متحف قطري جديد لدفن جرائم «الحمدين» ضد العمال الوافدين

الإثنين، 01 أبريل 2019 09:00 ص
متحف قطري جديد لدفن جرائم «الحمدين» ضد العمال الوافدين
علم قطر

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على ما وصفته بـ «التبذير والإسراف» في إنشاء متحف قطر الوطني، بعدما استغرق 18 عاما لبنائه، مشيرة إلى أن الحملات الدعائية الصاخبة التي حرص النظام القطري على أن يحيط بها افتتاحه مبالغ فيها.

الصحيفة تطرقت أيضا إلى حديث تميم عن إجراءاتٍ يقول إنها ترمي لإصلاح قوانين العمل وتحسين ظروف العمال الوافدين، إذ أكدت «الجارديان» في هذا الصدد أن ما قاله المسؤولون القطريون الخريف الماضي في هذا الشأن لم يكن كافيا على الإطلاق بنظر مختلف المنظمات المعنية بهذا الملف.
 
وقالت الصحيفة البريطانية إن الدوحة لم تعلن عن تلك التدابير سوى تحت ضغط التدقيق الدولي المتزايد الذي تخضع له خلال استعداداتها لاستضافة مونديال 2022، الذي لم يتبق على موعد انطلاقه سوى ثلاث سنوات وتسعة أشهر لا أكثر.
 
وذكرت الصحيفة الجانب الآخر الذي عاصر تشييد متحف قطر الوطني، إذ شهدت أركانه انتهاكات متعددة بحق العمال الوافدين، الذين استغلتهم السلطات القطرية لتشييد المبنى الباذخ للمتحف، مؤكدة أنهم تقاضوا أجورا أقل بكثير من تلك التي وُعِدوا بها في بادئ الأمر.
 
وتقول الجارديان، إن الفضيحة الجديدة لتنظيم الحمدين بحق الوافدين الذين شيدوا مباني متحف قطر الجديد، يأتي تكرارا لما يحدث بشكل منهجي ومنتظمٍ مع مئات الآلاف من أفراد العمالة المهاجرة الموجودين في قطر منذ سنواتٍ طويلة.
 
وكشفت الصحيفة البريطانية، أن العمال الذين تعرضوا لهذه الخديعة القطرية، هم نيباليو الجنسية، إذ حاولت العصابة الحاكمة تجميل صورة الدويلة بتدشين متحفها الوطني، عبر سخرة العمالة الوافدة لتشييد المتحف.
 
وأضافت الجارديان، أن المتحف الجديد ليس إلا محاولةً أخرى من جانب نظام قطر للتهرب من مواجهة العواقب الأكثر إيلاما المترتبة على التوجهات السياسية والاقتصادية التي يتبناها، لا سيما على صعيد الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي يمارسها، سواءٌ ضد مواطنيه أو بحق العمال الأجانب الذين يشكلون أكثر من 90% من سكان الإمارة التي يحكمها.
 
وشدد التقرير، على أن الملف الحساس المتعلق بهذه الانتهاكات واسعة النطاق والموثقة من جانب مختلف المنظمات الحقوقية الدولية غاب بشكلٍ كامل عن المتحف، الذي لا تكف السلطات الحاكمة في قطر عن التباهي بمساحته التي تمتد قرابة ميل «كيلومترٍ ونصف الكيلو» تقريبا، وكذلك بتصميمه الذي استعانت فيه الدوحة بالمهندس المعروف جان نوفيل.
 
وأشارت الجارديان إلى ما كشفت عنه سابقا عبر تحقيقٍ استقصائيٍ أجرته عام 2016، وفضح الفظاعات التي يعانيها نحو مليوني عامل أجنبي، يشاركون في عملية تأهيل البنية التحتية اللازمة لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022.
 
وأبرز تقرير الصحيفة ما كُشِفَ عنه النقاب في هذا التحقيق من ظروف صعبة يعيشها عمال الإنشاءات في الدويلة المعزولة، في ظل العبء الثقيل الملقى على عاتقهم لتجهيز المنشآت الضرورية للمونديال، الذي اقترب موعده وسط أنباء شبه مؤكدة عن أن الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، سيُجبر النظام الحاكم في الدوحة على قبول توسيع رقعة المشاركة فيه لتشمل 48 منتخبا بدلا من 32، حتى وإن كان ذلك سيربك الاستعدادات القطرية لإقامة ذلك الحدث، وربما يقوضها من الأساس.
 
وقالت الجارديان إن الجرائم الإنسانية التي تتعرض لها العمالة المهاجرة في قطر، تتراوح ما بين عدم صرف الرواتب للعمال على نحوٍ منتظمٍ أو تخفيضها، بجانب مصادرة جوازات سفرهم، فضلاً عن تصاعد مستويات الدين، التي تكبل أعناق مئات الآلاف من هؤلاء الأشخاص الذين قَدِموا من دول آسيوية فقيرة، مثل بنجلاديش ونيبال.
 
وأبدت الصحيفة البريطانية اندهاشها من التجاهل الكامل من جانب القائمين على المتحف للسجل الحقوقي الأسود للنظام القطري، وهو الملف الذي ترك وحيدا دون أن يظهر له أثر، في أي من أركان المكان الذي استغرقت عملية تشييده قرابة عقدين من الزمان.
 
وقالت إن صالة العرض الأخيرة في المتحف، التي أُعِدَت للتركيز على قطر المعاصرة، لا تزال تحتاج إلى ملء شواغر فيها، فالتكاليف الإنسانية للطموحات النهمة التي لا تشبع لهذا البلد، تستحق أن تكون إحدى الموضوعات التي يُخصص لها معروضاتٌ في هذا المكان.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة