طفل إماراتي يتعرض لهجوم حاد.. العمل الإنساني ودعم المرضى كان السبب

الخميس، 13 يونيو 2019 03:00 م
طفل إماراتي يتعرض لهجوم حاد.. العمل الإنساني ودعم المرضى كان السبب
الطفل عمر الحجاج
منة خالد

لا أحد ينكر أن عمل الخير لم يكن حكرا على أعمارًا بعينها، وليس كل تصرف يُحسب على المرء بالسوء حتمًا أن يكون مقصده، فيمكنك إسعاد الآخرين بالطريقة التي تراها أنت مناسبة، ولم يُقلل هذا من أخلاقك أو تصرفاتك.. هذا ما فعله الطفل الإماراتي "عمر الحجاج" اليذي لم يتجاوز عمره 8 سنوات بعد ان قام الطفل بتطويل شعره للتبرع به لمرضى السرطان في لفتة إنسانية فريدة من طفل. 
 
لم تهدأ السوشيال ميديا وتعرّض الطفل عمر الحجاج لانتقادات شديدة لتطويل شعره، لم يكن يعي وهو طفل يحمل داخله مشاعر الإنسانية والنُبل أن تنال منه الألسن حتى أصبح لا يُبالي بها ولم يلتفت إليها، ولم يُبرر لكل من ينتقد طول شعره، خاصةً أن شعره نابع من أعماق طفل شهد على معاناة أقرب الناس وأحبهم إلى قلبه بعد إصابته بالسرطان. 
 
 
 
الطفل عمر الحجاج (2)

 
قصة الطفل عمر الحجاج .. وكيف بدأ انتقاده 
 
بدأت قصة الطفل عمر الحجاج بمرض خالته بالسرطان، اعتاد الطفل مرافقة والدته أثناء إقامتها مع خالته المريضة في المشفى الذي شهد معاناتهم، حيثُ كان يرى تفاصيل عيش خالته ورحلتها مع المرض اللعين، بدايةً من تغير شكلها وتساقط شعرها بسبب العلاج، فتولد داخله دافع قوي لتطويل شعره والتبرع به لمرضى السرطان. كان حجاج شاهدا على رفض خالته الشعر المستعار وإصرارها على ارتداء قبعة مصنوعة من الفرو، وكان يرى تلك المعاناة تتجسد أمامه. 
 
 
 
 تحمل العديد من الانتقادات داخله،سواء في المرة الأولى التي منحته القوة ليستمر ويطوله للمرة الثانية على التوالي والتبرع به لمرضى السرطان، حسب ما نقلته صحيفة البيان الإماراتية.  ذكرت الصحيفة أن عطاء عمر لامس القلوب وحظى بلقاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال إطلاق مبادرة تطبيق «عضيدك»، التى تهدف إلى تكريس رؤية ونهج الدولة، فيما يتعلق بتعزيز تماسك نسيج المجتمع، وإرساء أفضل الممارسات التربوية التي تسهم في ترسيخ استقرار المجتمع المدرسى بما ينعكس إيجاباً على أداء الطلبة أكاديمياً ومجتمعياً وتربوياً.
 
 
 
 
انتشار قصة عمر على مواقع التواصل الاجتماعي: تعزز مفهوم العمل الإنساني 
 
قالت أليسار نصر سوبرا مديرة مدرسة المواكب، إنهم  اهتموا بنشر قصة عمر عبر مواقع التواصل الاجتماعى تزامناً مع شهر رمضان الماضى، لتعزيز مفهوم العمل الإنسانى النابع من طفل لم يتجاوز 8 أعوام. ولفتت أنها اعدّت كتاباً باللغة الإنجليزية كقصة تحكي حكاية عمر يمكن أن تكون ذكرى لحكاية إنسانية، حيث تحرص المدرسة على توجيه الطلبة لتعزيز القيم المجتمعية الإماراتية تماشياً مع عام التسامح، مشيرة إلى أن عمر لديه وعي كافٍ بما يمر به، و«هذا ما نسعى إليه كإدارة مدرسية.
 
 
حكَت أليسار انها عندما شاهدت عمر لأول مرة بطول شعره، سألته لماذا شعرك بهذا الطول؟ فقال لها «أحتاج ليطول شعرى 2 ونصف سنتيمتر لأصل للطول المطلوب الذي يحتاجونه، فقالت له: من هم؟ فقال لها: هذا الطول الذي يتمُّ التبرع به لأطفال السرطان، وللمرة الثالثة فى حياتى أطيل شعرى وأتبرع لهم، لذا يجب أن ينمو شعرى أكثر». 
 
 
والدة عمر تلعب دوروا كبيرا فى حياته
 
في ظل كل المعاناة التي شهدها عمر مع خالته.. لعبت والدته دور كبير في حياته من أجل القيام بهذا العم الإنساني الذي أنتُقد لأجله، إذ منحته الدعم المعنوى والثقة فى نفسه وكان الدافع القوى وراء هذا العمل معاناة شقيقتها مع مرض السرطان. 
 
حكت والدة عمر قصتها معه منذ كان صغيرا حيث كانت تحثه على انتهاج العمل الإنسانى، بعد أن عاشت معاناة طويلة مع شقيقتها منذ أن كانت فى سن السابعة ومنَّ الله عليها بالشفاء بعد معاناة طالت سنوات، قدمت الأسرة جميعها تضحيات لمساندة الأخت (مها) المصابة بسرطان العظام وكان يرافقها عمر خلال فترات علاجها ويفضل اللعب معها ويحظى بأوقات من السعادة والترفية بصحبتها.
 
 
الطفل عمر الحجاج (1)
الطفل عمر الحجاج
 

معاناة عمر ووالدته بسبب الإنتقادات 
 
لفتت الأم إلى الإنتقادات التي طالتها بسبب تطويل شعر عمر كما لاحقته تلك العبارات ذاتها إلا انهم لم ينظروا للأمور الناقدة وهم أدرى بظروفهم ولم يبرروا لكل من ينتقد طول شعر "عمر" بأنه عمل إنسانى نبيل. وأوضحت أم عمر أن والدتها ساندتها فى تربية أبنائها الثلاثة خلال وجودها كمرافقة مع أختها للعلاج خارج الدولة.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق