فتنة مذهبية برعاية إيرانية.. ثورة الخميني تشعل المنطقة بحروب طائفية

الأربعاء، 13 فبراير 2019 06:00 م
فتنة مذهبية برعاية إيرانية.. ثورة الخميني تشعل المنطقة بحروب طائفية
الخمينى

40 عاما مرت على الثورة الإيرانية التى اندلعت عام 1979، فى الوقت الذى يتمسك فيه صانع القرار الإيرانى بإرث قائدها آية الله الخمينى فى معاداة الغرب وتصدير إيدلوجيتها للمنطقة، يشتعل العالم بحروب طائفية لاسيما فى اربع عواصم عربية.

 العواصم العربية الأربع تتخذ منها طهران منصة لأذرعها فى العالم كالحشد الشعبى الشيعى فى العراق، وحزب الله اللبنانى، والحوثيون فى اليمن من أتباع الشيعة الزيدية، أجمع المحللون على أن شرارة ثورة إيران أشعلت فى المنطقة النعرات الطائفية فى السنوات الأخيرة لافتين إلى المتغيرات التى مرت بها الثورة، إمن دعم لحركات التحرر إلى الشيعة فى العالم العربى.

 

يقول أسامة الهتيمى الصحفى الخببر بالشأن الإيرانى، أن ثورة الخميني ركظت على الصراع المذهبي بين السنة والشيعة بل اعتبرته حصان طروادة الذي تسعى من خلاله لاستعادة مجد الإمبراطورية الفارسية بثوب إسلامي وصبغة شيعية.

وحول فكرة تصدير الثورة، قال الهتيمى، "هذه الفكرة تعد حشد طائفي بالأساس يسعى لإحداث اصطفاف شيعي خلف الدولة الإيرانية الجديدة اتباعا لنظريات دينية وسياسية جديدة عمل الخميني ورجاله على تجذيرها وترسيخها على المستويين الفكري والدستوري ومنها مثلا ولاية الفقيه التي منحته ومن يخلفه موقع نائب الإمام الذي يجب طاعته دون نقاش أو جدال ومنها نظرية أم القرى التي تفترض أن إيران مركز العالم الإسلامي سياسيا ومذهبيا فيكون انتصارها انتصار للإسلام وهزيمتها هزيمة للإسلام فوجب اتباعها والدفاع عنها".

وأكد الخبير بالشئون الإيرانية و الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، أن ما قام به الخميني ورجاله أحدث شرخا في مفاهيم الولاء الوطني لدى قطاعات شعبية شيعية وغير شيعية ممن اتبعته على المستويين الديني والسياسي الأمر الذي أدخل المنطقة في دوامة من العنف الطائفي اكتوت بنارها الكثير من بلدان المنطقة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن.

ولفت الهتيمى إلى أن الحرب الطائفية في المنطقة تعود إلى زمن الصراع بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية فى بلاد فارس في العام 1501 غير أن حدتها  تراجعت شيئا فشيئا خلال حكم القاجاريين والبلهويين وإن لم تنته تماما، إذ تبنت الدولة البهلوية ورغم علمانيتها مشروعا توسعيا في المنطقة تجسد في احتلال الأحواز العربية 1925 ورغبة الهيمنة على البحرين والتي تهاوت مع استفتاء الاستقلال عام 1970 واحتلالها لجزر الإمارات الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" عام 1971  والتي لا زالت حتى اللحظة تخضع لهذا الاحتلال وبالطبع لكي تحقق تطلعاتها في المنطقة فكان لزاما أن يكون الصراع المذهبي أحد أدواتها.

 

كما تحدث أستاذ لللعلوم السياسية والمحلل الإيرانى، من طهران قائلا "ما نراه اليوم من تدخل لدعم الميليشيات الشيعية في العالم العربي لم يكن كما هو عليه من بداية الثورة الإيرانية حتى يومنا هذا.

وأضاف المحلل الإيرانى الذى لم يرغب فى الكشف عن اسمه بالقرير، "مع بداية الثورة شهدنا قيام بعض الوجوه الثورية بدعم من الخميني برفع شعار الدفاع عن الحركات التحررية في العالم. وفي هذا الإطار استضافت ايران في العام ١٩٨٠ مؤتمرا لدعم مثل هذه الحركات على تنوعها الديني والجغرافي. كما أن ايران الثورة حاولت احتواء وجوه بعيدة عن الأيديولوجيا الإسلامية مثل الإقتراب من جورج حبش ومنظمة التحرير الفلسطينية الى جانب منظمات يسارية في بلدان أخرى".

وتابع "ما حدث في النصف الثاني من عمر النظام الثوري هو تطور الدعم من المنظمات التحررية الى المنظمات الشيعية. كما حدث تطور آخر هو العمل على إنشاء مثل هذه الكيانات وعدم الإكتفاء بدعم ما هو موجود. هذان التطوران أديا في نهاية المطاف الى تكون منظمات ليست مدعومة من إيران فقط وإنما تدين بالولاء لإيران ما جعلها أقرب الى كوادر إيرانية في بلدان أخرى. وما عمل على تشديد الحالة هذه هو انهيار النظام الذي كان قد أقامه صدام في العراق إذ أنه كان رادعا لمحاولات إيران التوسعية في المنطقة.

وفى النهاية قال المحلل الإيرانى من طهران "يمكن القول إن النظرة التوسعية الإيرانية كانت ثابتة على مر عقود الثورة الأربعة بل وقبل ذلك. لكن ما حدث في العقدين الأخيرين كان تغيير الخطاب التوسعي الى خطاب طائفي مبني على دعم الميليشيات الشيعية واستغلال الكتل السكانية الشيعية في العالم العربي وغيره كأداة لهذا التوسع.

وأكد المحلل السياسى، على أن التجربة التاريخية تشير الى أن محاولات إيران للتدخل في العالم العربي أقدم من عمر الثورم الإيرانية. فقد حاولت إيران خلال نظام الشاه أي في الفترة الملكية خلال سبعينيات القرن الماضي فرض سيطرتها على الجيران. ويمكن مشاهدة نموذج ذلك في التدخل الإيراني في ظفار العمانية وهناك معلومات عن تدخل إيران في صنع القرار وتنافس القوى في كل من لبنان وسوريا آنذاك.

 

وأضاف " أن التدخل العسكري في قضية الجزر الثلاث الإماراتية والتنافس الإيراني العراقي الذي تجلى إيرانيا في دعم الأكراد ودعم بعض القوى الشيعية خلال السبعينيات نموذج لهذه النزعة الإيرانية للتدخل في الشؤون العربية. لكن وجه الإختلاف بين نظامي الشاه ورجال الدين الشيعة الى جانب ارتفاع النبرة الشيعية هو أن النظام الملكي كان يبدي التزاما أكبر بالقوانين والأعراف الدولية نتيجة تحالفاته في حين أن نظام رجال الدين أظهر أنه متمرد على كل الأعراف والقوانين الدولية".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق