قصة منتصف الليل.. «عزة» الفاقدة للأمومة على الدوام

الثلاثاء، 02 أبريل 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل.. «عزة» الفاقدة للأمومة على الدوام
إسراء بدر

خرجت «عزة» السيدة الثلاثينية من تجربتها المريرة مع زوجها والتي انتهت بالطلاق منه ولكنها دفعت ثمن هذا القرار ببعد طفلها «أحمد» البالغ 10 سنوات من عمره، عنها ليعيش مع والده وهو كان الاتفاق الذي اتفقت عليه مع زوجها ليوافق على خطوة الطلاق، خرجت وكأنها لم تتزوج بعد فقد خسرت كل شيء، عش الزوجية مهما كانت الظروف والمشاكل التي واجهتها، وقرة عينيها، ومشاعر الأمومة التي كانت أحد أحلامها طول عمرها إلى أن رزقت بطفلها.
 
قررت «عزة» أن تبدأ حياة جديدة وتمحو ما مرت به من ذاكرتها وبعد عدة أشهر تعرفت على «أيمن» رجل أربعيني وقعت في حبه وتعلق قلبها به فقالت في قرارة نفسها أنه الشخص الذي سيعوضها عما رأته في حياتها مع زوجها الأول وعلى الرغم من اعترافه لها بأنه متزوج ولديه أطفال إلا أنها وافقت على الزواج منه لتصير الزوجة الثانية تتقاسم مع زوجته الأولى حياتهما معه دون علمها فكان يأتي إليها خلسة يقضى معها ساعات معدودة ويعود لأسرته وأولاده.
 
تحملت «عزة» نتيجة قرارها الزواج منه ولكنها أرادت أن تجد أنيسا لوحدتها يعوضها فقدانها أحضان طفلها فطلبت من زوجها إنجاب طفل لتعيش في أحضانه حياة مستقرة وتعيد مشاعر الأمومة لقلبها، ولكنها فوجئت برفض زوجها التام لطلبها الإنجاب، مؤكدا أن لديه الأسرة والأطفال ولا يريد الإنجاب من زوجة ثانية خاصة أن زوجته الأولى لا تعلم بزواجه من أخرى ولا يريد تحطيم عائلته وهى الكلمات التي وقعت كالصاعقة على آذان «عزة» وشعرت وكأنها مقعد مجهول الهوية وضعه زوجها في منزل بسيط وانتهى أمرها على ذلك.
 
حاولت «عزة» أن تحمل دون علم زوجها وتضعه أمام الأمر الواقع وذات ليلة تنتظر فيها موعد وصول زوجها لقضاء الوقت المخصص لها معه فقررت ألا تتناول حبوب منع الحمل التي اعتادت تناولها يوميا بناء على طلب زوجها، ولكنها لم تتوقع أنه سيعلم بالأمر فكانت في أحضانه وطلب منها إعداد كوب من الشاي وفور عودتها إلى الغرفة وجدته يصيح في وجهها ويصفعها يمينا ويسارا منددا بعدم تناولها الحبوب المخصصة لمنع الحمل وهو على يقين بأنه ليس مجرد خطأ أو تناست تناولها خاصة مع إلحاحها بحاجتها للحمل.
 
انتهت الليلة بتهديد صريح من زوجها بعدم إتيانه لها إلا بعدما تقرر بشكل نهائي حذف فكرة الحمل من عقلها وللتأكد من ذلك طلب منها خوض عملية جراحية لإزالة الرحم، وحينها فقدت «عزة» الأمل في أن تعيش حياة سوية فإما البعد عن زوجها الذي عشقته بجنون أو التخلي عن مشاعر الأمومة للأبد وهو ما جعلها تصاب باكتئاب حاد لا تجد من يأخذ بيدها ليعالجها منه إلى أن قررت ذات صباح أن تنهى الأمر إلى الأبد وجاءت برباط سميك وعلقته بسقف غرفة النوم وعلقت رقبتها به لتلتقط أنفاسها الأخيرة بقرارها وتنهى الحيرة القاتلة التى وضعها بها زوجها وفقدت بعدها الأمل فى الحياة، ماتت لتنهى رحلتها الشاقة وانخاضت لتفكير الاكتئاب دون محاولة للمعافرة للوصول إلى حل حتى إذا كان الحل الوحيد ه إنهاء علاقتها الزوجية مثلما أنهتها من قبل ولكن القرار في هذه المرة كان صعب للغاية لعشقها زوجها فشعرت أنها لا تستطيع العيش بدونه وفى ذات الوقت لم تلتقط أنفاس الحياة بدون مشاعر الأمومة فقررت الرحيل إلى الأبد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق