دراسات تطالب بتطبيقه وأخرى تحذر من أخطاره.. التكثيف الزراعي: جان أم مجني عليه

الجمعة، 17 مايو 2019 09:00 ص
دراسات تطالب بتطبيقه وأخرى تحذر من أخطاره.. التكثيف الزراعي: جان أم مجني عليه
أرشيفية
كتب- محمد أبو النور

تحميل النباتات أو المحاصيل، على بعضها البعض، أو الزراعات الكثيفة، أوالتكثيف الزراعى، أو الزراعة الكثيفة، كل هذه عبارات ومصطلحات متعددة، لموضوع وهدف واحد، وهو زراعة أكثر من نبات، أو محصول في مساحة ووقت واحد، فى محاولة، لمواجهة الزيادة الرهيبة والمتصاعدة، فى عدد السكان، مع ثبات بل تناقص مساحات الأراضي والمُتاح من المياه، لمجابهة هذه المُعادلة الصعبة، التى تتحول إلى مُستحيلة من عامٍ لآخر.

وتحميل الذرة الشامية أو السمسم أو «دوار» الشمس مثلاً، مع الفول السوداني في الأراضي الجديدة، هدفه الحصول على أكثر من إنتاجية، لأكثر من محصول، فى وقت واحد، ومن نفس المساحة وكمية المياه، وهذه العملية، من وجهة نظر خبراء الاقتصاد الزراعي والمحاصيل، يرونها فرض عين وواجب حاليا، فى ظل أزمة الغذاء وارتفاع أسعاره عالمياً، مع الزيادة السكانية المُطردة، فى حين يرى خبراء الأراضى والتربة والمياه، أن التكثيف الزراعى، يُجهد التربة ويُضعفها، ويؤدى إلى إنهاكها، واستنزاف طاقتها،  والقضاء عليها على المدى البعيد. 

التكثيف الزراعي ضرورة حتمية

قد يسأل سائل، إذا كان التكثيف الزراعي، له أضراره ومخاطره على التربة، وعلى الأراضى الزراعية، فلماذا نلجأ إليه، والإجابة تأتى خلال هذه الكلمات، وهى أن مشكلة نقص الغذاء فى مصر من أهم المشاكل التى تواجهنا، بسبب مساحة الأرض المحدودة، والزيادة المضطردة فى عدد السكان، وهو الأمر الذى يؤدى إلى صعوبة توفير الاحتياجات الغذائية مع استخدام الأساليب الزراعية القديمة،  للوصول إلى أعلى إنتاجية، للمحاصيل الزراعية، للوفاء باحتياجات السكان الغذائية، لذلك كان الاتجاه إلى طريقة وأسلوب التكثيف الزراعى، ولم يعد هذا الأمر رفاهية أو بل أصبح ضرورة حتمية، تحت نتيجة هذه المتغيرات المستمرة، والتى تتصاعد  مع مرور السنين.

ويهدف التكثيف الزراعى، إلى الاستغالل الأمثل لكل الموارد المتاحة، والتى يمكن استخدامها وتوجيهها لرفع الإنتاجية بأقصى ما يمكن، ومن المعروف أن عناصر ومقومات التوسع الزراعي، هى الأرض والماء ورأس المال، ولذلك يُعرف التكثيف الزراعى، بأنه عملية تعظيم الإنتاج،  من وحدة المساحة من الأرض، أو تعظيم الإنتاج من وحدة المتر المكعب من الماء، أوتعظيم الإنتاج من كليهما، إلاّ أنه في بعض الحالات، يعتبر تكثيف الإنتاجية، عنصر العمل ورأس المال، من عوامل التكثيف الزراعي.

دراسات وبحوث حول التكثيف الزراعى

تزدحم أرفف المكتبات بكُليّات الزراعة، ومعاهد ومراكز البحوث الزراعية، بالدراسات والموضوعات، حول التكثيف الزراعى أو المحصولى، أو تحميل المحاصيل، على بعضها البعض، أو الزراعة الكثيفة، ومنها دراسة بعنوان (التكثيف الزراعى والتركيب المحصولى)، للدكتور مصطفى محمد عفيفى السعدنى، وكذلك عددٍ من الدراسات الأخرى، التى تتحدث عن تحميل محصول على آخر، أو تكثيف المحاصيل، أو الزراعات، وفوائد ذلك على الإنتاجية والاستفادة من وحدتى المساحة والمياه.

وكل هذا يصب فى صالح الزراعة الكثيفة، حتى يتم مواجهة أزمة ومشكلة الغذاء، والتى لاتخص مصر فقط بل تترك آثارها على دول العالم الثالث، أو مايُعرف بالدول النامية، وهو ما أكد عليه الدكتور محمد عبادى، وقال إن عملية توفير الغذاء تحتاج إلى الأخذ بكل السُبل والطرق والأساليب والتكنولوجيا الحديثة، حتى نستطيع توفير الغذاء، وخاصة من المحاصيل الاستراتيجة، علاوة على القدرة على سد فجوات الاستيراد وتقليل والحد من فاتورة الاستيراد، فإذا كان لدينا، فى فدان الأرض الواحد، فرصة لزراعة أكثر من محصول، فى نفس الوقت، فلماذا لانستفيد من ذلك؟ 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق