تكررت أكثر من مرّة..

من يوقف نزيف نفوق الأسماك في النيل والبحيرات الشمالية؟

الجمعة، 28 يونيو 2019 12:00 م
من يوقف نزيف نفوق الأسماك في النيل والبحيرات الشمالية؟
الحفاظ على النيل حفاظ على الحياة
كتب ــ محمد أبو النور

تكررت ولأكثر من مرّة، ظاهرة نفوق الأسماك فى نهر النيل وفروعه، وطالت الظاهرة أيضًا، بحيرة المنزلة، وترع ومصارف وقنوات ومجارى مائية داخل المحافظات، وهو أمرٌ يجب ألاّ يمر مرور الكرام، على وزارتى الزراعة والموارد المائية والرى، والهيئات والإدارات ومعاهد البحوث والمعامل التابعة لهما، حمايةً للمواطن المصرى وللأحياء المائية.

Translation-Nile-river-fanack-AFP1024PX
الحفاظ على النيل حفاظ على الحياة فى مصر


شبكة الزراعة والرى فى مصر

قضيّة وظاهرة نفوق الأسماك، فى النيل وفروعه والبحيرات الداخلية والشمالية، يستوجب إلقاء الضوء، على حجم وطول شبكة الرى فى مصر، وأيضا حجم وكمية التلوث، التى تُلقى فى هذه المجارى المائية، وإن كانت البداية، بالتأكيد على أن  المياه، هى العنصر الرئيسى، فى حياة الإنسان والحيوان والزراعة فى المحروسة، ولذلك فهى المدخل الأساسى فى العملية الإنتاجية والتنمية المُستدامة والمستمرة، وتوفير المياه لرى مساحات جديدة «التوسع الأفقى»، بترشيد استخدامها والتحكم فى كمياتها، وتقليل مشاكل الصرف وتحسين الصفات المائية للتربة، وزيادة الإنتاج المحصولى كمّاً وجودة، وزيادة الاستفادة من وحدة المياه، هو أهم أهداف وزارة الموارد المائية والرى.

ويصل نهر النيل إلى أقصى الشمال المصرى، ليتفرع إلى فرعين، وهما فرع دمياط شرقاً و فرع رشيد غرباً، ويحصران بينهما دلتا النيل، ويصب النيل فى النهاية عبر هذين الفرعين فى البحر المتوسط، ويعتبر النيل أطول أنهار الكرة الأرضية، ويبدأ مساره من المنبع عند بحيرة فيكتوريا -الواقعة بوسط شرق القارة- ثم يتجه شمالاً حتى المصب فى البحر المتوسط.

ويبلغ طول نهر النيل فى مصر من أسوان وحتى قناطر الدلتا، حوالى 946 كيلو متراً، ويتفرع منه فرعى دمياط ورشيد، إذ يبلغ طول الفرع حتى مصبه فى البحر المتوسط، حوالى 230 كيلو متراً، كما يتصل بشبكة ري ضخمة، من الترع والرياحات، يبلغ طولها حوالى 31 ألف كيلو متراً لرى الأراضى والزراعات، كما يوجد حول النيل شبكة من المصارف العمومية، تم إنشاؤها بهدف التخلص من المياه الزائدة عن حاجة الرى، والتخلص من الأملاح الضارة بالتربة الزراعية، ونقلها خارج نظام الرى، وتصب مصارف الوجه القبلى جميعها بنهر النيل، أما مصارف الوجه البحرى، فتنتهى معظمها إلى البحيرات الشمالية، أو البحر وبعضها يصب فى الترع والرياحات وفرعى دمياط.


كميات التلوث فى النيل وفروعه
وفى رصد لكميات الثلوث، فى نهر النيل، أكد أحدث تقرير رسمى صادر عن وزارة البيئة، بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية، أن إجمالى كمية الصرف المباشر على مياه نهر النيل، يبلغ 18.922 مليار متراً مكعباً تقريباً فى العام، على مياه النهر، بخلاف الترع والرياحات، وأوضح التقرير، أن مصادر هذا  التلوث هو الصرف الزراعى والصحى والصناعى.

وحسب التقرير، فقد تصدّر الصرف الصحى والزراعى العشوائى، قائمة الصرف على النيل، بنسبة 72% من كمية الصرف، حسب تقرير حالة البيئة فى مصر عام 2016، والصادر أواخر ديسمبر 2017، ثم 22% من مياه صرف التبريد، ثم 5% صرف صحى، و1% صرف صناعى.

وأشار التقرير إلى أن عدد المصارف الزراعية الرئيسية، التى تصب على النيل، تبلغ حوالى 72 مصرفاً، من أسوان إلى القاهرة، وفرعى النيل بدمياط، ورشيد، التى تحتوى على مياه الصرف الزراعى المحمّلة بالمبيدات والكيماويات، بالإضافة إلى الصرف المباشر العشوائى من القرى المحرومة من خدمة الصرف الصحى.

 

15592658791494240730
التلوث يقضى على الأحياء المائية 


أسباب نفوق الأسماك

وبعد سرد تفاصيل مايُلقى فى النيل، من أنواع التلوث، سواء الصرف الزراعى أو الصحى أو الصناعى، يتضح أسباب نفوق الأسماك، علاوة على كل مايتصل بمياه صرف التبريد، وكل هذه الكميات من التلوث، فى رأى الدكتور محمد عبادى، تأخذ طريقها إلى مجرى نهر النيل والمجارى والمصارف المائية، الـ  72 التى تمثل شبكة الرى والصرف الزراعى فى مصر، وهى كفيلة حسب التقارير، أن تتسبب فى نفوق الأسماك، وباقى الأحياء المائية، خاصة مع وجود مياه صرف التبريد، وكذلك  كمية 687 مليون مترا مكعبا، فى العام من الصرف الصناعى على النيل، منها 145.5 مليون متر مكعب فى العام صرف مخالف، وهذا الأمر يلقى بالمسئولية، على وزارة الرى والموارد المائية، وأيضا على وزارة التنمية المحلية والمحافظات، أن تقوم بواجبها، لوقف هذه التعدى الصارخ، على النيل والمجارى والمصارف المائية، وبالتالى على الثروة السمكية التى تتعرض للإبادة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق