تبلغ 125 مليون كيلو متراً مربعاً..مساحة المحاصيل المُهندَسة وراثيّاً تسيطر على العالم

الثلاثاء، 23 يوليو 2019 04:00 ص
تبلغ 125 مليون كيلو متراً مربعاً..مساحة المحاصيل المُهندَسة وراثيّاً تسيطر على العالم
الهندسة الوراثية الزراعية تنتشر فى العالم
كتب ــ محمد أبو النور

أصدر وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، القرار الوزارى رقم 787 لسنة 2019، بتكليف الدكتور خالد صبري عبد الله، رئيس بحوث، بمعهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية، بالعمل وكيلاً لذات المعهد لشئون البحوث، ويُعتبر معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية، أحدث المعاهد المتخصصة، بمركز البحوث الزراعية، التابع للوزارة، والذى بدأ نشاطه وعمله عام 1990م، كمشروعٍ مُموّل من البرنامج الإنمائى، للأمم المتحدة UNDP، بالتعاون مع وزارة الزراعة، وقد تم تحويل هذا المشروع، فى عام 1992م، إلى معهد قومى مُتخصص، فى مجال الهندسة الوراثية الزراعية، كأحد معاهد مركز البحوث الزراعية، ليساهم فى نقل تكنولوجيا الهندسة الوراثية، من معامل الدول الصناعية الكبرى المتقدمة، فى مجالات الزراعة والنباتات، إلى معاملنا المصرية، وكذلك تطويع هذه التقنيات الحديثة، بما يتلاءم ويتواكب مع الاحتياجات المصرية، فى مجال التنمية الزراعية، وفى هذا الإطار فإن المعهد يهتم بالبحث والتدريب، ورفع كفاءة المُنتَج الزراعى.

78
مركز البحوث الزراعية 

 

الهندسة الوراثية الزراعية فى الميزان

وعلى الرغم من أهمية الهندسة الوراثية الزراعية،  فى العصر الحالى، إلاّ أن الكثيرين لايعرفون هذا المعهد، ولا دوره الهام والحيوى، فى تطوير وتحديث ورفع كفاءة الزراعة المصرية، كأهم المقومات والدعائم الاقتصادية للدول الحديثة، الراغبة فى التقدم، وتوفير غذائها من الإنتاج المحلى الوطنى، وتصدير الفائض الزراعى للخارج، لدعم خزانة الدولة واستقرار ميزان المدفوعات للصالح العام، وقد أفردت البحوث والدراسات والتقارير، آلاف الصفحات للحديث عن الهندسة الوراثية عموماً، بينما تناولت تقارير أخرى الهندسة الوراثية الزراعية فقط، وإذا كانت الهندسة الوراثية، تعنى باللغة الإنجليزيّة"Genetic Engineering"، فهى فى نفس الوقت، تغييرٌ أو تعديلٌ، يلجأ إليه العلماء في المادّة الوراثيّة، "الحمض النوويّ DNA" للكائنات الحيّة، وقد يكون التغيير أو التعديل، بتغيير ترتيب مكوّنات المادّة الوراثيّة، أو إزالة أجزاء منها، أو مضاعفتها، أو إدخال أجزاء من مادّة وراثيّة، تعود إلى كائن حيّ آخر إليها، بهدف تعديل خصائص الكائن الحيّ أو تحسينها، مثل إنتاج أطعمة ذات قيمة غذائيّة أعلى، أو إنتاج بروتين لعلاج مرض معيّن، ويُسمّى الكائن الحيّ، بعد إجراء التّعديل على مادّته الوراثيّة كائناً مُعدَّلاً وراثيّاً، وقد أُجرِيت أوّل تجربةٍ ناجحةٍ على البكتيريا عام 1973م، ثمّ توالت التّجارب بعد ذلك على الفئران، والنّباتات، والثديّيات، وغيرها، وتشمل تطبيقات الهندسة الوراثيّة الكثير من المجالات، مثل: الزّراعة، والأبحاث، والتّكنولوجيا، والطبّ، وغيرها من المجالات المُفيدة.

dddffccxxxx
مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة 

 

وفى مجال الزِّراعة تهدف الهندسة الوراثية، إلى زيادة إنتاجيّة المحاصيل الزراعيّة، وزيادة مُقاومتها للأمراض والحرارة والرّطوبة، وتقليل حاجتها للأسمدة، وكذلك إنتاج محاصيل قادرة على تثبيت نيتروجين الجوّ، وبهذا لا تحتاج إلى تزويدها بالأسمدة، وأيضا إنتاج محاصيل زراعيّة، قادرة على إنتاج بروتينات سامّة للحشرات والدّيدان، مثل: ديدان الطّماطم، وديدان التّبغ، علاوة على إنتاج محاصيل زراعيّة، لا تتأثر بمبيدات الأعشاب الضارّة، مثل: الجليفوسات، وهو مّا يُمكّن المُزارِع من رشّ الحقل كامِلاً بالجليفوسات، دون أن يتضرّر المحصول، إلى جانب إنتاج عدّة أنواع من الكائنات الحيّة الدّقيقة، التي تُحلّل الموادّ الكيميائيّة السّامة، ويمكن استخدامُها للتخلُّص من الآفات الحشريّة، والكائنات الحيّة المُسبِّبة للأمراض، وتحسين نوعيّة محتوى البذور من البروتينات وكميّتها، ونقل جين إنتاج البروتينات الحيوانيّة إلى النّباتات، وتحسين قدرة النّباتات على البناء الضوئيّ.

asssss3344411222
الهندسة الوراثية الزراعية فى الحاصلات الزراعية

 

البرنامج البحثى القومى للهندسة الزراعية

ويشير تقرير لوزارة الزراعة، إلى أهداف البرنامج البحثي القومي، بمعهد بحوث الهندسة الوراثية، ويلخّصها فى عددٍ من النقاط والملفات الهامة والحيوية، وتتمثّل فى إجراء البحوث الزراعية الأساسية، بهدف إيجاد حلول لبعض المشكلات المُلحّة، مع توفير الإمكانيات المعملية المتقدمة، في مجال دراسة ونقل الجينات، وجذب العلماء المصريين، لدعم البحوث، في مجال الهندسة الوراثية الزراعية، مع رفع كفاءة المُنتج الزراعي، وذلك عن طريق إنتاج هُجن وأصناف، ذات إنتاجية عالية، عن طريق إدخال جينات متخصصة، تؤدي إلي وزيادة مقاومة النبات للأمراض والآفات،  وللظروف البيئية غير الملائمة، وهو ما ينعكس علي زيادة المحصول، وتقليل الفاقد من المحصول، وإطالة فترة التخزين للحاصلات البستانية، وتقليل حجم واستيراد بعض التقاوي من الخارج، وتوفير العملة الصعبة، ووضع أُسس إنشاء وتطوير صناعات وأنشطة جديدة، في مجال التقاوي المُحسّنة والمقاومة للأمراض والآفات، كما يؤكد التقرير، على إرساء قواعد المحافظة علي حقوق الملكية الفكرية، في مجال التكنولوجيا الحيوية، والتفاعل مع القطاع الخاص، لخدمة المُنتجات المختلفة، على المستوى المحلى والاقليمى، باستخدام التقنِيات المختلفة للتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب تدريب كوادر بحثية، على المستوى القومي والاقليمى، وتحديد البصمة الوراثية، لجميع الأصناف الاقتصادية الهامة المصرية، وكذلك على المستوى الاقليمى.

eeedddddddcccccccc
الزراعة داخل معامل ومعاهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية

 

إنجازات معهد بحوث الهندسة الوراثية

وخلال عمره القصير نسبياً، والذى لايزيد عن 27 عاماً، فى الأبحاث والدراسات والتجارب، استطاع معهد بحوث الهندسة الوراثية، أن يقدّم للزراعة المصرية، عدداً من المُنتجَات وعُصارة الأبحاث فى مجالات، إنتاج مُركّبات المقاومة الحيويّة للآفات، وإنتاج نباتات مُقاوِمة للآفات، وكذلك إنتاج نباتات مقاومة للفيروسات، علاوة على إنتاج قرعيات مقاومة للفيروس، وأيضا إنتاج طماطم مُقاومة للفيروس، وإنتاج نباتات موز مُقاومة للفيروس، إلى جانب إنتاج أقماح مقاومة للإجهاد البيئى، وتحديد البصمة الوراثية، ورسم الخرائط الوراثية، لمحاصيل الطماطم و الذرة و نخيل البلح و الكانولا و القطن، إضافة إلى الحصول على براءات الاختراع، بتسجيل براءة اختراع، بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا،  "مصر لسلالة من Bt لها القدرة على مقاومة الحشرات من 3 رُتب مختلفة، تحت رقم 19797 لعام 1997، كما تم تسجيل براءة اختراع فى الولايات المتحدة الأمريكية، لنفس السلالة، وما تحتوية من جينات متخصصة، فى عام 1998م، وذلك تحت رقم 6،210،953# US Patent، وقد تم تسجيل براءة الاختراع، فى الولايات المتحدة الأمريكية، بالاشتراك مع شركة بيونير هايبرد، تحت مُسمى:"محفز جديد للتعبير الجينى من الذرة الشامية"، فى 7 يناير 2003 رقم 6،504،083# US Panten، وقام المعهد، بتقديم المستندات الخاصة، للحصول على براءة الاختراعات التالية،  بالمكتب الخاص ببراءات الاختراع، بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجى وهما: لجين الدى هيدرين dehydrin المعزول من نبات vicia monantha لمقاومة الجفاف، وكذلك جين الكيتينيز لمقاومة الأمراض الفطرية والإصابات الحشرية، ومبيد حيوى للجراد، ومبيد حيوى مُعدّل لقتل الحشرات، كما يعمل علماء وخبراء وباحثو المعهد، على إنجاز مجموعة من خطط العمل والبرامج، لخدمة التنمية الزراعية المصرية.

future-of-food
غذاء المستقبل يتم إعداده داخل معامل ومعاهد بحوث الهندسة الوراثية

 

مساحات المحاصيل المُهندسة وراثياً

وحتى نُدرك، مدى أهمية معاهد ومراكز بحوث الهندسة الوراثية فى العالم، وخاصة الهندسة الوراثية الزراعية، فلنا أن نتخيل مساحة الأراضي المزروعة بنباتات وحاصلات مُعدّلة جينيّاً أو مُهندسة وراثيّاً، والتى تبلغ حوالي 125 مليون كيلو مترا  مربعا في نهاية 2008، وهو ما يساوي مساحة فرنسا وألمانيا معاً، بينما تقف 3 دول وراء 80% من الإنتاج العالمي، وتنتج الولايات المتحدة الأمريكية وحدها50% من الإنتاج العالمي، بينما تنتج كل من البرازيل والأرجنتين مجتمعتين 30% من الإنتاج، وتنتج كندا وكينيا والهند معا 15 % من الإنتاج العالمي، وقد ارتفعت مساحة زراعة المحاصيل المُعدّلة جينياً، على مدى السنوات الماضية، وتُزرع النباتات والمحاصيل المُعدّلة وراثياً في 25 دولة، بينما نجد زراعتها محدودة في أوروبا ، حيث يبلغ مجموع مساحتها حوالى 1000 كيلومترا مربعا والمساحة الأكبر في إسبانيا، كما يشكّل فول الصويا، نصف المساحة العالمية في عام2008، بينما المحاصيل الأخرى هى الذرة والقطن وزيت دوّار الشمس، والذرة هو المحصول الوحيد المُعدّل وراثياً، الذي يتم زراعته في أوروبا.

 

ssxxxzzccccccccccccccc
الزراعة داخل الصوبات 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة