اسطنبول بلا حريات.. قصة صحفية تركية معتقلة 3 سنوات في زنزانة انفرادية دون محاكمة

الثلاثاء، 30 يوليو 2019 08:00 م
اسطنبول بلا حريات.. قصة صحفية تركية معتقلة 3 سنوات في زنزانة انفرادية دون محاكمة
أردوغان

بعد تطبيق حالة الطوارئ في البلاد بدعوى التصدي لمحاولة الانقلاب التي شهدته تركيا في 15 يوليو 2016، زادت العداوة بشكل كبير ضد الصحافة، حيث أًصبح الزج ويزج بالصحفيين فى المعتقلات تحت اتهامات واهية، وبدون أدلة أمرعادي، وهو ما كشفته مواقع تركية معارضة.

وأقدمت السلطات التركية على حبس الصحفية عائشة نورفي زنزانة انفرادية لـ 3 أعوام دون أى محاكمة لها، بعد أن تم اعتقالها فى 11 أغسطس 2016 بزعم الترويج لتنظيم إرهابى لأنها كانت مراسلة لصحيفة زمان التركية.

وتابعت المواقع المعارضة أن حتى يومنا هذا لم تحاكم الصحفية التركية ولم يوجه لها القضاء أى تهمة، فأردوغان يعتبر هذه الصحفية التركية إرهابية بينما توكل كرمان مناضلة.

ووفقا لصحيفة زمان التابعة للمعارضة التركية، فإن السلطات وضعت "نور" فى حبس انفرادى بسجن النساء فى مدينة سينجان منذ 3 سنوات، بتهمة الترويج لتنظيم إرهابى من خلال تغريدة لها، دون خضوعها لمراحل احتجاز وتحقيق ومحاكمة متوافقة مع المعايير المنصوص عليها فى القانون والدستور.

وأوضحت «نور» أنها لا تعرف التهمة المسندة إليها حتى الآن، لكنها قررت إرسال خطاب للرأى العام للتضامن مع قضيتها قالت فيه: «تقدمت بطعن لدى سلطة التنفيذ القضائى، إلا أنها رفضت الطلب بدعوى أن كتابتى فى العريضة غير واضحة لا يمكن قراءتها».

المرصد الدولى لحقوق الإنسان (IOHR)، بالاشتراك مع حملة شعار الصحافة (PEC) ومجموعة لندن للمؤثر، تقدم بتقرير إلى الأمم المتحدة قبل أيام يبحث فى تسع قطاعات متعلقة بحرية التعبير والتى تحتاج إلى إصلاح عاجل فى تركيا وفق صحيفة زمان التركية.
 
وتأتى أهمية التقرير فى أن الحكومة التركية ستكون ملزمة بالرد عليه أمام الأمم المتحدة.
 
وقالت ڤاليرى پياى، رئيسة المرصد الدولى لحقوق الإنسان، أنه وفقًا للجنة حماية الصحفيين فإن تركيا هى أسوأ سجان للصحفيين فى العالم حيث تم إلقاء القبض على حوالى 300 من الصحفيين والإعلاميين أثناء حالة الطوارئ، وتعرض عدد كبير للاحتجاز التعسفى والاستجواب، كما يبلغ عدد الصحفيين الذين ما زالوا فى السجن بما فى ذلك الصحفيون قيد الاحتجاز السابق للمحاكمة 191 صحفيًا فى الوقت الحالى.
 
وناشد المشاركون فى التقرير حكومة تركيا بتحسين ظروف الصحفيين بشكل ملموس من أجل تحقيق حرية أكبر للتعبير فى البلاد والالتزام بالتعاون مع الهيئات الدولية مع التوقف عن تجاهل التزاماتها بموجب الاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل تركيا.
 
وطالب التقرير تركيا بالتعاون الكامل مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وتطبيق قراراتها فورًا، مع الامتثال لقرارات لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والسماح للمراقبين الأجانب بالإطلاع الكامل على القضايا القانونية المرفوعة ضد المحتجزين حاليًا فى تركيا وفتح القضايا المستمرة للصحفيين والأكاديميين والمحامين وغيرهم من المدافعين عن حقوق الإنسان للتحقيق.
 
وفتح التقرير ملف مراجعة تشريعات مكافحة الإرهاب فى تركيا مطالبًا حكومة أنقرة بالكف عن إساءة استخدام تشريعات مكافحة الإرهاب وقانون العقوبات لملاحقة الصحفيين والمدونين والناشطين وغيرهم من الجهات الفاعلة فى المجتمع المدنى وإطلاق سراح هؤلاء المحتجزين من السجن وإسقاط التهم المعلقة بشأنهم.
 
وتقدم المرصد الدولى، بمقترحات لتعديل القوانين التركية تضمن الإصلاح الشامل لتشريعات مكافحة الإرهاب بما فى ذلك المادتان 2/6 و2/7 من قانون مكافحة الإرهاب والمواد 6-220 و 8/220 و 314 من قانون العقوبات لتضييق نطاق تعريفات “الإرهاب” و”الجريمة المنظمة” و”نشر الأكاذيب”.
 
واقترح التقرير عدم تجريم التشهير من خلال إلغاء المواد  125 و301 من قانون العقوبات  التركى مع إصلاح قانون الالتزامات المتعلق بالتشهير المدنى لضمان توافر وسائل دفاع عن حرية التعبير ملائمة وحقيقية أو من أجل الصالح العام وللحماية من إساءة استخدام الدعاوى القضائية لإسكات الانتقادات من المسؤولين الحكوميين.
 
وناقش التقرير الإصلاحات التشريعية المطلوبة لحرية الصحافة متضمنًا إلغاء أى قيود أو لوائح قد تضع وسائل الإعلام تحت تأثير سياسى أو تضعف الدور الحيوى للإعلام كوسيلة رقابة عامة، لا سيما الرقابة على المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون RTÜK وهيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتركيا BTK، وتعزيز تنوع وسائل الإعلام ومنع هيمنة أو تمركز وسائل الإعلام بصورة غير مبررة مع شفافية ملكية وسائل الإعلام والإعلان عن هوية مالكيها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق