المستشار الإعلامي.. مؤهلاتك إيه؟!!

الأحد، 24 نوفمبر 2019 06:36 م
المستشار الإعلامي.. مؤهلاتك إيه؟!!

 

حسناً فعلت الحكومة، عندما أسست كل وزارة فيها مركزاً أو مكتباً إعلامياً تتواصل من خلاله مع الصحف والجرائد والقنوات ومندوبي هذه المؤسسات كافة، بهدف توفير المعلومة الصحيحة بشكل سريع دقيق، يجنب الوزراء ضرر الشائعات والتحريف والتأويل، إلا أن الهدف النبيل انحرف عن مساره، واكتست المكاتب الإعلامية بلباس الروتين والبيروقراطية، وازداد الطين بلة فتحول المستشار الإعلامي في عدد لا بأس به من الوزارات لخصم بدلاً من صديق يعين الصحفيين على مهمتهم في تغطية أخبار وزارته، ونقلها عبر قوالب العمل الصحفي إلى الجمهور.

جنون العظمة تملك عدداً من هؤلاء المستشارين الإعلاميين وظنوا أنهم عينوا ولاة أمر الصحفيين، وتبدلت المقاعد وجلس الصحفي على مقعد المتلقي المؤتِمر، وتربع المستشار الإعلامي على مقعد الآمر الحاكم، من يطيعه يقربه إليه ويمنحه من حب الوزير جانب، ومن يعارضه ويمارس دوره الصحفي بكل نزاهة وشفافية، يعاقبه ويعرقل مهمته، ويمنع وصوله للمعلومة والوزير على حد سواء.

داخل بعض الوزارات اختلط الحابل بالنابل، ومزج المستشارون الإعلاميون ما هو شخصي بما هو مهني، وما ينشر على صفحات الجرائد والمواقع بما ينشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالصحفيين، وما هو يعبر عن وجهة نظرهم الشخصية الخالصة، والتي قد لا يكون لها دخل بأي شكل من الأشكال في أدائهم المهني، وتغطيتهم للوزارة.

من نقصدهم من المستشارين والمتحدثين الإعلاميين في السطور الماضية، يبنون بقصد وبدون قصد جسور عداوة بين الوزراء والصحفيين، ويفتحون الباب على مصراعيه للقيل والقال، والتأويل والاجتهاد، يشجعون بجهل مدقع أبواق «بير السلم» للاصطياد في الماء العكر، ونشر ما يشوه الصورة العامة، ويلطخ الثوب الأبيض بالبقع السوداء.

هذه نماذج سيئة، يقابلها على الجانب الآخر نماذج لا تغفلها عين ولا ينكر فضلها في معاونة الصحفيين إلا جاحد، وهنا لا يمكننا أن نجد مثالاً للمستشار الإعلامي الذي يقوم بمهام وظيفته كما قال الكتاب أفضل من الزميل الصحفي هاني يونس، مستشار رئيس مجلس الوزراء، والذي تتخطى مساهماته في مساعدة الغير الزملاء الصحفيين، إلى أي مواطن يقابله أو يتواصل معه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أو حتى عبر الرسائل الهاتفية.

ليس لهاني يونس أذرع أكثر من أذرع النماذج سيئة الذكر التي قصدناها في السطور الماضية، ولا يملك أكثر منهم سوى عقل متدبر وقلب رحيم وضمير مهني، ومسيرة صحفية قوية، لا تملق فيها ولا خنوع، مما جعله ملماً بكل تفاصيل مهمة المحرر الصغير قبل رئيس التحرير.

يضع الزميل الفاضل هاني يونس، نفسه مكان أصغر محرر يستعين به للإجاب على استفهام معين، فمهما كانت مشاغله ومهما تضاعفت متاعبه وأينما كان، يسارع بالإجابة المفصلة الواضحة، ليعطي زملاؤه في باقي الغرف الحكومية درساً علهم منه يتعظون ويعتبرون.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق