حاجة حلوة في السوشيال ميديا

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019 09:29 ص
حاجة حلوة في السوشيال ميديا
حسين عثمان

حالة خاصة جداً يعيشها أعضاء جروب نادي القراء المحترفين على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك، النادي يتبع مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع، ويديره الصحفي المتخصص في الشأن الثقافي إسلام وهبان، عدد أعضاء النادي تجاوز الآن 16 ألف عضو، وتتنوع بوستات الجروب ما بين متابعة أخبار الشأن الثقافي محلياً وإقليمياً ودولياً، من خلال مشاركة فريق عمل الجروب وأعضائه أخبار وتقارير ومقالات الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية العامة والمتخصصة، والتفاعل حول قراءات لكتب في مختلف مجالات المعرفة وفي مقدمتها الأعمال الأدبية والروائية منها على وجه التحديد، وفي هذا أيضاً تتنوع عروض ومراجعات الكتب ما بين المصري والقاري والعالمي، وبخلاف بوستات تفاعلية حول الأنشطة المتصلة بالقراءة.
 
مطلع هذا الأسبوع على سبيل المثال، طرح إسلام وهبان مدير النادي، بوستاً تفاعلياً حول علاقة القراء أعضاء الجروب مع باعة الكتب، وكانت المفاجأة في سرعة التفاعل، قصص وحكايات بادر أعضاء الجروب بطرحها تعليقاً وتعقيباً، مساحات هامة يشغلها باعة الكتب في وجدان القراء، ودلالات جديرة بالتأمل حول ثقافة باعة الكتب، باعتبارهم يبيعون سلعة ذات طابعٍ خاص، هم قراء كتب من الطراز الأول قبل أن يكونوا باعة كتب محترفين، قضية تزوير الكتب حامت من بعيد وسط أجواء المناقشة، دور النشر تعاني من طرح النسخ المزورة من الكتب بأسعار أقل 50% لدى باعة الكتب المنتشرين على الأرصفة وفي الميادين، والقاريء دائماً بين نارين.
 
عضوية نادي القراء المحترفين لا تقتصر على القراء، مجموعة كبيرة من الكتاب والأدباء والنقاد والصحفيين، وكذلك أصحاب وممثلي  دور النشر، جميعهم أعضاء في نادي القراء المحترفين، وهو ما يجعل التواصل فعالاً تحديداً بين المؤلفين ودور النشر والقراء، أذكر أن الكاتب وليد علاء الدين طرح الأسبوع الماضي بوستاً تفاعلياً حول المقارنة بين عميد الرواية العربية نجيب محفوظ والعراب أحمد خالد توفيق، وكان الطرح شيقاً إلى حد إثارة عصف ذهني ساخن حول مفاهيم المقارنة والمفاضلة، ولم يكن صراع الأجيال التاريخي بعيداً عن السِجال، مثل هذه المجادلات تكشف دون قصد، درجة حرارة الإقصائية داخل نفوس المتفاعلين، لسه عندنا مشكلة في قبول الرأي الآخر.
 
نادي القراء المحترفين يهتم بعقد المسابقات الثقافية، وإقامة الندوات والفعاليات التي يشارك فيها الجميع، فتجد الندوة مُقامَة في مقر مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع، وجوائز المسابقات مُقَدَمَة من دور نشر أخرى، والتي تقوم في نفس الوقت بمنح أعضاء نادي القراء المحترفين خصماً خاصاً على إصداراتها، تذوب في مثل هذه الأنشطة اعتبارات المنافسة أمام رسالة الجميع في مواجهة القراء، نشر الثقافة والمعرفة، وتشكيل الوعي والوجدان، نادي القراء المحترفين يُعَدُ الآن قِبْلَة أعضائه لمعرفة مستجدات الشأن الثقافي، وطرح الأسئلة والاستفسارات ذات الصلة بأنشطة القراءة، وتبادل الرؤى والآراء حول مستقبل الكتاب الورقي في مواجهة تطبيقات القراءة الرقمية، في ظل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المتنامية.
 
أنشطة نادي القراء المحترفين متواصلة ومتجددة، وهو في مجمله تجربة تستحق الدراسة، وتحديداً بشأن التأثير الإيجابي للسوشيال ميديا، خاصة وأنها في مرمى نيران الجميع في كل وقت، وإن كان من توصية لفريق عمل نادي القراء المحترفين، فليس إلا ضرورة النظر إليه باعتباره منصة إلكترونية ثقافية فاعلة، وليس مجرد جروب للتواصل الاجتماعي، وهو ما يستدعي ضرورة تنظيم توقيتات نشر بوستات أعضائه وفريق العمل به، ولتكن هذه التوقيتات أربع مرات يومياً، وتراعي أوقات الذروة في التعاطي مع الفيسبوك، وذلك حتى يأخذ كل بوست حظه في الاطلاع والتفاعل، ولا تتوه البوستات فيما بينها وبين الأعضاء، نادي القراء المحترفين حاجة حلوة في السوشيال ميديا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق