خبطتين فى الرأس توجع.. لطمات داخلية وخارجية على وجه أردوغان

الأربعاء، 03 أبريل 2019 10:00 ص
خبطتين فى الرأس توجع.. لطمات داخلية وخارجية على وجه أردوغان
أردوغان
كتب مايكل فارس

يبدو أن رجب طيب أردوغان الرئيس التركي يواجه عدة انتكاسات، وأصعب من أنها كبيرة إلا أن الصعوبة الأكبر فى تتاليها وراء بعضها البعض، فكما قيل "المصائب لا تأتى فرادا"، وهو ما ينطبق على خطوات الرئيس التركي الذى يجني من خلالها نتاج أفعاله وتصريحاته على حد سواء.

فأولى اللطمات هو خسارة  حزب العدالة والتنمية التركي، الذى يترأسه رجب طيب أردوغان أمام المعارضة، الأمر الذى حدى بالحزب إلى الطعن في نتيجة الانتخابات المحلية في جميع أحياء إسطنبول التسعة والثلاثين، بعد أن أوضحت أحدث النتائج تقدم مرشح حزب المعارضة إكرم إمام أوغلو،  فالحزب الحاكم يوشك على فقدان سيطرته على إسطنبول وأنقرة، وهما أكبر مدينتين في البلاد، في انتكاسة انتخابية مفاجئة من شأنها تعقيد خطط الرئيس رجب طيب أردوغان لمواجهة الركود الاقتصادي.

وقد أعلن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية المنافس،  تقدم أوغلو في انتخابات رئاسة البلدية في اسطنبول بنحو 25 ألف صوت، الأمر الذى دعا بحزب العدالة والتنمية، إعلان إنه سيستخدم حقه في الطعن على النتائج عند وقوع مخالفات في التصويت، علما أن مهلة تقديم الطعون.

وبهذا فبعد إعلان اللجنة الانتخابية تقدم إمام أوغلو في إسطنبول إثر فرز غالبية الأصوات، الاثنين، رفض حزب أردوغان الإقرار رسميا بالهزيمة، معلقا آماله على 84 صندوقا لم يجر فرزها بسبب ما اعتبره "مخالفات انتخابية"، قد تغير النتيجة في المدينة التي كانت تعد أهم معاقل الحزب، وقد  قبل يلدريم تقدم خصمه أكرم إمام أوغلو في الانتخابات التي أجريت الأحد بواقع نحو 25 ألف صوت في إسطنبول، لكنه قال إنه مازال من السابق لأوانه إعلان قبول النتيجة النهائية للسباق الانتخابي في كبرى مدن تركيا، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تكون هناك إعادة فرز لنحو 319 ألف صوت أعلن بطلانها وإلغائها.

الخبير في الشأن التركي محمد عبد القادر، يرى أن ترشيح حزب العدالة والتنمية بأهم رجل في الحزب بعد أردوغان من أجل ضمان الفوز في إسطنبول، يترجم بشكل جلي الكلمة التي قالها أردوغان ورددها كثيرا بأن "من يخسر إسطنبول يخسر تركيا، مشيرا إلى أن الحيل السياسية والقانونية لإحباط زحف المعارضة على إسطنبول هي الملاذ الأخير للحزب الحاكم حاليا، لعله يستعيد المدينة التي كانت تشكل الخزان الانتخابي الأكبر له.

أما اللطمة الثانية على وجه أردوغان، هو إيقاف الولايات المتحدة شحن معدات متصلة بطائرات "إف 35" إلى تركيا، فيما يمثل أول إجراء أمريكي ملموس لمنع تسليم ذلك النوع من الطائرات المقاتلة إلى شريكتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ضوء اعتزام أنقرة شراء منظومة دفاع صاروخي روسية، وقد قال متحدث باسم وزراة الدفاع الأمريكية إن البنتاغون أوقف عمليات التسليم والأنشطة المتعلقة بالقدرات العملياتية للمقاتلة "إف 35"، إلى أن تتراجع أنقرة عن شراء صواريخ "إس 400" الدفاعية من روسيا.

وقد أبلغ مسؤولين أمريكيين  نظراءهم الأتراك في الأيام القليلة الماضية، بأنهم لن يحصلوا على شحنات أخرى من المعدات المتعلقة بـ"إف 35"، اللازمة للإعداد لوصول الطائرات الشبح التي تصنعها "لوكهيد مارتن"، فيما نقلت وكالة رويترز عن مصادر قولهم إن الشحنة المقبلة من معدات التدريب وجميع الشحنات التالية من المواد المتعلقة بطائرات "إف 35" ألغيت، يأتى ذلك فى يرفض فيه  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التراجع عن خطط أنقرة شراء منظومة "إس 400" الروسية للدفاع الصاروخي، التي تقول الولايات المتحدة إنها ستقوض أمن طائرات "إف 35"، بينما أعلنت تركيا أنها ستتسلم المنظومة الروسية في يوليو.

ويعتبر الخلاف بشأن طائرات "إف 35" هو أحدث النزاعات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وتركيا، التي تشمل مطالبة أنقرة واشنطن بتسليمها رجل الدين فتح الله غولن، والسياسة الخاصة بالشرق الأوسط والحرب في سوريا، والعقوبات على إيران، وفى وقت سابق أبلغ مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) "رويترز" بأن الولايات المتحدة لديها عدد من المواد قد تحجبها لكي تبعث بإشارة لتركيا، مفادها أن واشنطن جادة بشأن تخلي أنقرة عن طموحها لحيازة منظومة "إس 400".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق