ماذا قالت «نيويورك تايمز» عن إلغاء ترامب اجتماعا سريا مع «طالبالن»؟

الإثنين، 09 سبتمبر 2019 05:00 م
ماذا قالت «نيويورك تايمز» عن إلغاء ترامب اجتماعا سريا مع «طالبالن»؟
ترامب

فاجأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجميع بإلغاء محادثات السلام مع حركة طالبان فى الوقت الذى كانت هناك توقعات بالإعلان قريبا عن اتفاق سلام، وهو القرار الذى وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأنه كان مثيرا للدهشة ومذهلا.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد كتب على تويتر، السبت، يعلن إلغاء اجتماعا سريا فى كامب ديفيد مع قادة طالبان ورئيس أفغانستان وألغى المفاوضات المستمرة منذ أشهر بعد أن بدا أنها تتجه نحو التوصل إلى اتفاق سلام. وقال الرئيس الأمريكى فى سلسلة أنه إذا لم يكن باستطاعة طالبان وقف إطلاق النار خلال محادثات السلام، فربما لا يكون لديهم القوة للتفاوض على اتفاق جاد.

وجاء قرار ترامب بعد انفجار سيارة مفخخة صباح الخميس الماضى، مما أدى إلى مقتل اثنين من القوات التابعة للناتو، أحدهما أمريكى، فى وسط كابول.

وقالت "نيويورك تايمز" إن عقد قمة مفاجئة فى كامب ديفيد مع قادة جماعة معارضة قتلت آلاف من الجنود الأمريكيين منذ أكتوبر 2001 عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان يعد مناورة دبلوماسية مثيرة، على غرار لقاءات ترامب مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون. وقال مسئول رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية إن الاجتماع كان من المقرر أن ينعقد غدا، الاثنين، أى قبل يومين من ذكرى أحداث 11 سبتمبر الإرهابية التى تم التخطيط لها فى أفغانستان وأدت إلى غزو أمريكا للبلاد.

وقد أدى هذا إلى بعض الانتقادات من الجمهوريين، حيث قال عضو الكونجرس الجمهورى آدم رينزينجر الذى عمل فى الحرس الوطنى من قبل "لا ينبغى أبدا السماح لقادة تنظيم إرهابى لم يرفض أحداث 11 سبتمبر واستمر فى الشر بالدخول إلى بلادنا العظيمة".

ويأتى هذا فى ظل مقاومة عنيدة داخل الحكومة الأفغانية بشأن اتفاق السلام الذى كان يجرى النقاش حوله، ليس فقط لأسباب أمنية، حسبما تقول الصحيفة، ولكن أيضا لأن الرئيس الأفغانى أشرف غنى عازم على الحفاظ على موعد الانتخابات المقررة فى 28 سبتمبر، التى من المتوقع أن يفوز فيها. وقد أصرت طالبان على  تأجيل الانتخابات قبل إجراء المفاوضات مع الحكومة الأفغانية.

وأصابت الحيرة عدد من الأشخاص المطلعين على جهود الدبلوماسية بين إدارة ترامب وطالبان بشأن قرار الرئيس الأمريكى إلغاء مفاوضات السلام تماما ردا على سقوط ضحية أمريكى، وإن كان الحادث مأسويا. فطالبان لم توافق على وقف الهجمات على الأمريكيين مقابل حكومة رسمية، وقد أثار هذا تساؤلا بشأن ما إذا كان ترامب يبحث عن ذريعة لأن المحادثات كانت تشهد إشكالية.

وتوقعت الصحيفة أن يشعل قرار ترامب جدالا سياسيا فى واشنطن عن المحادثات. وكان ترامب قد تعرض لضغوط متنامية من المحافظين بألا يتسرع بالخروج من أفغانستان فى حين قال عدد من الديمقراطيين البارزين إنهم يدعمون محادثات السلام التى تؤدى إلى انسحاب أمريكى.

وتابعت الصحيفة قائلة إن الكثير من التفاصيل الخاصة بالاجتماع الذى تم إلغائه لم تكن واضحة. وقال المسئول بإدارة ترامب الذى لم تكشف الصحيفة عن هويته إن قرار إلغاء الاجتماع تم اتخاذه يوم الخميس، لكن ترامب أجل الإعلان عنه. وقد أكد مسئولون أفغان يوم الجمعة أن غانى أجل الاجتماع المقرر فى واشنطن.  بينما قال مصدر مطلع على الجهود الدبلوماسية أن خطة زيارة طالبان لواشنطن لم تكن مطروحة للنقاش حتى أسبوع مضى. ولم يكن ممثلو طالبان قد تم تأكيدهم لحضور هذا اللقاء.

ولم يتضح أيضا ما إذا كان وقف ترامب للمفاوضات سيكون دائما. فقد تراجع الرئيس عن مثل هذه القرار فى وقت قصير. فعلى سبيل المثال، ألغى ترامب بشكل مفاجئ قمته الثانية مع رئيس كوريا الشمالية، ليحدد لها موعد جديد بعد أيام. إلا أن عدد من المصادر المطلع على المحادثات الأفغانية قال أمس إنه سيكون من الصعب استئنافها.

وقد بدأت المفاوضات منذ الشتاء الماضى عندما بدأ مبعوث ترامب الخاص لأفغانستان زلماى خليل زاده رحلات منتظمة للعاصمة القطرية الدوحة لعقد جلسات مع ممثلى طالبان. وقال مسئولون أمريكيون وأجانب أن المحادثات كانت قد وصلت إلى مرحلة متقدمة. وحتى أمس السبت، كان هناك اتفاق قريب مع جماعة البشتون التى كانت تأوى ذات يوم  زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة