جائزة علي الحجار

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019 08:56 ص
جائزة علي الحجار
حسين عثمان

عطاء علي الحجار لا يتوقف، هو فنان صاحب رؤية ورسالة، يؤمن بأن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، فإذا انتشرت ظواهر غنائية شاذة، فلا سبيل إلى مواجهتها إلا بإنتاج المزيد من الأنشطة الغنائية الجيدة، والحرص على انتشار الحفلات الغنائية لكبار المطربين والوصول بها إلى مختلف فئات المجتمع، وحجته في هذا الحضور السنوي الغفير المُقَدَر بالآلاف لجماهير مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، وانتظام الحجار نفسه في إحياء حفلات غنائية شهرية كاملة العدد لأكثر من عشر سنوات في ساقية الصاوي بالزمالك، طوال أكثر من أربعة عقود والحجار يغني، وقوته كانت دائماً في استمراريته، بينما في العقود الأربعة ظهر واختفى جيوش من المطربين وأشباههم.

صباح الأربعاء الماضي، أعلن مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بسلطنة عُمان، أسماء الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الثامنة، والمفتوحة هذا العام للمنافسة بين العُمانيين وإخوانهم العرب، حيث فاز المطرب الكبير علي الحجار، بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عن فرع الفنون، متفوقاً على 27 مطرباً عربياً، وعن مجمل مُنْجَزه الفني الممتد عبر أكثر من أربعين عاماً، كان الحجار قد تقدم للمنافسة على الجائزة في أغسطس الماضي، بملف كامل يضم سيرته الذاتية، وباقة من أعماله تمثل تطور مسيرته الفنية الطويلة، ومعهما ورقة عمل تمثل رؤيته لمستقبل الغناء العربي، ولأنه لا يصح إلا الصحيح، فاز علي الحجار.

يشير الموقع الإلكتروني لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، إلى أنها تأسست عام 2011 وفقاً لمرسوم سُلطاني أصدره السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، إنطلاقاً من اهتمام جلالته بالإنجاز الفكري والمعرفي، وتأكيداً على الدور التاريخي لسلطنة عُمان في ترسيخ الوعي الثقافي، باعتباره الحلقة الأهم في سلم الرقي الحضاري للبشرية، ودعماً من جلالته للمثقفين والفنانين والأدباء المُجيدين، وتتلخص الشروط العامة للترشح لجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب في أنها مخصصة للعرب، ولابد وأن يكون المترشح على قيد الحياة ما لم يكن قد تُوفي بعد تقدمه للترشح، أن يكون للمترشح مؤلفات أو أعمال أو بحوث سبق نشرها أو عرضها أو تنفيذها.

أن تتميز أعمال المترشح بالأصالة والإجادة وتتضمن إضافة نوعية تساهم في إثراء الثقافة والفكر والفن، تنظر الجائزة إلى مجمل أعمال المترشح سواء كانت أعمالاً مستقلة أو مشتركة، أن تُقَدَم الأعمال مكتوبة باللغة العربية في الأصل ويمكن النظر في الأعمال الأخرى التي أنجزها المترشح بلغات أخرى غير العربية كمواد داعمة لترشحه، ألا يكون قد سبق للمترشح الفوز بإحدى الجوائز الدولية التقديرية في السنوات الأربع الماضية على ترشحه، ألا يتقدم المترشح إلا لمجال واحد وفرع واحد محدد من الجائزة في الدورة الواحدة، ولا يجوز للفائزين بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب الترشح مرة أخرى في دورات لاحقة على الدورة الفائزين بها.

رصيد علي الحجار 25 ألبوماً غنائياً، تترات وفواصل أكثر من 100 مسلسل درامي، أكثر من 30 مسرحية منها 25 على مسارح الدولة، 12 فيلماً سينمائياً، و7 مسلسلات إذاعية، مجموع ما غنى الحجار في هذه الأعمال الفنية يتجاوز 5 آلاف أغنية، تضعه في صدارة ساحة الغناء العربي، ومما يصنفه ضمن صحبة التفوق الاستثنائي بخلاف هذا الكم من الأعمال الغنائية، والتنوع المتفرد في التعاون من خلالها مع شعراء الأغنية وملحنيها وموزعيها المرموقين طوال أكثر من أربعة عقود، هو حرصه على أن ينتج لنفسه منذ عام 1981 وهو بعد يأخذ خطواته الأولى في مشواره الفني، وحتى لا يقع أسيراً لقواعد سوق الأغنية المتردية.

أضف إلى ما سبق، مساهمة علي الحجار في تنمية الوعي بقيمة الفن وإحياء تراث الموسيقى العربية، وذلك من خلال عدة أنشطة، منها مشروعه الحلم "100 سنة غنا" والخاص بتقديم الأغاني التراثية من خلال معالجة موسيقية معاصرة دون المساس باللحن الأصلي، وتأسيسه لمدرسة مجانية "صوت الموسيقى" لتعليم أصول الغناء والعزف الموسيقي يحتضن من خلالها الموهوبين الصغار، مشروع حلقات "ابن البلد" وهي حلقات غنائية اهتمت بإحياء الحرف والصناعات اليدوية المصرية، وبخلاف مشروعه في تقديم المواهب الغنائية والموسيقية الشابة في حفلاته في العامين الأخيرين والذي قدم من خلاله حتى الآن أكثر من 30 موهبة شابة، ولا ننسى "صالون الحجار" المعني بشئون وشجون الطرب.

كان قد سبق الحجار في الفوز بجائزة السلطان قابوس من المصريين، الموسيقار أمير عبد المجيد في فرع الفنون عن مجال الموسيقى عام 2013، والراحل الكبير الدكتور جلال أمين في فرع الثقافة عن مجال الدراسات الاقتصادية عام 2017، وحين جاء أوان الطرب لأول مرة في دورة هذا العام، كان من الطبيعي أن يسبق علي الحجار الجميع، جائزة علي الحجار تطرح أهمية تواجد الطرب ضمن فئات جوائز النيل والتقديرية والتشجيعية في مصر، كما تثير التساؤل عن غياب مصر عن ساحة منح جوائز مشابهة دولية أو حتى إقليمية، كجائزة السلطان قابوس أو جائزة البابطين الكويتية في الشعر أو جائزة الصحافة العربية في دبي؟!.    

       

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق