اقرأ الحادثة: «ضحى» قاتلة بدماء باردة

الإثنين، 18 فبراير 2019 08:00 م
اقرأ الحادثة: «ضحى» قاتلة بدماء باردة
إسراء بدر

 
دخلت «ضحى» السيدة الثلاثينية منزل حماتها كعادتها بأن تقضى ثلاثة أيام بصحبة زوجها لرعاية والدته العجوز بالتناوب مع أخواته وتقسيم أيام الأسبوع عليهم لخدمتها، وتعاملت «ضحى» بطبيعتها في خدمة حماتها رغم حملها في شهرها السادس إلى أن استيقظت في التاسعة صباحا من اليوم التالي أعدت وجبة الإفطار لزوجها وخرج لعمله في التاسعة والنصف صباحا.
 
وما إن خرج زوجها إلا وبدأ الشيطان يبث سمومه في أذنيها لتفكر في طريقة لسرقة أموال حماتها العجوز التي تخطت الـ70 من عمرها، وتمتلك مبالغ مالية في خزنتها الصغيرة الموجودة بخزينة ملابسها في غرفة النوم، فقررت أن تخطو بخطوات هادئة في طريقها لغرفة نوم حماتها مستغلة نومها لتحاول فتح الخزنة المغلقة بقفل صغير من السهل فتحه.
 
ولكن أثناء محاولتها لفتح القفل وجدت صعوبة فأمسكت بـ«مفك» ليساعدها في فتح القفل وهو ما صنع صوت أيقظ حماتها فسألتها عما تفعله في خزينتها فالتفتت إليها «ضحى»، ولم تشعر بنفسها إلا وهي تكتم أنفاسها باللحاف مستخدمة يديها بالضغط على وجهها خوفا من أن تخبر زوجها وتفضح محاولتها في السرقة ويطلقها زوجها الذي لم يمر على زواجها سوى عاما واحد لتفاجئ بموتها.
 
نظرت «ضحى» إلى حماتها وهي جثة هامدة لا حول لها ولا قوة فأسرعت إلى الخزنة وحطمت القفل وحصلت على 22 ألف جنيه وهو كل المبلغ المتواجد وأخفتهم بملابسها الداخلية وقبل خروجها من غرفة النوم تذكرت المصوغات التي ترتديها حماتها فعادت إليها وسحبت من يدها «غويشتان» ودبلة وخاتم وارتدتهم في يدها إلى أن تخفيهم في مكان آمن.
 
وفور خروجها من الغرفة بدأت تفكر في كيفية إبعاد إصبع الاتهام عن مقتل حماتها فصرخت بأعلى صوتها وهي تجرح يدها فجاء الجيران على صوت صراخها فأخبرتهم بكلمات متلعثمة من شدة البكاء أن هناك لص هجم على المنزل وأصابها بيدها وهجم على حماتها في غرفة نومها وسرق الأموال بالخزنة وقتل حماتها واستولى على المجوهرات التي ترتديها وخرج بسرعة.
 
بعد دقائق من هذا المشهد كانت «سارينة» سيارات الشرطة تبدد هدوء شارع الصولي المتفرع من شارع الكامل بمنطقة باكوس بمحافظة الإسكندرية، وصعد ضباط المباحث إلى الطابق الثالث بالعقار رقم (10)، ليجدوا «ضحى» تبكى جالسة مرددة «قتلوا نينة» وبدأت رجال المباحث في فحص مسرح الجريمة ورفع البصمات وتوجه فريق لجمع كاميرات المراقبة المتواجدة أمام المحال التجارية بالشارع للوصول إلى المجهول الذي اقتحم المنزل في التوقيت الذي حددته «ضحى» وفريق ثاني توجه إلى مسقط رأس «ضحى» للاستعلام عنها وذلك للشكوك العديدة التي تحوم حولها لصعوبة تصديق أقوالها بأن طرق مجهول باب المنزل وسأل عن حماتها وعندما حاولت الاستفسار عن سبب سؤاله أصابها بيدها وأسرع إلى غرفة النوم وقتل حماتها وسرق الأموال والمصوغات وهرب.
 
وبسؤال «ضحى» في تحقيقات النيابة أكدت في بداية الأمر على حديثها الذي رددته فور كشف الجريمة ولكنها خشت من أن ترفع عينيها في أعين المحقق خوفا من أن تفضح عينيها أمرها، ولكنها فوجئت بالمحقق يسألها عن الذهب الذي ترتديه في يدها فتوقفت عن التفكير للحظات فإذ بالمحقق يشير على المصوغات بيدها فنظرت لتجد أن ما سرقته من حماتها ارتدتهم لحين إخفائهم ولكنها نسيت أمرهم.
 
وهنا فضح أمرها ولم يكن أمامها خيار إلا الاعتراف بالحقيقة الكاملة فأقرت بما حدث واصطحبها المحققون لتمثيل جريمتها في مسرح الجريمة، وأمر قاضي معارضات محكمة جنح أول الرمل بتجديد حبس «ضحى» المتهمة بقتل حماتها (15 يوما) على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق