إعاقة واشنطن لتقنية 5G الصينية.. مخاوف أمنية أم فشل في المنافسة؟

الجمعة، 03 مايو 2019 05:00 م
إعاقة واشنطن لتقنية 5G الصينية.. مخاوف أمنية أم فشل في المنافسة؟
شيريهان المنيري

تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في تهديداتها لحلفاءها الأوروبيين في حال تعاملهم مع الصين لبناء شبكات الـ 5G، مهددة بوقف مشاركة المعلومات معهم.

الاستخبارات الأمريكية CIA اتهمت شركة «هواوي» الصينية والقائمة على تلك التقنية الحديثة بالحصول على تمويل من لجنة الأمن الوطني الصينية وجيش التحرير الشعبي، ما يثير حولها وأهدافها في التوسع حول العالم الشبهات والمخاوف من تمكينها الحكومة الصينية للتجسس على حلفاءها، وخاصة أنها في حال تطبيقها ستكون عنصرًا فاعلًا في جميع المجالات والأنظمة الحكومية والخاصة إلى حد كبير.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الصين الطمأنة من أهدافها لنشر هذه التقنية والتصدي لمساعي الولايات المتحدة الأمريكية من إعاقته مشروعها التوسعي، تم إقالة وزير الدفاع البريطاني، غافن ويليامسون، بعد تحقيق أدانه في قضية تسريب معلومات متعلقة بقضية «هواوي» داخل مجلس الأمن الوطني البريطاني. ذلك التحقيق الذي جاء بعد إثارة عدد من الوزراء البريطانيين مخاوف من السماح للشركة الصينية البارزة في المشاركة ببناء شبكة للـ5G  في بريطانيا، وتهديد ذلك للأمن القومي البريطاني، بحسب «بي بي سي».

من جانبها، تستمر «هواوي» في نفي كل ما يدور حولها من شبهات تتهمها بالتجسس والقرصنة أو تبعيتها للحكومة الصينية. وقال السفير الصيني في لندن، ليو شايومنغ أن «هواوي» لديها سجلًا أمنيًا جيدًا، وأن بريطانيا لم تُقدم أي دليل على اتهاماتها، موضحًا أن المخاوف البريطانية ربما تأتي بسبب ضغوط من دول أخرى، ما يشير إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ما يثير التساؤل حول ماهية المخاوف الأمريكية فهل هي في محلها أم أن تقف خلفها أسباب أخرى؟  

تقرير في عام 2018 صادر عن  شركة Deloitte Consulting أشار إلى أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تطويل الـ5G  ما يعرضها أمريكا لخسائر اقتصادية، في ظل أن الصين أصبحت تمتلك 10 أضعاف مواقع الدعم لهذه التقنية من أمريكا، في مدة 3 أشهر فقط من العام 2017، إلى جانب التوسع الصيني في تدشين أبراج دعم التقنية الحديثة.

الخسارة الاقتصادية ربما تكون سببًا رئيسيًا في الحرب الأمريكية الصينية الدائرة في عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، بينما لا يمكن تجاهل الجانب الأمني أيضًا، فحتى إن كانت «هواوي» شركة مستقلة عن الحكومة الصينية، فهل يمكنها الرفض في حال طلبت منه السلطات الصينية معلومات من خلال شبكاتها ؟!

الأمر الثاني الذي أشارت له بعض من التقارير الأجنبية هو أن الشركة الصينية الشهيرة ربما تعمل على تدشين وتطوير أبراج اتصال في ولاية مونتانا شمال غربي الولايات المتحدة الأمريكية يُمكنها من عرقلة صواريخ باليستية عابرة للقارات موجودة في أحد القواعد الجوية القريبة من هذه المنطقة، وهو أمر من المؤكد يثير قلق واشنطن البالغ، خاصة وأن تقرير صدر عن الكونجرس في عام 2012 ذكر فيه أن «هواوي» و«ZTE» الصينيتان إذا سُمح لهما بالتواجد والتوسع في الولايات المتحدة فإن ذلك سيمكنهما من اختراق الاتصالات وشنّ هجمات إليكترونية.

ومن المتعارف عليه في عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة أن كل ما هو ديجيتال فهو مخترق، وفي حال ما وصلت له «هواوي» من تقدُم فإن كل المخاوف السابقة الذكر مشروعة، ولذلك فربما على الشركة الصينية تقديم كافة الضمانات اللازمة التي تحافظ على أمن المعلومات وتتصدى لإمكانية تهديدها للأمن القومي للدول من خلال إمكانية ضرب بنيتها التحتية والعسكرية المتصلة بالأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت؛ لأنه في النهاية العلم يعيش حالة من التطور التقني والتكنولوجي لا يُمكن غض البصر عنه أو عدم المشاركة فيه ومسايرته لما له من فوائد عديدة على جانب آخر، وبالتالي تبقى تقنية الـ5G مجالًا للحرب المقبلة بين الدول الكبرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق