بعد امتثال تركيا لقرارات ترامب بشأن النفط الإيراني.. هل ترفض صفقة الـ S 400 الروسية؟

الأربعاء، 22 مايو 2019 11:00 م
بعد امتثال تركيا لقرارات ترامب بشأن النفط الإيراني.. هل ترفض صفقة الـ S 400 الروسية؟
ترامب واردوغان
أمل غريب

ارتبطت تركيا، بعلاقات اقتصادية قوية مع إيران، خلال الأعوام القليلة الماضية، على الرغم من الجهود الغربية العديدة لعزل طهران اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، بسبب برنامجها النووي، وهو الأمر الذي  دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشديد القيود على حلفاء إيران لعدم التحايل على العقوبات المفروضة على إيران.

وكانت تركيا على وجه التحديد من بين الدول التي خنقتها أمريكا بقرارات من أجل عدم مساعدة الاقتصاد الإيراني، كان آخرها وقف واشنطن إعفاء أنقرة شراء النفط من طهران، بعد  منحها هذا الإعفاء من قبل هي و8 دول آخرى بينها الصين والهند وكوريا الجنوبية، ما يعني أن تركيا لا تستطيع استيراد النفط من طهران.

وتستهدف واشنطن، وقف صادرات النفط الإيرانية وتصفيرها، لحرمانها من مصدر دخلها الرئيسي، مما يؤدي إلى انهيار اقتصاد طهران، حيث تراجعت صادراتها النفطية بنحو 53%، في الوقت التي كانت تصدر فيه النفط إلى الـ 8 دول الذين تم إعفائهم  من قبل واشنطن، حيث تستورد الصين وحدها أكثر من 500 ألف برميل يوميا، بينما تستورد الهند 405 آلاف برميل من النفط الإيراني، وكوريا الجنوبية 285 ألف برميل، ما يؤكد أن قرار إلغاء الإعفاءات الدول الـ8 سيؤدي إلى تصفير صادرات إيران النفطية كما وعد ترامب، الأمر الذي يطرح عدد من الأسئلة الهامة بشأن انعكاسات هذا القرار على مصير تركيا، وكيفية تعاملها مع الموضوع.

وبعد قرار الولايات المتحدة الأمريكي، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بأن بلاده تعارض قرارات وإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا أن اقتراح شراء النفط من أي دولة أخرى غير إيران، هو تجاوز للحدود.

موقف تركيا

ويعتقد رسول توسون القيادي في حزب العدالة والتنمية الحاكم، عدم توقف أنقرة عن شراء النفط الإيراني في الوقت الحالي، مشيرًا إلى عزم حكومة بلاده مواصلة شرائها، في حال لم تدعم الأمم المتحدة أو تتبنى الحظر الذي يفرضه ترامب، خاصة وأن تركيا تحصل على احتياجاتها من النفط الإيراني، بسعر جيد جدا، كما أنها ترى من وجهة نظرها أنه لا يوجد شيء مخالف للقوانين، إلى جانب أن تركيا تعتبر إيران جارة جيدة، ما يعني أنها لن تنقطع العلاقات التجارية بين الحليفتين.

ويرى القيادي السابق في الحزب الحاكم، أنه في ظل إصرار واشنطن على موقفها واستعدادها للتضحية بعلاقتها مع أنقرة، فإن بلاده سترد بالتحول إلى أسواق جديدة وتحالفات جديدة،حفاظا على مصالحها في نهاية المطاف.

رغم انتقاد أنقرة العلني لقرار الولايات المتحدة، أغلقت تركيا موانئها أمام النفط الإيراني، امتثالا للقرارات الأمريكية، تفاديًا للعقوبات التي من الممكن أن تتعرض لها، في حين تعرضت علاقاتها بحلفائها في حلف شمال الأطلسي لضغوط على جبهات أخرى، لوقف إتمام عملية شراء نظام دفاع الصواريخ الروسية، التي قد تشعل نيران عقوبات أمريكية جديدة، إذ أن حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، ارتفعت الشهور القليلة الماضية، بسبب إصرار أنقرة على إتمام هذه الصفقة التي كانت أبرمتها عام 2017.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد رجب أردوغان، على لسان تشارلز سامرز المتحدث باسم البنتاجون، خلال مؤتمر صحفي، مصرحًا بأن أنقرة، قد تواجه عواقب خطيرة في حال اشترت المنظومات الروسية المضادة للصواريخ من طراز إس-400، وستكون هناك في حال استلام تركيا للمنظومة عواقب خطيرة بالنسبة إلى علاقاتها مع واشنطن، بما في ذلك العلاقات العسكرية، وشدد على أن تطبيق تركيا لهذه الصفقة سينعكس على اتفاقاتها حول شراء أسلحة من الولايات المتحدة، وأنه في هذه الحالة لن يكون بإمكانهم الحصول على طائرات F-35 وصواريخ باتريوت.

ولكن مازالت الأسئلة مطروحة هل من الممكن أن تتمثل تركيا للضغوط الأمريكية فيما يخص الصفقة الروسية، كما فعلت فيما يخص النفط الإيراني أم أن الأمر مختلف تمامًا على خلفية علاقتها القوية مع روسيا وتنسيقها معها في الكثير من الملفات كالملف السوري. 

في الوقت نفسه، تشهد تركيا عدة زيارات لمسؤولين روس وفنزويليين، منتصف شهر مايو الجاري، كان من بينها زيارة يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، الذي صرح بأنه لا تأجيل في تنفيذ اتفاقية إرسال منظومة الصواريخ الدفاعية إس-400 إلى أنقرة،

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق