مع ارتفاع درجات الحرارة.. «الزراعة» تقدم روشتة الحفاظ على الثروة الحيوانية والداجنة خلال الصيف

الإثنين، 27 مايو 2019 11:00 ص
مع ارتفاع درجات الحرارة.. «الزراعة» تقدم روشتة الحفاظ على الثروة الحيوانية والداجنة خلال الصيف
الثروة الحيوانية - أرشيفية
كتب ــ محمد أبو النور

تحتل الثروة الحيوانية المصرية مكانة طيبة، لدى الفلاحين والمزارعين والمربين عموماً، وكذلك لدى الوزارة المسئولة عن رعاية وتطوير وتنمية هذه الثروة، وهو ماتترجمه وزارة الزراعة على أرض الواقع فى صور متعددة تؤكد هذا الاهتمام والدعم، ومنها الأموال التى ترصدها الحكومة متمثلة فى هذه الوزارة صاحبة الحق الأصيل فى تجديد دماء مشروع البتلو.

وأيضا القوافل الطبية البيطرية، التى تجوب القرى والمراكز والنجوع والعزب طوال العام، وتصل إلى أقاصى الحدود المصرية، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وخلال الأسبوع الماضى، ضربت مصر موجة من الحر الشديد، فكانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، على مستوى تقدير الحدث وتبعاته، من خلال المتابعة وإصدار التوصيات، التى تُجنّب الثروة الحيوانية والداجنة، مخاطر ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق.

الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة
الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة


الثروة الحيوانية والداجنة
وحسب آخر تقرير رسمى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، لعام 2014 فإن مصر تمتلك 2 مليون و547 ألفاً و691 رأساً من الأبقار البلدية، و2 مليون و49 ألفاً و375 رأس أبقار خليط، بالإضافة إلى 174 ألفاً و905 رؤوس أبقار من السلالات الأجنبية، بإجمالى 4 ملايين و744 ألفاً و 971 رأساً، وأشار التقرير إلى أن تعدد رؤوس الجاموس بلغ 3 ملايين و951 ألفاً 274 رأساً، و5 ملايين و564 ألفاً و117 رأس أغنام، و4 ملايين و153 ألفاً و261 رأس ماعز، و152 ألفاً و261 رأس جمل، معظمها فى الأرياف، وتعمل الوزارة بخطط مستقبلية لزيادة رؤوس الحيوانات ورفع الإنتاجية، وأضاف التقرير أن إحصائيات الدواب من الفصيلة الخيلية «حمار».

بلغ تعدادها فى مصر مليوناً و383 ألفاً و197 رأساً، بالإضافة إلى أن أعداد مزارع ماشية التسمين وإنتاج الألبان بلغت 14 ألفاً و13 رأساً، بخلاف رؤس التربية لدى صغار المزارعين فى الحظائر المنزلية، وهو مايؤكد أن إجمالى الثروة الحيوانية فى مصر، يقارب الـ 19 مليون رأس، وإنتاج مصر من الألبان يصل لـ8.5 مليون طن سنوياً، وإنتاجنا من اللحوم البيضاء مليون طن و10 مليارات بيضة سنوياً، وقد بلغ الانتاج المحلي، من اللحوم لعام 2018 حوالى 198 ألف طن، مقابل حوالى 441 ألف طن من اللحوم المستوردة.

بينما تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من ألبان الشرب السائلة، كما أصدرت وزارة الزراعة ولأول مرة فى عام 2018، تراخيص تشغيل كافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة، مصحوبة بلوحة، عليها "باركود"يحمل بيانات النشاط أو المشروع، وتعود أهمية الباركود في ربط بياناته مع مركز المعلومات في قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بالوزارة حتى يتسنى تحليل البيانات وتدقيق الإحصائيات وسهولة وتدعيم اتخاذ القرارات السليمة فى الأوقات المناسبة، كما كان  من الضرورة رفع إحداثيات الموقع عند إجراء المعاينات اللازمة لإصدار تراخيص تشغيل كافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية، باستخدام قاعدة بيانات  الـ(GPS).

1461451872_432542_943_84847_
الحفاظ على الثروة الحيوانية 


مقاومة الإجهادات الحرارية
وللحفاظ على هذه الثروة الحيوانية والداجنة، خلال هذه الأيام شديدة الحرارة، علاوة على تفعيل خطة الصيف، لحماية ترواتنا، فقد أصدر الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، بوزارة الزراعة بإعداد نصائح مختصرة لمواجهة الارتفاعات الحادة فى درجات حرارة الجو، للحفاظ على القطعان ومقاومة الإجهادات الحرارية، والتى تؤثر سلباً على معدلات أداء الحيوان والدواجن، بل ربما تصل إلى معدلات نفوق، فبالنسبة للعنابر والحظائر، التي تعمل بالنظام المغلق (Closed System )، يراعي التأكد من عمل أجهزة التبريد بكفاءة وإجراء الصيانات اللازمة.

أما بالنسبة للعنابر والحظائر التي تعمل بالنظام المفتوح (Open System)، فيراعي هذه النصائح، وأهمها أولاً الحذر من زيادة نسبة الرطوبة داخل العنابر أو الحظائر، حيث أنه مع ارتفاع درجات حرارة الجو المحيط بالحيوان أو الطائر، تزداد درجة حرارة الجسم، وطبقاً لقوانين الطبيعة، تنتقل درجات الحرارة من الجسم الأعلى درجة حرارة (البيئة المحيطة فى هذه الحالة)، إلى الجسم الأقل درجة حرارة (الحيوان أو الطائر)، من خلال ثلاث وسائل للتبادل الحرارى وهى (التوصيل، الحمل، الإشعاع). وفى اتجاه واحد من الأعلي إلي الأقل.

download (1)
جانب من الثروة الحيوانية 


الحفاظ على درجات الحرارة
ويضيف الدكتور الدكتور طارق سليمان خلال نصائحه، أن الله سبحانه وتعالى قد خص الحيوانات ذات الدم الحار، مثل الحيوانات والدواجن، (وهى الحيوانات التى تحتفظ بدرجة حرارة ثابتة فى أجسامها، بصرف النظر عن درجات حرارة البيئة المحيطة)، وقد وهب الله تعالى هذه الحيوانات بميزة عكس قوانين الطبيعة، وهى أن تنتقل الحرارة من الجسم الأقل درجة حرارة (الحيوان أو الطائر) إلى الجسم الأعلى درجة حرارة ( البيئة المحيطه)، حتى يحافظ الحيوان على درجة حرارة جسمه ثابتة.

ويستطيع أداء وظائفه الإنتاجية والتناسلية والفسيولوجية على الوجه الصحيح، ويتأتى ذلك عن طريق خاصية التكثيف والتبخير من خلال عملية العرق، والتبخير أو النتح بخروج بخار الماء من الجسم مع عمليات الزفير أثناء عمليات التنفس، وحيث أن المياه الموجودة فى جسم الحيوان والدواجن، تشكل من 60-80% تقريباُ (على حسب النوع والعمر والحالة الفسيولوجية)، فحينما تتحول إلى بخار ماء، فإنها تستمد قدر كبير من الحرارة من داخل الجسم، ( وهذه حكمة الله تعالى فى وجود هذه النسبة الكبيرة من المياه فى جسم الكائنات الحية).

ولكن يجب أن تكون البيئة الخارجية المحيطة بالحيوان أو الطائر هنا، جافة قدر الإمكان وغير مشبعة ببخار الماء، حتى يسهل من عمليات خروج الماء من الجسم، سواء عن طريق النتح وبخار الماء الخارج مع التنفس أو عن طريق تبخير العرق، حيث تصنف الحيوانات والدواجن إلى نوعين، من ناحية التخلص من درجات حرارة الجسم الزائدة كما يلى:

Sweater Animals : وهى الحيوانات التى تتخلص من الزائد عن حرارة الجسم عن طريق العرق والتبخير.

panter Animals: وهي الحيوانات التي تتخلص من الزائد عن حرارة الجسم عن طريق النتج أو بخار الماء الخارج مع زفير التنفس.

maxresdefault
الحفاظ على الثروة الداجنة من الحرارة المرتفعة 

 

حماية الحيونات والطيور
ويتابع الدكتور طارق سليمان إرشاداته لحماية الثروة الحيوانية والداجنة، ومن ثم فيجب عدم الإسراف فى استخدام المياه داخل العنابر، فى الأجواء الحارة سواء رش الأرضيات أو الحوائط أو الغسيل، لأن ذلك يُزيد من الإجهاد الحرارى على الحيوان أو الطيور، كنتيجة لتشبع جو العنبر ببخار الماء .

وفى المرحلة الثانية، وفى الأجواء الحارة يزداد نهجان الحيوان أو الطائر، كما يقول الدكتور طارق سليمان، ليتخلص من كميات أكبر من بخار الماء التى تسحب معها قدر من حرارة الجسم، ومع زيادة معدلات التنفس تخرج كميات من ثاني أكسيد الكربون مع هواء الزفير، وهو الأمر الذى يجعل دم الحيوان حامضى، والذى يصبح لزجا – وهو ما يسهل من تجلطه فى الشعيرات الدموية الدقيقة ويسبب الموت المفاجئ "النفوق" أو خلل وظيفى.

وبالتالى فإن إضافة نصف جم من بيكربونات الصوديوم، ( كربوناتو ) إلي كل لتر ماء شرب، يعادل من حموضه الدم، و يساعد فى سيولته ويمنع لزوجته، كذلك فإن إضافة ربع قرص أسبرين إلي كل لتر من ماء الشرب يساعد على سيولة الدم ويمنع تجلطه أو إضافة فيتامين (ج) إلي مياه الشرب بالجرعات المقررة، فهو يعمل على طرد الشوارد من الدم ونواتج التمثيل الغذائى الضارة، والتى تزيد فى الأجواء الحارة.

buffalo-shed-inside1
العناية بالثروة الحيوانية صيفاً


تجنب التغذية خلال الأجواء الحارة
ويتابع الدكتور طارق سليمان، إرشاداته قائلاً:أمّا المرحلة الثالثة، فيجب تجنب التغذية خلال الأجواء الحارة، حيث أن تقديم العلائق المركزة خلال الأجواء الحارة، يزيد من معدلات التمثيل الغذائى،  والذى يستتبعه انبعاث طاقة وحرارة زائدة، وبالتالى زيادة الإجهادات الحرارية على الجسم، كما أن تقديم الأعلاف والعلائق المركزة، خلال ساعات النهار الحارة إلي الحيوانات والدواجن، والتي تكون شهيتها منخفضة، يجعلها تلتقط كميات قليلة عن مقرراتها الغذائية طوال اليوم، وهو الأمر الذي يجعل الحيوان أو الطائر غير قادر على الاستفادة من مقرراته الغذائية بالكامل حينما تتحسن الظروف الجوية.

رابعاً - فى حالة إستخدام وسائل تبريد يجب أن تكون مرتفعة أعلى من مستوى الحيوان أو الطائر لأن الهواء البارد ثقيل الوزن وبالتالي ينزل على الحيوان أو الطائر فيستفيد منه، خامساً - تجنب الإفراط فى التعامل مع الحيوان أو الطائر والأمساك به والإزعاج قدر المستطاع خلال ساعات النهار الحارة ,, وكذلك يمنع التحصينات أو الحقن الإ فى الظروف الإضطرارية، سادساً - لا يستحب إجراء التلقيحات طبيعة كانت أو إصطناعية خلال ساعات النهار الحارة ويجب تأخيرها إلي ما بعد إنكسار الموجة الحارة بعدة ساعات وليست بمجرد إعتدال الجو.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق