ملاكم كردي يكشف المستور: القضاء التركي «ملكية خاصة»

الإثنين، 11 مارس 2019 03:00 م
ملاكم كردي يكشف المستور: القضاء التركي «ملكية خاصة»
الملاكم التركي - إسماعيل أوزان

 
أوضاع تركيا تحت قيادة حكومة «العدالة والتنمية» باتت أقل مايمكن أن توصف به بـ«الكارثية»، في ظل حالة الهلع والهياج التي انتابت رئيسها رجب طيب إردوغان، ضد معارضيه، وتصفيتهم معنويا، وجسديا، والتنكيل بهم داخل معتقلاته وسجونه، والتضييق على من لم يتمكن من الزج به خلف قضبانه.
 
واقعة جديدة تؤكد على ماوصلت إليه الأوضاع التركية من سوء، بطلها الملاكم التركي المعارض لسياسات إردوغان، إسماعيل أوزان، والذي تعرض للاضطهاد على يد أذناب الرئيس التركي، وصلت إلى مصادرة جواز سفره، والتهديد بقتله جزاءا على معارضته للديكتاتور العثماني.
 
وفي تصريحاته عن مايتعرض له، قال «أوزان»، عن تركيا، إنها أبعد ماتكون عن كونها دولة قانون، فكل شيئ في البلاد يدار من قبل رجب إردوغان، والديكتاتورية هي السمة الأساسية في نظام الحكم، ليعبر عن حالة الغضب الكبيرة التي تنتاب العديد من أبناء تركيا حزنا على بلادهم.
 
ونشرت مجلة الأخبار الأسبوعية الألمانية فوكس، حوارا للملاكم الكردي، بعنوان «تركيا تسعى لاعتقال أوزان، هناك حساب مع إردوغان»، سلطت خلاله الضوء على الاعتداءات التي يتعرض لها معارضو الرئيس التركي خاصة الكرد في الخارج، مشيرة إلى أن يد إردوغان الممتدة في ألمانيا، عبر أجهزته الأمنية وجواسيسه من المخابرات وأئمة هيئة الشؤون الدينية، والتي تستهدف هذه الأيام إسماعيل أوزان، وهو رياضي كردي محترف يبلغ من العمر 38 عاما، ويواصل حياته كملاكم ناجح، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية صادرت القنصلية التركية جواز سفره.
 
ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، بل فإن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، وجه تهديدا صريحا للمعارضين، أوضح فيها أنهم إذا جاءوا إلى تركيا من أجل قضاء العطلة سيتم اعتقالهم، ليرد «أوزان» عليه في حواره قائلا: «لم أندهش من مثل هذه التهديدات، إنها تعرفنا المقدار الذي ابتعدت فيه تركيا عن دولة القانون. كل شيء هناك أصبح يدار من قِبل إردوغان فقط، والديكتاتورية هي السمة الأساسية في نظام الحكم».
 
وأضاف الملاكم الكردي، أن القضاء التركي بات تحت وصاية رجب، استولى على القضاة والمدعين العامين، وأصبحوا جميعهم يحكمون بأسلوب المافيا، مشيرًا إلى أن الوضع الذي وصلت إليه تركيا بسبب إردوغان يحزنه جدا، وتابع: «يتم التنكيل بحقوق الإنسان، ولا يمكن الحديث أبدا عن حرية الصحافة، حيث يتم اعتقال الصحافيين. قبل عدة أيام تم فض اعتماد الصحافيين الألمان، ما يعني عدم إعطاء إذن رسمي لمتابعة الأخبار".  اتهموني بأنني أروج للإرهاب من خلال 3 دعاوى قضائية لأنني شاركت في فعاليات كردية بألمانيا».
 
واستطرد «أوزان»: «تركيا باتت دولة ديكتاتورية بعيدة عن الديمقراطية، قضاؤها مسيس. أرفض الدعاوى القضائية المرفوعة ضدي. سأبقى في ألمانيا بسبب حتى لا يتم اعتقالي إذا سافرت إلى تركيا. هدف إردوغان من كل ما يفعله هو إظهار قوته، بسبب عدم وجود قضاء عادل سأبقى بعيدا عن وطني وأهلي وأقاربي».
 
وشدد الملاكم التركي، على أهمية انتخابات المحليات المزمع إجراؤها 31 مارس الجاري، مشيرا إلى أن إردوغان يتهم  المنتمين لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي بالإرهاب، ويعتقل الكثير من السياسيين التابعين للحزب، مستشهدًا بالنائبة الكردية ليلى جوفان التي دخلت يومها الـ121 في الإضراب عن الطعام، اعتراضًا على استمرار حبس الزعيم الكردي عبدالله أوجلان منذ أكثر من 20 عامًا، معربا عن خوفه من تحويل إردوغان تركيا إلى مكان للفوضى والحرب الأهلية، إذا خسر الانتخابات المحلية المقبلة، فيما نوهت المجلة الألمانية إلى الحملات الأمنية التي شنتها السلطات التركية ضد المعارضين عقب فشل المحاولة الانقلابية في 2016، وسوء علاقات تركيا مع الدول الغربية.
 
ويرى اللاعب التركي، أن الحل الوحيد للأزمة الكردية هو العودة لمذكرة التفاهم بين الحكومة التركية والأكراد، مشددا: «لا يوجد أي حل آخر»
 
وبدافع الانتقام الشخصي، يطلق إردوغان نحو 6 آلاف جاسوس لتعقب خصومه في ألمانيا، مستغلا جهاز الاستخبارات الوطني وأئمة هيئة الشؤون الدينية، فيما يقف النواب الألمان ضد أنشطته الإجرامية، مؤكدين أن «التجسس على أرض بلادهم جريمة لا تغتفر»، فتهديد المواطنين الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا، صدر بشكل رسمي على لسان وزير داخلية إردوغان، سليمان صويلو، الذي قال نهاية فبراير الماضي: «هناك من يقضون العطلة في أنطاليا وبودروم وموغلا، ويشاركون في فعاليات إرهابية في ألمانيا وأوروبا»، ليواصل تهديد السياح الأجانب قائلا: «الأمر ليس بهذه السهولة، أن يرتكبوا الخيانة ثم يأتون ويستمتعون في تركيا فإنها ليست بهذه السهولة من الآن فصاعدا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق