اليوم .. أشعة الشمس تتعامد لـ20 دقيقة على قدس أقداس معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019 09:00 ص
اليوم .. أشعة الشمس تتعامد لـ20 دقيقة على قدس أقداس معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل
ابراهيم محمد

تتجه أنظار العالم لجنوب مصر (مدينة أبوسمبل بأسوان)، للمرة الثانية في أقل من يومين، بعد إعلان اكتشاف (خبيئة العساسيف) بالأقصر، لمتابعة الظاهرة الفلكية النادرة لتعامد آشعة شروق الشمس، اليوم الثلاثاء، على قدس أقداس المعبد الكبير الخاص بالملك رمسيس الثاني، والتي تبدأ في حوالي الساعة الخامسة و52 دقيقة صباحا وتستمر من 20 إلى 25 دقيقة.

وقال الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن التفسير الفلكي لتعامد الشمس على معبد أبو سمبل، إن سبب تعامد آشعة الشمس على أي مكان على سطح الأرض يرجع إلى حقيقة فلكية مهمة، هي مسار الشمس الظاهري خلال العام، فالأرض أثناء مسارها حول الشمس خلال العام الواحد تجعل أشعة الشمس تتعامد على أي مكان بعينه مرتين.

وأضاف الدكتور تادرس، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن المرة الأولى أثناء رحلتها حول الشمس من أقصى المدار (ذروة الشتاء في ٢١ ديسمبر) إلى أقصى المدار (ذروة الصيف في ٢١ يونيو) مرورا بالاعتدال الربيعي ذهابا في ٢١ مارس، والثانية مثلها أثناء عودتها من أقصى المدار (ذروة الصيف في ٢١ يونيو) إلى أقصى المدار (ذروة الشتاء في ٢١ ديسمبر) مرورا بالاعتدال الخريفي إيابا في ٢١ سبتمبر.

وأوضح أن المسافة القوسية بين نقطة شروق الشمس وهي في أقصى المدار (شتاء أو صيفا) تبعد عن نقطة الشروق الأصلية بمقدار 23.5 درجة وهي ميل محور دوران الأرض، مؤكدا أن ظاهرة تعامد أشعة الشمس على معبد أبو سمبل التي تتكرر يومي 22 أكتوبر وفبراير من كل عام، تؤكد الدراية الكاملة لقدماء المصريين بعلوم الفلك وبخاصة حركة الشمس الظاهرية في السماء.

والمقصود بالتعامد هو سقوط الأشعة عمودياً تقريبا على قدس أقداس المعبد الذي هو أهم مكان فيه، وغالباً ما يكون أبعد مكان عن مدخله، وهو عبارة عن حجرة صغيرة بها 4 تماثيل تواجه مدخل الغرفة الذي هو امتداد لمحور المعبد البالغ طوله 66 متراً من البوابة الرئيسية له، وهذه التماثيل من اليمين هي (تمثال للإله رع حور إختي، تمثال للملك رمسيس الثاني، تمثال للإله آمون رع وأخيراً تمثال للإله بتاح)، وأثناء ظاهرة التعامد تغطي أشعة الشمس وجهي التمثالين الأوسطين (رمسيس الثاني وآمون رع) تماماً ونصف وجه التمثال الأيمن (رع حور إختي) ، بينما يقبع التمثال الأيسر (بتاح) في ظلام دامس.

وتم اكتشاف معبدي أبو سمبل على يد الرحالة المستشرق السويسري یوھان لودفیج بوركھارت، في 22 مارس عام 1813، وقام بوركھارت بإبلاغ المستكشف الإيطالي جیوفاني بلزوني عن اكتشافه، واستناداً إلى وصف بوركھارت، سافر بلزوني إلى أبو سمبل، وبدأ في إزالة الرمال التي كانت تغطي المعبدين، ودخل المعبد في عام 1817، وفي نفس العام توفي بوركھارت في القاھرة، ودفن في مقبرة باب النصر.

ويرجع الفضل في اكتشاف ظاهرة تعامد أشعة الشمس في أبو سمبل للروائية الإنجليزية إميليا إدواردز عام 1870 وسجلتها في كتابها "ألف ميل علي النيل " وذلك عقب اكتشاف المعبدين، وفي السابق كان التعامد يحدث في يومي 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام، ولكن بعد بناء السد العالي ونقل المعبد إلى أعلى التلة المجاورة والمرتفعة حوالي 66 متراً فوق منسوب مياه نهر النيل تأخرت الظاهرة يوما كاملا في موعدها لتكون يوم 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام.

ويعد معبدا أبو سمبل من أهم المعابد الصخرية في العالم، حيث نحتهما الملك رمسيس الثاني في جبلين يطلان على النيل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكرس أحدهما لنفسه والآخر لزوجته الملكة نفرتاري، وتم بناء المعبد الكبير عام 1275 ق. م واستغرق 19 عاما للانتهاء منه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق