خطة كسر قبضة أردوغان على السلطة في تركيا

السبت، 21 ديسمبر 2019 07:00 م
 خطة كسر قبضة أردوغان على السلطة في تركيا
اردوغان

كشفت صحيفة التايمز البريطانية إن الحزب الجديد الذى يؤسسه رئيس الوزراء التركى الأسبق أحمد داود أوغلو قد يكون كافيا لكسر قبضة الرئيس رجب طيب أردوغان على السلطة فى تركيا.

ووفق خبراء يبدو أن الأحزاب الجديدة التى يؤسسها حلفاء رجب طيب أردوغان السابقون ستتحول إلى شوكة فى ظهر الرئيس التركى تهدد طموحاته الاستبدادية، حيث يتوقع الخبراء أن تنجح تلك الأحزاب فى استقطاب أنصار العدالة والتنمية الذين سئموا من التغييرات التى قام بها أردوغان.
 
 
وتحدثت الصحيفة عن انضمام بعض أنصار أردوغان إلى حزب المستقبل الذى أسسه داود أوغلو الأسبوع الماضى، والذى يأمل أن يحصل على دعم المحافظين دينيا الذين سئموا من حزب أردوغان العدالة والتنمية.
 
وقالت نهال أولكوك، التى أعلنت انضمامها لحزب داود أغلو فى يوم إعلان تأسيسه، إنهم بحاجة إلى خطاب سياسى جديد، فحتى لو كانت البلاد فى حال جيدة، فإن هذا لا يعنى أنها يمكن أن تكون أفضل.
 
لكن الصحيفة تقول إنه منذ إعلان توجهها، تعرضت لحملة مضايقات من أنصار أردوغان فى الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، حيث اتهمها البعض بالتصرف باسم حركة فتح الله جولن، التى تزعم حكومة أردوغان أنها مسئولة عن محاولة الإطاحة به، وهو الاتهام الذى أصبح شائعا فى تركيا فى السنوات الاخيرة يوجه إلى أى شخص يعتقد أنه يتحدى الرئيس.
 
ولفتت الصحيفة إلى أن الانتقادات الحادة التى يوجهها أردوغان إلى أوغلو هى علامة واضحة على أن تأسيس حزب المستقبل قد أحدث هزة للرئيس التركى، خوفا من قدرة حزب المستقبل على الاستيلاء على أصوات من العدالة والتنمية والذى يحتفظ بأغلبية فقط من خلال تحالفه مع حزب قومى متطرف.
 
وقالت تايمز إن استطلاعات الرأى الأخيرة تظهر أن الدعم لأردوغان وحزبه قد تراجع منذ آخر انتخابات فى 2018، حيث أن ربع من صوتوا للعدالة والتنمية ولأردوغان فى هذا الوقت، قالوا إنهم لا يحسمون موقفهم.
 
وقال نصف ناخبى العدالة والتنمية الذين تم استطلاع رأيهم أنهم لم يعودوا يدعمون التعديلات الدستورية لأردوغان التى حولت السلطة التشريعية من البرلمان إلى الرئيس.
 
 وقد ساعد على سحق الصورة العامة للعدالة والتنمية استشراء الفساد والمحسوبية وتراجع الوضع ااقتصادى وتسييس المحاكم.
 
ويأتى تقرير الصحيفة البريطانية فى ظل توقع خبراء السياسة التركية حول العالم بأن تهدد الأحزاب الجديدة التى أسسها حلفاء أردوغان السابقين هيمنته الاستبدادية على البلاد.
 
فقبل أيام قليلة، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا كتبته أسلى أيدينتسباس، الزميلة البارزة بمجلس العلاقات الخارجية الأوروبية وبمركز ميركاتور فى اسطنبول، تحدثت عن حزب أحمد داود أوغلو، وقالت إنه يمثل شخصية ذات ثقل داخل دوائر المحافظين وتحديه لأردوغان مهم فى ميل الكفة لصالح قوى المعارضة التى تطالب بإنهاء كابوس الاستبداد فى تركيا.
 
ورأت الكاتبة والخبيرة التركية إن هذا وحده يمثل تغييرا فى حسابات الانتخابات فى تركيا، فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، كان بإمكان حزب العدالة التنمية الفوز فى الانتخابات بنسبة 51% أو أكثر بشكل طفيف فى تحالفات مع الأحزاب اليمينية، لكنه اليوم، حتى مع دعم شريكه فى الائتلاف، الحزب القومى المتشدد، فإنه سيحصل على أقل من 51% .
 
وقد خسر حزب أردوغان بالفعل فى كل مدن تركيا الكبرى فى الانتخابات البلدية التى أجريت فى الصيف الماضى، ومع حزب المستقبل الذى شكله داود أوغلو، وحزب جديد آخر سيلعن عنه قريبا وزير المالية السابق على باباجان، يصعب تصور أن يظل أردوغان رئيسا مدى الحياة.
 
وخلال الشهر المقبل سيعلن باباجان حزبه السياسى الذى سيكون أكثر ليبرالية كما هو مرجح، وفى محادثات أجرتها الكاتبة مع الأعضاء البارزين فى حزبى داود أوغلو وباباجان خلال الأشهر القليلة الماضية، لاحظت مخاوفهم بشأن تعزيز السلطة فى يد أردوغان فى ظل النظام الرئاسى الحالى، وتراجع دور المؤسسات الديمقراطية والوضع المحزن للقضاء وسوء إدارة الاقتصاد.
 
وقال أحد الحلفاء السابقين لأردوغان "يمكننى أن أجلس وأكتب الكتب أو القى الخطابات وأجنى المال، لكن البلاد تغرق أمام أعيينا كل يوم، ولا يمكننا الانتظار أطول من هذا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق