديقاتها فنظرن إليها باستغراب لاعتيادهن على الجميلة التى تبث الغيرة فى قلوب الفتيات من شدة جمالها، ولكنها جلست بهدوء دون تعليق على نظرات الصديقات وتعاملت كعادتها فلم تجد نظرات الإعجاب فى عيون الشباب كعادتها الوجود فى أى مكان.

 

ظلت على هذا الحال لعدة أسابيع إلى أن تعرفت على شاب تعاملت معه بتلقائية فعشق روحها المرحة ودق قلبه بحبها فى ذات الوقت الذى مال قلبها إليه ولكنها خافت من خوض تجربة جديدة وتواجه ذات النتيجة، إلى أن وجدت هذا الشاب يتقدم لخطبتها فقررت أن تظهر أمامه طوال فترة الخطبة بذات الشكل ولم تظهر جمالها الحقيقى وأخفت صورها القديمة البارزة لحسن ملامحها، وفى ليلة الزفاف رفضت "سماح" وضع مستحضرات التجميل سواء لتشويه شكلها أو لتجميله واكتفت بسحرها الخاص دون أى لمسات جمالية خارجية.

 

انبهر عريسها بجمالها الطبيعى وجرأتها فى رفضها وضع مستحضرات التجميل كأى عروس فى مثل هذا اليوم، وسألها عن المنظر الذى كانت تظهر به طوال الفترة الماضية فأخبرته بالحقيقة الكاملة فوجدته يؤكد على حبه لها بعيدا عن المظهر الخارجى وأن المشاعر الحقيقية لم يتدخل فيها المظهر ولكنها نابعة من القلب، ومن هنا بدأت حياة جديدة بمشاعر حب حقيقية يطمئن قلبها أنها فى أى وقت فقدت جمالها ستجد حبيبها بجوارها ولن يتركها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق