لو بطلنا نحلم نموت.. «نهى» من «حقنة» طبيب أصابتها بـ«الصم» إلى الشهرة

الأحد، 17 مارس 2019 09:00 ص
لو بطلنا نحلم نموت.. «نهى» من «حقنة» طبيب أصابتها بـ«الصم» إلى الشهرة
نهى ربيع
علاء رضوان

«أصبت بنوبة برد عندما كان عمرى لم يتجاوز 9 أشهر، وفجأة إرتفعت حرارتى دون سابق إنذار، ما أدى لإصابتى بجفاف فإضطر والدى للذهاب بى إلى الطبيب المعالج، والذى بدوره اعطانى حقنة عن طريق الخطأ، فأصيبت بالصم»..بهذه الكلمات روت نهي ربيع من ضعاف السمع مآساتها لـ «صوت الأمة» - منذ نعومة أظافرها مع الإصابة حتى الوصول للشهرة والنجومية.

أصيبت العائلة – وفقا لـ «نهى» - بحالة من الحزن الشديد جراء ما أصابنى من «صم» كانت بمثابة الكارثة لهم، خاصة بعدما نصح الأطباء والدتى التى عانت معىّ الآمرين أننى من الضروري أن أعتمد على وضع سماعة أذن مع ضرورة تعلم التخاطب والكتابة وقراءة الحروف حتى استطيع اجتياز هذه الأزمة. 

40dee098-3992-474d-84ff-8e5a28615206

وفى تلك الأثناء، بدأت والدتى تعليمى فى البيت عن طريق الإمساك بيدى ووضعها على حنجرتها وتبدأ الحديث كى أستطيع الإحساس بمخارج الحروف فى يدى، وعند أول نطق لى كانت فرحة والدتى وبعد ذلك والدتى تركتنى كى أتعلم من خلال كتاب فيه أسماء الحيوانات وبدأت اقرأ الحروف وأتعلم الكلمات والنطق وأشاهد صورة الحيوان كى أعرف معنى الكلمة وماما تصفق لى وتشجعنى حينما أنطق النطق الصحيح.  

المفاجأة الكبرى للعائلة – بحسب «نهى» - حينما سمعت صوت التليفون الأرضى، وأخبرت والدتى إن التليفون «بيرن»، وبعدها التحقت بمدرسة الصم والبكم فى بمصرالجديدة، إلا أن المدرسين فوجئوا أننى أتحدث بصوت قوى ما اضطرهم للتساؤل لماذا أنتى فى مدرسة لضعاف السمع رغم أن صوتك قوى، وبعد ذلك شعرت بمعاناة شديدة عند دخولى أولى ابتدائى، لأن الجميع كان يتعامل بالإشارة وكنت لأول مرة أرى التخاطب بالإشارة، وعند دخولى المرحلة الإعدادية بدأت أتخاطب بالإشارة بشكل جيد إلا أن صوتى بدأ يختفى مرة أخرى لأننى اعتمدت على تخاطب الإشارة بشكل كامل. 

2414c6b8-a5a5-48c3-b140-1426b12afcf7

حالة من الغضب الشديد ظهرت على والدى – الكلام لـ«نهى» - بسبب اعتمادى بشكل كامل على التخاطب بالإشارة حيث أمرونى بالحديث كلاماَ دون الإشارة، ونتيجة المضايقات التى كنت أتعرض لها من أصحابى وأصدقائى فى المدرسة قررت حينها خلع سماعة الأذن وفى نهاية المرحلة الإعدادية كانوا عاملين شهادات للأوائل واتفاجئت إنى أنا الأولى على المدرسة، وفضلت بعد ذلك الإنضمام لثانوى الدبلوم الفنى لأن الثانوى العام كان صعب على ضعاف السمع، وبفضل الله تعالى حصلت على الترتيب الرابع على مستوى الجمهورية بمجموع 89%،  وانضممت لمعهد الحاسبات ونظم المعلومات فى العباسية مع شقيقتى، وعانيت كثيراَ فى تلك المرحلة لأن المحاضرات الدكتورة كانت تتحدث بالمايك فقط بدون كمبيوتر.

وتابعت: «شقيقتى وقفت بجوارى كثيراَ فى دراستى لأن المعهد لم يكن فيه مترجمة إشارة، إلا أن فجأة شقيقتى حدثت لها بعض المشاكل ما اضطرها للذهاب للمعهد ما اضطرنى للذهاب بمفردى»، ورردة قائلة بنبرة صوت يملأها الحزن: «الناس كانوا بيسخروا منى لإنهم فاكرينى مجنونة عشان صماء وكانوا بيقولوا عليا مريضة نفسيا وبقيت حزينة ومش عاوزة أروح بسبب معاملة الناس». 

460f88b0-9fce-4618-be15-c299a714e6ca

فى 2016 – هكذا تقول «نهى» - سمعت عن مدربة مترجمة جديدة موجودة فى كلية تجارة جامعة عين شمس وأنا فرحت جدا بس رفضونى عشان خريجة 2009، فرحت أقدم فى الجامعة المفتوحة، فقالوا لى مش هينفع وأنا زعلانة جدا عشان طول عمرى شاطرة كان نفسى أدخل كلية بس النصيب الحمد لله، بعد كدا بدأت أدور على شغل 5% مش موافقين عشان بيقولوا لازم كلية وأسرتى شجعونى وقالوا لى لازم تكونى قوية.

واستطردت: «دخلت في مؤسسة المحامية المترجمة أستاذة نادية واتعلمت مسرحية من مخرج شريف أنا مش سامعك و المرايا و الدستور وكمان اتعلمت بنفسي إيقاع مع صحبي في حفلة مشهورة، وأنا بقيت فنانة كبيرة ومخرج محمد علام شاف اللي أنا بعمله وكان مبسوط بيا وبعد كدا مفيش مسرحية وبعد كدا المترجمه الاستاذة قمر كلمتني وقالتلي تعالي عشان اعملي فيلم بلغة الإشارة (خطيب مراتى)، بدأت أنزل كورسات لتعليم IT  والأكسيل والوورد والفوتوتشوب وبعد كدا بدأت في التصوير الفوتوغرافى كان مع أستاذ صلاح الرشيدى 6 شهور، كنا في رمضان كنت بنزل وأنا صايمة كل يوم وحضرت حفلة وكنت بصور فيها ولما شافوا الصور في المعرض انبهروا بيها جداً واتفاجئوا لم عرفوا إنها تصوير موبايل مش كاميرا تصوير». 

a9e38d7d-cb24-4631-ab79-4f8727a5a77e

وتُضيف: « وبعدين المسؤول عن الحفلة شاف الصور وقالي إنتي مركز أول واداني شهادة وكاميرا، وأنا فرحانة أوي وبعد كدا أنا اتعلمت زيادة مع نفسي  ودخلت أكتر من 6 مسابقات واخدت شهادات، وأنا مفيش حد بيعملني أنا كنت بتعلم لوحدي بعد ما اكتشفت فى نفسي موهبة الإحساس بالتصوير اللي ربنا انعم بيها عليا واخدت كاس من وزارة الثقافة، وبعد كدا كملت ودخلت تدريب في المؤسسة العربية للسينما والتليفزيون مع الدكتورة منى الصبان.  

 
be679990-8e01-42e0-9bcb-f455c74d2db1
 
e74b2438-4a24-49ff-a8ea-8af2ef7bb469

 

تعليقات (1)
يجب دعم ضعاف السمع وعدم إهمالهم
بواسطة: Mahmoud Salah
بتاريخ: الأحد، 17 مارس 2019 01:16 م

ربنا يوفقك يا نهى وتحققى كل اللى بتتمنيه ان شاء الله انتى عندك إرادة وعزيمة مش موجودة عند ناس كتير بيعرفوا يتكلموا إن شاء الله ربنا يوفقك وتقدرى تحققى حلمك بمساعدة كل ضعاف السمع فى مصر وتكونى سبب فى سعادتهم ونجاحهم وربنا يجعله فى ميزان حسناتك

اضف تعليق