فنانات الإغراء يعترفن.. قصة محاكمة الداعية التركي في 4 آلاف صفحة

السبت، 27 يوليو 2019 07:00 ص
فنانات الإغراء يعترفن.. قصة محاكمة الداعية التركي في 4 آلاف صفحة
أوكتار
كتب- مايكل فارس

اعتقلت المحكمة الجنائية العليا في إسطنبول الداعية التركي عدنان أوكتار المعروف أيضًا باسم «هارون يحيى»، و226 مشتبها بهم، منهم 105 سيدات، وضمت صحيفة الاتهام الجنائية الخاصة بالقضية 4 ألاف صفحة، بحسب ما نشر مكتب المدعي العام لشؤون الإرهاب والجريمة المنظمة، تمهيدا لمحاكمته سبتمبر المقبل، بعد أن أوقفه الأمن التركي في يوليو الماضي، في إطار عملية انطلقت، في 5 ولايات تركية للقبض عليه وعلى أتباعه الذين يواجهون تهما مختلفة.

بدأت الوقائع وبعد الجدل الكبير الذي أحدثه برنامج عدنان أوكتار، والذي كان يذيعه على قناته التلفزيونية "أ 9 تي في" في إسطنبول، حيث كان يظهر فى برنامج"محادثات مع عدنان أوكتار"، وهو يرقص برفقة أتباعه من النساء المثيرات، الأمر الذى دعى المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي، لإصدار أمرا بوقف بث القناة الدينية التي يمتلكها أوكتار وفرض غرامة قدرها 5 % من إيرادات الإعلانات.

وتمكنت السلطات من توقيف 171 متهما في سجن سيليفري، ولازالت تلاحق البقية الذين تواروا عن الأنظار، وقد قررت المحكمة الجنائية العليا في إسطنبول عقد جلسة المحاكمة الأولى يوم 17 سبتمبر المقبل، لمدة 44 يوماً بشكل متواصل، وذلك بعدما تم اتهامه حيث ظهر الداعية الإسلامي التركي في برنامج تلفزيوني ليشرح مبادئ الشريعة الإسلامية وقيم التسامح بمشاركة راقصات وفنانات إغراء مرتديات ملابس مثيرة وأمامهن زجاجات الخمر.

لائحة الاتهام الجنائية بحسب ما نشر مكتب المدعي العام لشؤون الإرهاب والجريمة المنظمة، اعتبرته الرأس المدبر للوقائع المنسوبه له، كما يخضع له 13 مشتبها بهم يعملون كمدراء، فيما يُتهم 226 شخصا من الأعضاء بمحاولة ارتكاب تجسس سياسي وعسكري، وعضوية منظمة إجرامية، علاوة على 24 تهمة جنائية، و125 شكوى من ضحايا هذه القضية، كما يواجه أوكتار وأتباعه مجموعة أخرى من التهم من بينها "استغلال الأطفال جنسيا، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز".

ووجهت المحكمة تهم كثيرة أوكتار منها، استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية من أجل الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب، من خلال تنظيم "عدنان أوكتار"، وتم كشف خيوط القضية بعدما اعترف بعض الفتيات اللواتي عملن لدى أوكتار، المعروفات بـ"قطط عدنان أوكتار"، حيث كشفن عن التجاوزات التي تعرضن لها، حيث اعترفت إحداهن، وتدعى جولجون جوكتان، أنها من بين أتباع أوكتار الأكثر تعرضا للتعذيب والضرب، وأنها كانت تتلقى لكمات من أوكتار، بسبب فشلها في بعض الأحيان في تجهيز مياه الشرب الخاصة به، كونه كان يطلب أن تكون المياه في حدود 20 درجة مئوية، وأن يتم تسخينها لمدة 7 دقائق.

اعترافات الـ"قطط"، توالت بعد القبض عليهم، ومن ضمن الاعترافات ما قالته سيلدا إنال، عن تعرضها لأشكال أخرى من الإهانة، وإجبارها على ارتداء زي الخادمات لأيام عدة، ومن ضمن ما ذكرته السيدات اللاتي تم القبض عليهم، أن عدنان أوكتار كان يهتم كثيرا بدرجات الحرارة، حيث كان يأمر فتياته بتدفئة سريره باستخدام مجففات الشعر، قبل دقائق من خلوده للنوم، وقد كشفت مصادر قضائية أن قرابة 200 شخص من داخل وخارج تركيا، تقدموا بشكاوى ضد عدنان أوكتار ومجموعته، من بينهم شخصيات من هولندا وألمانيا والنمسا وقطر وأذربيجان وكازاخستان.

أوكتار
أوكتار

رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش وصف "أوكتار" أنه يعاني من خلل عقلي، وأن السلطة التي أمرت بوقف بث القناة التلفزيونية، لا تنتمي إلى إدارة الشؤون الدينية وإنما مؤسسة مرخصة أخرى، فيما قام المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي بتقييم البرنامج التلفزيوني "محادثات مع عدنان أوكتار"، حيث ظهر الداعية في مشهد جمع شبابا وشابات كانوا يرقصون بشكل غير لائق على أنغام موسيقية، في الوقت الذي كان فيه عدنان أوكتار يقدم تفسيرات قرآنية، فيما قال المجلس، إنّ هذه النوعية من البرامج التلفزيونية تنتهك مرسوما في القانون يقضي بأن "البث لا يمكن أن يحتوي على برامج تتنافى مع المساواة بين الجنسين، وتشجع على قمع وإيذاء المرأة.

أوكتار بدأ نشاطه مبكرا تحديدا عام 1980، حيث تمكن من جذب العديد من الأتباع من خلال جماعة دينية صغيرة أثناء دراسته بجامعة إسطنبول، حيث كان يصف نفسه حينها بالمفكر المعادي للماسونية والشيوعية، بجانب تأليفه كتاباً مكوناً من 550 صفحة، يدعي فيه اختراق اليهود والماسونيين مؤسسات الدولة التركية، بهدف "تقويض القيم الروحية والدينية والأخلاقية للشعب التركي"؛ وقد اتهم أوكتار بالتحريض على ثورة دينية، وسُجن على إثرها 19 شهراً، قضى 10 منها في مصحة نفسية، حيث شُخص هناك باضطراب الوسواس القهري والشيزوفرينيا، لكن وبعد إطلاق سراحه توسّعت جماعته الدينية بشكل كبير، واتخذت من معارضة نظرية التطور والداروينية شعاراً لها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق