الملعب الخفي للثعابين الإيرانية.. حزب الله اللبناني في أمريكا اللاتينية

الثلاثاء، 19 فبراير 2019 12:00 م
الملعب الخفي للثعابين الإيرانية.. حزب الله اللبناني في أمريكا اللاتينية
حزب الله

على مدار سنوات، نجح حزب الله اللبناني الذراع الإيرانية في الشرق الأوسط، في نشر الروابط المختلفة فى مجالاته المختلفة التجارية والسياسية فى أمريكا اللاتينية، بدعم من طهران، وأنشأ اتصالات متقاربة مع رجال الأعمال والسياسيين فى المنطقة، للاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال والأسلحة، وغير ذلك من الأنشطة غير المعلنة.

وتسبب انتشار الحكومات الشعبوية في أمريكا اللاتينية، وخاصة في فنزويلا والإكوادورو وبوليفيا والأرجنتين ونيكاراجوا وكوبا، في تأصيل روابط الحزب الشيعي، فتلك الدول فتحت أبوابها للذراع الإيرانية.

راشيل هرنفيلد مديرة المركز الأمريكى للديمقراطية، قالت إن العلاقات المريحة بين هذه الحكومات وإيران، سهلت حرية حركة أعضاء الحزب في أنحاء المنطقة، ما سمح لهم بنقل المخدرات، مضيفة: "حزب الله يمكن أن يعطى لهم المشورة الاستراتيجية والأسلحة"، مضيفة: "فى المقابل، أمريكا اللاتينية تقدم الخدمات الجنائية، بما فى ذلك تهريب المخدرات والأسلحة".

 

 

المال الحرام 

وقال تقرير نشرته صحيفة إنفوباى الأرجنتينية، إن الجماعات المسلحة في المنطقة اللاتينية من المصادر الرئيسية لتمويل الحزب، منها القوات المسلحة الثورية الكولومبية، وعصابة سينالو ولوس زيتاس، المكسيكيين.

ونقلت الصحيفة تصريحات، لويس فليشمان، المحلل الأمريكي خبير قضايا الشرق الأوسط، والتي قال فيها: "هناك تكامل بين إيران وحزب الله وعصابات المخدرات، فالأنفاق التى بنتها عصابات المخدرات لنقل منتجاتها عبر الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة تشبه تلك الأنفاق التى بناها حزب الله فى لبنان لنقل الأسلحة".

وقال ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات فى معهد واشنطن: "قريبا جدا، سيكون حزب الله قادرا على جمع المزيد من الأموال من تجارة المخدرات أكثر من جميع مصادر تمويله الأخرى".

ولاية أراجوا

وحسب تقارير دولية، يعتبر حاكم ولاية أراجوا، طارق العسيمى، أحد الرجال السوريين من أصل لبناني، المشتبه بهم فى إقامة علاقات مع حزب الله والنظام الإيرانى، حيث كان فى 2003 مسئولا عن المكتب الوطنى للهجرة والهوية فى فنزويلا، فى ذلك الوقت، وزود حزب الله فى هذا الوقت بجوازات السفر الفنزويلية والوثائق الوطنية للعبور إلى العاصمة كراكاس.

 

 

واتُهم العسيمى بإخفاء السيارات المسروقة والإتجار بالمخدرات فى غرف حرم الجامعات، كما اتهم بتجنيد الشباب في فنزويلا للحفاظ على تدريب قوى فى جنوب لبنان.

البرازيل

وفي 2016 أكدت تقارير من الكونجرس الأمريكى أن حزب الله له جذور قوية فى البرازيل، وأن سبعة ملايين شخص من أصول لبنانية، بينهم مليون شيعى يعيشون فى البرازيل وولائهم لحزب الله، يوظف الحزب ولاءهم لتلقى الدعم المادى، ويستخدم علاقاتهم التجارية لصالحه، بما فى ذلك التعامل مع المنظمات الإجرامية.

 

 

وكشفت مكافحة المخدرات الأمريكية فى 2016 أيضا عن قيان حزب الله بنقل أطنان من الكوكايين من جنوب أمريكا إلى أوروبا، كما كشفت عن تطوير منظومة معقدة فى أمريكا اللاتينية لغسل الأموال لن تشهد لها جول هذه المنطقة مثيلا لها من قبل.

 

وفى نهاية العام الماضى، ألقت الشرطة البرازيلية القبض على رجل تتهمه الولايات المتحدة بأنه أحد مسئولى التمويل فى حزب الله.

 

الحدود الثلاثية

وحذرت الصحيفة من وجود حزب الله فى منطقة الحدود الثلاثية المضطربة فى أمريكا الجنوبية (البرازيل، باراجواى، الأرجنتين)، وبأن الحزب اللبنانى يستخدم عشرات الملايين من الدولارات فى تجارة المخدرات وتبييض الأموال، لتمويل أنشطتها الارهابية.

ويشير التقرير إلى أن هناك قلقا كبيرا من عناصر الحزب المتواجدين فى البرازيل، والذين يقومون بإنشاء مؤسسات قوية للغاية عبر الحدود، وداخل باراجواى والأرجنتين. وبالنسبة لخوان فيليكس مارتو، الرئيس السابق لمكتب مكافحة غسل الأموال فى الأرجنتين، فلقد ثبت أن هناك تحالفات بين العائلات اللبنانية، التى تمتلك جزءا كبيرا من التجارة غير المشروعة. ومن الواضح أنها بدأت فى مشاركة الحزب برعاية وحماية الأموال التى تأتى من تجارة المخدرات.

وتبحث النيابة العامة البرازيلية عن أدلة ملموسة تؤكد العلاقات التى تربط الحزب بأكبر عصابتين فى البرازيل: "القيادة الحمراء"، و"القيادة الأولى فى العاصمة".

فبعد عام طويل ودموى من الخصومة، اتفقت العصابتان نهاية العام الماضى على الاتحاد، لمحاربة سياسات الرئيس البرازيلى الجديد، جايير بولسونارو، الذى تعهد بالقضاء على العصابات فى البرازيل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق