«هواوي تنزف».. هذه أول نتائج الضربات الأمريكية ضد الاقتصاد الصيني

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 10:00 ص
«هواوي تنزف».. هذه أول نتائج الضربات الأمريكية ضد الاقتصاد الصيني
هواوى
كتب مايكل فارس

التصعيد المتوالي بين أكبر اقتصاديين فى العالم، يجنى ثماره الاقتصاديات فى مختلف الدول، وقد صعدت الصين تصعيدا جديدا ردا على تصعيدات الولايات المتحدة الأمريكية فى حربهما التجارية التى بدأت منذ العام الماضى، الخسائر المتوقعة ستقع ليس على الطرفين فقط، لذا حذرت البيانات الاقتصادية كافة من مختلف المؤسسات الدولية من عواقب هذه الحرب.

وفى إطار التصعيد، قررت  بكين وضع قائمة سوداء للأفراد والشركات الأجنبية غير الموثوق بها، والتى تستهدف أغلبها شركات أمريكية، وهى خطوة جاءت بعد أسبوعين من إدراج وزارة التجارة الأمريكية لمجموعة هواوي الصينية العملاقة على ما يسمى "قائمة الكيانات"، وهو ما يعني منعها من الحصول على مكونات أمريكية الصنع لمنتجاتها.

الولايات المتحدة الأمريكية التى استهدفت شركة هواوى الصينية، يبدو أن ضرباتها بدأت فى إلحاق الضرر، فقد اظهرت بيانات جديدة أن شركة الاتصالات الصينية، أنها تخطط لبيع أنشطة كابلات الاتصالات البحرية، في أول بيع كبير لأصول لها منذ أن صعدت الولايات المتحدة الاتهامات للشركة الصينية بأنها مجرد واجهة "تجسس"، وقد ذكرت "هنغ تونغ أوبتيك إلكتريك كو"، وهي شركة لمنتجات شبكات الاتصالات البصرية مقرها إقليم جيانغسو، في إشعار لبورصة شنغهاي أنها وقعت خطاب نوايا مع "هواوي تك انفستمنت" التابعة لهواوي في 31 مايو لشراء حصتها البالغة 51 بالمئة في "هواوي مارين سيستمز" نقدا ومن خلال إصدار أسهم، وفق "رويترز".

إلا أنه حتى الأن لم يتم الإفصاح عن قيمة الصفقة، كما رفضت هواوي التعليق على الفور، وتأتي الصفقة المحتملة فيما يتعرض نشاط الشركة الرئيسي، وهو إنتاج وبيع معدات شبكات الاتصالات والهواتف الذكية لتدقيق عالمي شديد، فيما تسعى الولايات المتحدة لإقناع حلفاء بأن منتجات هواوي تمثل خطرا أمنيا، إلا إن "هواوى"، قالت إنها لن تتعاون مع أي طلب للحكومة الصينية للوصول لأنظمتها لأهداف مخابراتية، ولكن وزارة التجارة الأمريكية فرضت الشهر الماضي حظرا تجاريا، يهدد بعرقلة سلسلة التوريد الخاصة بالشركة على نحو كبير.

هواوي ليست بشركة صغيرة، بل تخطت آبل أكبر الشركات الأمريكية العالمية فى مجال صناعة الهواتف من حيث المبيعات، كما يظهر موقع هواوي مارين على الإنترنت أن الشركة شاركت في 90 مشروعا حول العالم ومدت كابلات لمسافة 50361 كيلومترا، من بينها خط طوله 6 آلاف كيلومتر يربط بين أفريقيا وأميركا الشمالية للمرة الأولى في سبتمبر الماضي.

الأدوات الصينية كثيرة للضغط على أمريكا، فتوقع محللين بحسب  بلومبيرج الأمريكية أن الصين من الممكن أن تأخذ خطوات جادة في حظر شراء أجهزة آيفون لديها، هذا من شأنه تكبيد الشركة الأمريكية العملاقة خسائر فادحة وتراجع حاد في الأرباح، يصل إلى 26 %، خلال السنة المالية المقبلة 2020، في حال قررت الصين حظر شراء هواتف "آيفون"، ردا على القيود الأمريكية المفروضة على شركة "هواوي"، مؤكدا أن أبل من بين الشركات الأمريكية المعرضة للانتقام من الصين، بعد أن وضعت وزارة التجارة الأميركية هواوي و70 شركة تابعة لها، إلى ما يطلق عليه "قائمة الكيانات" الخاصة بها، في خطوة تمنع شركة الاتصالات الصينية العملاقة من الحصول على مكونات وتكنولوجيا من شركات أميركية دون موافقة مسبقة من الحكومة".

وقد زادت حدت التوترات، وخرجت التصريحات المناوئة والمهاجمة لبعضهما البعض، فقد اتهمت الصين الولايات المتحدة، الجمعة، بـ"الكذب" بشكل متكرر بعدما قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن حرب الرسوم الجمركية تحمل "أثرا مدمرا" على اقتصاد البلد الآسيوي العملاق، فيما رد  المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، رسميا خلال مؤتمر صحفي على التصريحات الأمريكية بقوله، إن الجانب الأمريكي أدلى بتصريحات كاذبة مرات عدة،  وفي كل مرة تكشفهم الصين في الوقت المناسب لكن الولايات المتحدة تبدو دؤوبة وحتى مهووسة وتواصل تكرار هذه الأكاذيب".

وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، الولايات المتحدة الأمريكية قائلا: "أريد أن أحذر الجانب الأمريكى من أن عليهم عدم المبالغة في تقدير قدرتهم على نشر الشائعات ولا التقليل من شأن حكمة الآخرين"، يأتى ذلك بعد أيام من قول ترامب إن "الرسوم تحمل أثرا مدمرا على الصين، الناس يهربون مع شركاتهم من البلاد"، مع أنه لم يذكر تداعيات الرسوم الجمركية على المستوردين والمستهلكين في الولايات المتحدة، يمكنني القول لكم بأن الصين ترغب كثيرا بالتوصل إلى اتفاق. أصبحت دولة ضعيفة للغاية".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق