قصة منتصف الليل .. كافحت لضمان مستقبل أطفالها وكانت نهايتها صادمة

الأربعاء، 03 أبريل 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل .. كافحت لضمان مستقبل أطفالها وكانت نهايتها صادمة
إسراء بدر

جلست "إيمان" على أريكتها تفكر فى المستقبل وحياة أطفالها فإذا كانت تستطيع سد احتياجاتهم حاليا فمع الوقت هذه الاحتياجات تتضاعف ولم يكن هناك معينا لها على الإنفاق فزوجها لا يبالى بشئ وينفق راتبه على مصاريفه الشخصية دون إلقاء نظرة على نفقات المنزل والثلاثة أطفال وهو ما كان سبب خلاف بينهما لفترات طويلة إلى أن قررت "إيمان" استكمال حياتها مع زوجها من أجل الأطفال وأسرة مستقرة ولكن ليس له وجود فى الالتزامات والمسئولية.

فوضعت خطة رقمية لتوفير ولو مبالغ بسيطة شهريا لمستقبل أطفالها وبعد عدة أشهر ستملك مبلغ لا بأس به ولكن ليس للإنفاق بل لمستقبل أولادها وجاءت لها فكرة استثمار مدخراتها حتى لو بسيطة من خلال شراء جنيهات ذهب فهو نوع من أنواع الاستثمار المربح بالتأكيد خاصة على المدى البعيد، وبدأت فى تنفيذ خطة استثمارها بالفعل وكلما استطاعت إدخار مبلغ يمكنها من شراء جنيه ذهب كانت تسرع إلى محل المصوغات وتشتريه على الفور قبل انفاقه وتعود إلى المنزل لتخفيه فى حقيبة صغيرة داخل خزينة ملابسها.

ومرت أشهر على هذا الحال لتملك "إيمان" مجموعة من الجنيهات الذهبية ولكنها لم تتوقع يوما أن هذه الحقيبة ستقع فى إيدى زوجها الذى لم تخبره بخطتها من أجل أطفالها خوفا من منعها لينفق أموالها على أشياء غير ضرورية، فلم يكن هناك أهم من مستقبل الأطفال فى عقل "إيمان" أما زوجها فيتبع المقولة الشهيرة "أصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب"، ولكن ذات ليلة حاول زوجها البحث عن أموال ليسد احتياجاته ففتح خزينة ملابسها عسى أن يجد بها ولو مبلغ بسيط فوقع فى يده الكيس البلاستيكى فشعر أن هناك شئ معدنى بداخله ففتحه ليفاجئ بمجموعة من الجنيهات الذهبية فصدم فى قدرة زوجته على توفير كل هذه المبالغ لشراء هذه الجنيهات الذهبية فتوجه إليها ممسكا بالكيس البلاستيكى وبدأ يسألها عن كيفية شراءهم فحاولت شرح خطتها له ولكنه لم يتفهم الأمر أو الأصح أنه رفض تفهم الأمر نظرا لمبدئه فى إنفاق كل ما فى الجيب.

وقابل الزوج مخطط زوجته لضمان مستقبل أطفالهما بمخطط شيطانى، فوجه لها اتهامات متتالية فى شرفها وأخلاقها مدعيا الشك فى سلوكها ولذلك استطاعت توفير كل هذه المبالغ ووقعت هذه الكلمات كالصاعقة على أذان "إيمان" وحاولت توضيح الأمر بهدوء ولكنه لم يهتم واستكمل مخططه بعقابه لها بأنه سيأخذ هذه الجنيهات ليعلم مصدرهم الحقيقى أو تعترف بالحقيقة، وبالفعل أخذهم وخرج من المنزل وجلست "إيمان" باكية على شقاءها والمبلغ الذى وفرته بأعجوبة وحرمت نفسها من كل شئ من أجل توفير هذه المبالغ لمستقبل أطفالها وضمان حياتهم إذا توفاها الله يوما، وفى اليوم التالى عاد زوجها إلى المنزل فسألته عن الجنيهات الذهبية فأكد لها ضرورة نسيان هذا الأمر وأنه لن يقبل وجودهم فى منزله طوال عدم علمه بحقيقة مصدرهم فوقفت تصرخ وتبكى مطالبة بحقوقها فلم تجد منه سوى الضرب والسب أمام أطفالهما وإهانتها واتهامها بالخيانة فالتفتت إلى أطفالهما فوجدتهم ينظرون لها بتعجب من أمرها وصدمة انخداعهم فى أخلاق أمهم وهى النظرة التى حطمت قلبها.

وكانت المرة الأولى التى شعرت فيها "إيمان" بالعجز رغم كافة المشاكل والظروف التى مرت بها فى حياتها الزوجية فكل ما تحملته كان حفاظا على أطفالها وضمان مستقبلهم ولكنهم حاليا ينظرون إليها وكأنها داعرة فلم تشعر بنفسها وهى تسقط أرضا وتلتقط أنفاسها الأخيرة، وآخر ما رأته عيناها هم أطفالها الذين لم يقتربون إليها ليسألوها عما أصابها لتسقط بهذه الطريقة ولكن زوجها سرعان ما توجه بها إلى المستشفى ليكتشف إصابتها بسكتة دماغية توفت على أثرها لتترك له الجمل بما حمل وتذهب إلى خالقها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة