تخفف لهيب الشمس وتخفض درجة الحرارة..

لماذا رحلت أشجار الظل والغِطاء النباتي عن الطرق السريعة والداخلية؟

الخميس، 02 مايو 2019 07:00 ص
لماذا رحلت أشجار الظل والغِطاء النباتي عن الطرق السريعة والداخلية؟
الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

فرضت التغيرات المناخية، على سطح الأرض، خلال القرنين الماضي والحالي، قيودا على الكثير من الدول، وخاصة الدول الصناعية الكبرى، كما طالت القيود والتحذيرات أيضا، دول العالم الثالث أو الدول الفقيرة، التي هي في الأساس، ضحية لسياسات الدول الكبرى الغنية، كنتيجة للاحتباس الحراري، أو ما يسمى بالغازات الدفيئة، والتي تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي، وهي الظاهرة التي تُعرف باسم «الاحتباس الحراري».

مؤشر لارتفاع درجات الحرارة سنوياً وكل 5 سنوات
مؤشر لارتفاع درجات الحرارة سنوياً وكل 5 سنوات

وتحاول دول العالم الثالث، التي تضررت، أشد الضرر من هذه الظاهرة، أن تعالج آثارها السلبية، بالعديد من الأنشطة، والبرامج على المستويين القريب والبعيد، وقد أخذت مصر منذ قرون، بالوسائل والطرق، التي تزيد من الغِطاء النباتي وأشجار الظّل، لحماية المصريين على الطُرق السريعة والداخلية، وفي الحقول، كما امتدت مظلّة الغطاء النباتى والشجرى، للأراضي الصحراوية، التي تحولت إلى حدائق وارفة تُجملها زراعات النباتات والأشجار والنخيل.

DhkguMMXkAE1NME
تشجير الطرق 

أشجار الظِلّ بالمحافظات
في الستينات والسبعينات، كانت الطرق السريعة والداخلية، وبين القرى والمراكز والمحافظات، يكسوها الغطاء الشجرى، ويصنع سياجاً، يحمى من الرياح الشديدة والعواصف والأتربة، وفى نفس الوقت، يوفر الظل الوارف، لمن كان يستخدم هذه الطرق، خلال فصل الصيف ودرجات الحارة المرتفعة، سواء كانوا أطفالاً صِغاراً أو كباراً مسافرين أو مقيمين، بل كان المزارعون والفلاحون والمسافرون، يجدون تحت ظلال هذه الأشجار، فُسحة من الوقت والمكان، لأخذ فترات الراحة والاستراحة، والتقاط أنفاسهم، دون خشية من لهيب الشمس صيفاً.

غير أنه فجأة وقعت عدة مجازر، لهذه الأشجار، فى وقت واحد حينها، على مستوى المحافظات، لاستخدام أخشابها فى الصناعات، فأتت هذه المذابح على الأخضر واليباس منها، علاوة على الامتداد العمرانى المستمر، على الأراضى الزراعية والمجارى المائية والحدائق والبساتين وكل ماهو أخضر، ومرّت سنوات كانت الطرق الزراعية والصحراوية جرداء، ثم بدأت عمليات التشجير من جديد، لتدارك وتعويض هذه الثروة من الأشجار التى كانت تظلل الطرق.

 

الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة
 
13899445571441183965
الأشجار على جانبى الطريق

مشروعات قومية للأشجار والنخيل
ومع تصاعد نبرة ردّ الاعتبار، للغطاء النباتى وأشجار الظل، محليّاً وعالمياً، للتخفيف من أخطار الاحتباس الحرارة، عادت أصوات العقلاء، تنادى من جديد، بضرورة تشجير الطرق، والمجارى المائية، وضفاف وشواطىء النيل، والترع والمصارف ومداخل ومخارج القرى والمدن، وهى الدعوات التى بدأت فردية، مثل دعوة المهندس جمعه طوغان، الخبير الزراعى والبيئى، وغيره من الذين اهتموا بهذه القضية.

ومالبثت أن وجدت هذه الدعوات الفردية، من يلتف حولها، ثم تبنتها عددٌ من الوزارات، ثم أخذت بها الحكومة، فكان هناك مشروع المليون نخلة، ثم مشروع الـ 10 ملايين نخلة، ثم المشروع القومى لأكبر مزرعة نخيل فى العالم، بالتزامن مع مشروعات التشجير، التى تنتشر فى القاهرة والمحافظات، وكذلك الغابات الشجرية بالبحر الأحمر، والتى تتبناها أكثر من جهة، منها المحافظة و الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين وغيرها وغيرها.

832
الأشجار والزهور والورود على الطرق 

الاحتباس الحرارى
وكان الحديث، عن نشر الغطاء النباتى وأشجار الظل، والمساحات الخضراء، قد سيطر على العالم، خلال النصف قرن الماضى، وازداد الاهتمام بهذه القضية، عقب تعدد المؤتمرات، والقِمم التى تحذر من الاحتباس الحرارة، وضرورة خفض الانبعاثات الضارة وثانى أكسيد الكربون، بعد أن لوحظت الزيادة، في متوسط درجة حرارة الهواء، منذ منتصف القرن العشرين، مع استمرارها المتصاعد، حيث زادت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية، بمقدار 0.74 ± 0.18 °م (1.33 ± 0.32 فهرنهايت) خلال القرن الماضي.

ومن هنا زاد الاهتمام بالغطاء النباتي، كما يقول المهندس جمعه طوغان، الخبير الزراعى والبيئى، والذى أشار إلى أن مصطلح الغطاء النباتى، يعنى بنمو النباتات، في منطقة معينة، ويشير أيضا إلى الغابات والأحراش والحدائق والطحالب، وكل غطاء نباتي موجود على كوكب الأرض.

وقد برز مصطلح الغطاء النباتي لأهميته في حفظ التوازن البيئي، والنباتات الطبيعية، هي النباتات التى تنمو من تلقاء نفسها، دون تدخل الإنسان، وتنبت عادة في الأماكن الخالية من السكان كالصحاري، وأيضاً الغابات تعدّ ضمن النباتات الطبيعية، وتعتبر النباتات الطبيعية، مصدر جيد للأدوية الطبيعية والمعالجة بالطب البديل، كما تعدّ النباتات الطبيعية، مصدر غذائي مهم للكثير من الحيوانات البرية.

f2aae91514fd453e9693894b0150a3b7_DHRS085XsAAwzDk
زراعة النخيل فى الأراضى الزراعية وعلى حواف المجارى المائية
 
شجرة النيم
شجر النيم يطرد الحشرات والناموس ويحفظ البيئة

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق