لعيد الأم وجوه كثيرة.. أمهات تحت القصف في عيدهن

الخميس، 21 مارس 2019 05:00 م
لعيد الأم وجوه كثيرة.. أمهات تحت القصف في عيدهن
الأم في سوريا
محمود علي

في الوقت الذي يحتفل فيه العديد من دول العالم بيوم الأم، محتفيين بمجهوداتهم وتضحياتهم في سبيل رفعة الوطن والحفاظ على استقرارته، تعيش الأمهات في مناطق الصراع والاشتباك وضعًا آخر، فبداية من فلسطين وصولًا إلى اليمن وسوريا ومناطق الصراع الأخرى، تقدم الأم والفتاة بصفة عامة أعظم التضحيات فداءًا لوطنها وأمتها العربية في مواجهة غول التمرد والتطرف والإرهاب في العالم.

في فلسطين يستذكر التاريخ، والحاضر، الدور المناضل والمجاهد للأم الفلسطينية، منذ بداية الصراع مع العدو الإسرائيلي المحتل، تجسدت الأم في الكثير من المواقف، فهي أم الشهيد وأم الأسير، أم المجاهد وأم المطارد، فهي شهيدة في بعض الأحيان أسيرة في أوقات أخرى، ربة لأسرة فقدت الأب برصاص الغدر، وزوجة غادرت منزلها ونزحت عن وطنها بسبب القمع.

أمهات فلسطين قدمتن وأعطيتن لوطنهن الكثير والكثير، ففي الانتفاضة الأولى والثانية، ظهرت نماذج مشرفة تبرز دور الأم في مشوار التحرر، كما قدمتن تضحيات عديدة دفاعًا عن الأقصى والأسرى، فدون كلل وملل كانت مصنع الرجال تقدم الأسير تلو الأسير والشهيد تلو الشهيد.

يقفن شامخات رافعين الرأ عندما يقدمن أبنائهم شهداء، دون قطرة دمع، صارخين أمام العالم بأنهم فداءًا لفلسطين، وللأرض في مقابل أن يعود لهم منازلهم مفاتيحهم أن يزول الاحتلال من أرضهم.

في اليمن يمتد الكابوس التي بدأ منذ ما يقارب الأربعة أعوام عندما تمردت ميليشيات الحوثي على الشرعية في اليمن، حيث يبدو الوضع مختلفًا للأم اليمنية عن ما عاشته خلال العقود الماضية، يمتلئ في هذه الفترة بالأوجاع، حيث أزهق هذا الانقلاب المستمر بدعم إيراني مئات الأمهات، مرة بانفجارات الألغام المزروعة في الشوارع وأخرى برصاص قناصة الجماعات المتمردة على مرأى ومسمع الكثير.

والأمهات اللاتي لم تزهق أرواحهم نتيجة جرائم الميليشيات الحوثية، كان نصيبها من الوجع حاضر في قاموس المتمردون التابعون لإيران، لتصبح أم لشهيد أو أم لمعتقل أو أم لمغرر به منضم للميليشيا في مناطق الصراع.

في سوريا، اعتاد أهلها الاحتفال بعيد الأم الموافق في 21 مارس منذ سنوات طويلة، ولكن منذ 8 سنوات ويأتي يوم الأم وسط  أزمة محتدمة تشهدها البلاد سيطرت فيه جماعات مسلحة وإرهابية على مناطق عديدة بشمال سوريا، فبين رصاصات المسلحون وقصف التحالف الدولي ودمار المنازل، والدماء المنتشرة على جدران المنازل تعيش الأم السورية وضعًا مليئ بالأحزان.

وفقدت الأم السورية خلال السنوات الماضية، أبنها وزوجها وشقيقها في الحرب المدمرة التي قضت على الأخضر واليابس، فيما تركن الكثير منهن البلد ونزحن من بيوتهن لخارج البلاد، ليمرن بمأسي أخرى لا تقل عن ما شهدته سوريا، فالحرب لم ترحم أحدًا ، أم فقدت أطفالها وسط الركام، كأم فقدت أبنها في البحر عندما حاولت الهروب من وطن سيطرعليه صوت الرصاص.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق