«آيا صوفيا» تسقط أردوغان في إسطنبول.. لماذا يتشبث «العدالة والتنمية» بعاصمة الخلافة؟

الخميس، 11 أبريل 2019 03:00 م
«آيا صوفيا» تسقط أردوغان في إسطنبول.. لماذا يتشبث «العدالة والتنمية» بعاصمة الخلافة؟
صورة تعبيرية عن الحياة في إسطنبول أيام العثمانيين
محمود علي

«لماذا يتمسك أردوغان كل هذا التمسك بإسطنبول عن غيرها».. سؤال بات مطروحًا في الأوساط العالمية بشكل واسع منذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية التركية والتي تشير إلى فوز مرشح المعارضة إكرم أمام أوغلو بالبلدية الكبرى، فبالإضافة إلى رمزية المكان وسطوع أردوغان من بوابة العاصمة الاقتصادية لتركيا، يبدو أن هناك أمورًا آخرى توضح أسباب تشبث الحكومة التركية بإعادة فرز أصوات إسطنبول من جديد.
 
انتخابات.تركيا
انتخابات.تركيا
  
وجاءت نتائج الانتخابات البلدية التركية والتي أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات بفوز المعارضة في أنقرة وأزمير ومدن أخرى كضربة موجعة للنظام التركي، فيما كانت نتائج إسطنبول كاكابوس على الرئيس التركي الذي يطارده، لاسيما وأن أردوغان لم يكن ينتظره والدليل على ذلك الوعود البراقة قبل الانتخابات المحلية، ليست فقط بسبب كبر مساحتها ولا قوتها الاقتصادية، لكن أيضًا للنظرة المختلفة من جانب النظام التركى لتلك المدينة دون غيرها، بسبب مكانتها التاريخية باعتبارها كانت يوما ما تمثل عاصمة الخلافة العثمانية.
 
انتخابات تركيا
انتخابات تركيا
 
وخرج أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في انتخابات بلدية إسطنبول والذي أعلن فوزه بالبلدية، عن صمته قائلًا «دعوني أقول للذين لا يعرفون: لقد فزنا.. انتهى الأمر وكفى. تفرزون الأصوات منذ عشرة أيام من أسفل لأعلى ومن أعلى لأسفل ومن اليمين لليسار ومن اليسار لليمين.. أقول تخلوا عن هذه العملية المصطنعة هنا».
 
اسطنبول فى عهد الخلافه العثمانيه
اسطنبول فى عهد الخلافه العثمانيه
 
ويظهر من تحركات النظام التركي والرئيس رجب طيب أردوغان نحو زيادة الضغوط على اللجنة العليا للانتخابات لإعادة الفرز في مدينة إسطنبول والرفض القاطع للاعتراف بالهزيمة، مدى أهمية هذه المدينة بالنسبة لمن يحكم تركيا على مر العصور، حيث يقول الإعلامي التركي تورغوت أوغلو المقيم في لندن إن هذه هي المرة الأولى التي تخرج إسطنبول من يد الرئيس التركي منذ 26 عامًا، مؤكدًا أن على مر العصور في أن المعارضة لم تفوز بهذه البلدية إلا مرة واحدة في عهد تورغوت أوزال بتسعينات القرن الماضي. 
 
وتتضمنت الوعود التي أخذها أردوغان على نفسه قبيل الانتخابات، فيما يخص مدينة إسطنيول تحويل متحف «آيا صوفيا» إلى مسجد وهو الأمر الذي يمثل مغازلة صريحة لكثير من سكان المدينة الذين طالبوا في أكثر من مرة بهذه الخطوة، عندما احتشد آلاف في الأعوام الماضية للصلاة داخل المتحف مطالبين بتحويله إلى مسجد.
 
ولم يكن استخدام أردوغان لمتحف «آيا صوفيا» في إسطنبول وتحويله لمسجد لمغازلة القطاع المتدين من المدينة فقط لاستقطاب أصوات في الانتخابات البرلمانية بعد ضعف شعبيته، بل حاول أن يروج في هذا الملف إلى قدرته في إحياء حلم الخلافة المزعومة على اعتبار أن المدينة هى كانت العاصمة إبان «الخلافة العثمانية»، وبالتالى فأن خسارته لها في الانتخابات ستكون صفعة قوية لأحلامه.
 
متحف-آيا-صوفيا
متحف آيا صوفيا
 
ومن هنا جاء سبب اختيار الرئيس التركي لشخصية بارزة في حزبه لتكون مرشحه في الانتخابات البلدية بإسطنبول، على غرار رئيس الوزراء التركى الأخير فى تركيا بن علي يلديريم، والذى يعتبر الرجل الثانى فى حزب العدالة والتنمية، في حين تشير النتائج إلى رفض المواطنون في إسطنبول كافة هذه المحاولات، على خلفية حالة الفشل الذريع للنظام فى إدارة الشئون الاقتصادية بالبلاد، وما نتج عنه من انهيار  فى العملة المحلية (الليرة).

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق