أردوغان «مقموص».. لهذه الأسباب يرفض تنفيذ اتفاقه مع موسكو في سوريا

السبت، 08 فبراير 2020 02:00 ص
أردوغان «مقموص».. لهذه الأسباب يرفض تنفيذ اتفاقه مع موسكو في سوريا
بوتين وأردوغان
كتب مايكل فارس

امتنعت تركيا مؤخرا عن مشاركة روسيا في تسيير الدوريات في الشمال السوري، بحسب مذكرة تفاهم وقعها  كل من فلاديمبر بوتين الرئيس الروسي، ورجب طيب أردوغان الرئيس التركي، من 10 في 22 أكتوبر الماضي  حول عملية "نبع السلام"، لتسهيل عملية انسحاب القوات الكردية مع سلاحهم لمسافة 30 كم بعيدا عن الحدود التركية.

وكشف اللواء يوري بورنكوف رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، عن أن الجانب التركي لم يشارك في الدوريات المشتركة على الحدود السورية التركية، مؤكدا أن وحدات الشرطة العسكرية الروسية واصلت القيام بالدورية على عدة طرق في محافظتي حلب والحسكة السوريتين، وأن الطيران العسكري قام بدورياته الجوية المقررة.

وجاء امتناع القوات التركية عن المشاركة في الدوريات الروسية التركية بعد حادث قصف الجيش السوري لمواقع القوات التركية بالقرب من مدينة سراقب في محافظة إدلب السورية، بحسب ما أكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في مدينة اسطنبول التركية جنكيز طومار، الذى أكد أن هذا رد فعل تركي  لأنها تتواصل مع روسيا في أي مسألة تتعلق بالأراضي السورية، وهناك اتفاقية ثلاثية مع روسيا وإيران في أستانا وسوتشي، ولكن في الآونة الأخيرة النظام السوري خرق الاتفاقات بين هذه الدول واستشهد عدد من الجنود من الجيش التركي، كما أن هناك نقاط عسكرية تركية في داخل وخارج أدلب تحت الحصار من الجانب السوري.

ومن أكبر الأسباب أيضا، مشكلة كبيرة وهي اللاجئون السوريوين والذين يتدفقون إلى الحدود التركية وهناك أكثر من مليون ونصف منهم، ولذلك هذه كانت ردة فعل تجاه روسيا، فتركيا تريد من روسيا أن تتدخل من أجل إدلب كما اتفقت الدولتان في سوتشي، بحسب طومار، الذى أضاف، أن  تركيا ترى أن هناك خرق في قضية إدلب بالنسبة لاتفاقات أستانا وسوتشي، وهي تعتبر أن الأمر مماثل ولا مانع من وجود خرق في شمال سوريا.

التصرف التركي بعدم تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا، ما هو إلا نوع من الابتزاز لروسيا، فقيام الجانب الروسي بتسيير الدورية يعني بأنه ينفذ التعهدات والالتزامات التي كان قد اتفق عليها مع الجانب التركي بتسيير دوريات في شمال شرق سوريا أو شرق الفرات، وهو لا يزال حتى الآن ينفذ هذه التعهدات رغم انكفاء الجانب التركي، بحسب الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري السوري العميد تركي الحسن، الذى أضاف أن هذا الموقف الذي اتخذته تركيا هو عبارة عن محاولة لابتزاز روسيا في موضوع إدلب، وعدم تنفيذ تعداتها في أدلب أدى إلى ما جرى هناك.

وقصف الجيش السوري لمواقع القوات التركية بسبب أن النقاط العسكرية المنتشرة الآن في إدلب وغرب حلب كانت مظلات للإرهابيين يستخدمون من خلالها السيارات المفخخة من هذه النقاط أو من جانبها، ويتقدمون باتجاه القوات السورية ويهاجمون مواقعها، بحسب العميد السوري الذى أكد أن آخر هجوم تم في حلب اشترك فيه الإيغور والقوقاز والشيشان والذئاب الرمادية وهي من الجنسية التركية كانت من جانب هذه النقاط، ومن الطبيعي أن يستهدف الجيش السوري هذه النقاط، فلماذا لم يعترف الجانب التركي بقصف المركز القيادي بشكل من قبل المجموعات الإرهابية،  حيث قتل 4 ضباط روس و4 من السوريين في هذا الموقع.

ويعتبر غياب تركيا عن تسيير الدوريات يعتبر خرقا لمذكرة التفاهم وليس من جانب روسيا، ولذلك اعتمد الجيش الروسي تسيير الدوريات لوحده حتى لا يقال بأنهم أهملوا هذا الاتفاق بموجب ما يسمى بعملية نبع السلام، بحسب الخبير العسكري السوري الذى أكد أن أردوغان يرفع الصوت ويصرخ كثيرا على العمليات العسكرية، وهو الذي يغطي المجموعات الإرهابية هناك، والحكومة التركية تقول أنها لم تستطع تنفيذ التزاماتها في إدلب لأن جبهة النصرة رفضت ذلك، وهي تصنفها على أنها إرهابية بينما تعمل معها بشكل مباشر، فكيف ممكن لتركيا أن تنقل 4700 إرهابي إلى ليبيا من مختلف الفصائل وتنقل كذلك 1500 من جبهة النصرة للقتال هناك، ولا تستطيع أن توقف هجماتها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق