"الشعبطة" في أوسكار رامي مالك!

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 09:32 ص
"الشعبطة" في أوسكار رامي مالك!
حسين عثمان يكتب:

على مسرح دولبي بمدينة السينما الأمريكية هوليوود، أُقيم أول أمس الأحد حفل توزيع جوائز الأوسكار الحادي والتسعون، جائزة الأوسكار هي الجائزة السينمائية الأشهر على مستوى العالم، وتمنحها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وهي أكاديمية فخرية وليست تعليمية تأسست عام 1927 في كاليفورنيا، وتضم أكثر من ستة آلاف عضو متخصص في الفنون السينمائية، يشكلون لجنة تصويت ضخمة منها أكثر من 1300 ممثل وممثلة، وتنظم الأكاديمية بالإضافة إلى مسابقات جوائز الأوسكار السنوية، مسابقات سنوية أيضاً لطلاب الجامعات المختصة بفنون السينما، يُقام حفل توزيع جوائز الأوسكار كل عام بين فبراير ومارس كموعد ثابت، وتمنح فيه الأكاديمية 24 جائزة في مختلف فئات الفنون السينمائية.

حاز فيلم Bohemian Rhapsody أو افتتان البوهيمية، على 4 من جوائز الأوسكار هذا العام، هي أفضل مونتاج، وأفضل مونتاج صوتي، وأفضل مكساج، وجائزة أفضل ممثل، والتي فاز بها الممثل الأمريكي المصري الأصل رامي مالك، وهي الجائزة الأولى له في مجال السينما، بعدما فاز من قبل كأحسن ممثل بجائزة نقاد التليفزيون وجائزة إيمي، وكان ذلك عام 2016 عن دوره في مسلسل السيد روبوت، وقد سبق فوز رامي مالك بهذه الجوائز، تَرَشُحُه كأفضل ممثل لثلاث جوائز تليفزيونية عن نفس المسلسل في نفس العام، هي جوائز جولدن جلوب وستالايت ونقابة الممثلين الأمريكية، وقد شارك حتى الآن في 16 فيلماً سينمائياً، و11 مسلسلاً تليفزيونياً.

رامي من مواليد لوس أنجلوس في 12 مايو 1981، لأسرة قبطية أرثوذكسية مصرية هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل مولده، والده الراحل سعيد مالك كان يعمل مرشداً سياحياً في القاهرة، بينما كانت تعمل والدته محاسبة، وله أخت أكبر منه سناً تعمل طبيبة، وأخ توأم يكبره بدقائق يعمل مدرساً، وقد حصل رامي على البكالوريوس في الفنون عام 2003 من جامعة إيفانسفيل بولاية إنديانا الأمريكية، قبل أن يعود إلى كاليفورنيا ليبدأ مسيرته التمثيلية الاحترافية بأدوار صغيرة عام 2004، رامي إذاً ممثل محترف بهوليوود لحوالي 15 عاماً الآن، لم يهتم خلالها الإعلام المصري والمصريون عموماً به، إلا مع مقدمات تَرَشُحُه للأوسكار العام الماضي!.

إنجاز رامي يستحق كل الاحتفاء والإعجاب والتقدير كقصة نجاح وتفوق على المستوى الإنساني بعيداً عن تصنيفات الجنسية والأصول، لكن فكرة التمسح والتمحك في أصوله المصرية إلى حد اعتبار إنجازه الشخصي إنجازاً مصرياً أمر مثير للشفقة الحقيقة، خاصة وأن الشَطَط المصري التاريخي سار مؤخراً في اتجاه مقارنة رامي بتاريخ الراحل المصري العالمي عمر الشريف، وبما يظلم على الأخص موهبة ومسيرة الشريف المصرية الخالصة، وإرادته الطموحة المُقتحمة لأشواك وعنفوان هوليوود، وفي زمن صعب كانت تتلألأ فيه سماء هوليوود بنجومها الأكبر في تاريخ السينما العالمية، ناهيك عن ظروف سياسية حادة ومتقلبة عظمت من تحديات عمر الشريف الفنية، المقارنة ليست في محلها على الإطلاق.

فإذا ذكرتك مثلاً بتجاهل جهود مصرية حقيقية، طامحة في الوصول إلى العالمية، قام بها ولا يزال ممثل بوزن خالد النبوي، وأسفرت عام 2005 عن مشاركته في بطولة فيلم Kingdom of Heaven أو مملكة الجنة من إخراج ريدلي سكوت، قبل أن يقوم ببطولة فيلم The Citizen أو المواطن عام 2012 من إخراج سام كايد، لعلك تندهش من التقصير في دعم المصريين بحق، القادرين على اعتلاء منصات التتويج العالمية، وحصد أهم الجوائز في مختلف المجالات، وساعتها تكون الفرحة صادقة من القلب، والاحتفاء بالإنجاز باعتباره إنجازاً وطنياً، قبل أن يكون إنجازاً يخص صاحبه، مقبولاً ومنطقياً، وده أفضل من استسهال "الشعبطة" في إنجازات الآخرين.         

 

                  

       

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة