مواقف مخزية ضد الجيش الأبيض.. محلات طعام ترفض التوصيل.. وأصحاب شقق تمتنع عن التأجير لهم

الأربعاء، 15 أبريل 2020 11:00 م
مواقف مخزية ضد الجيش الأبيض.. محلات طعام ترفض التوصيل.. وأصحاب شقق تمتنع عن التأجير لهم
نقابة الأطباء
أحمد سامي

لم يعد التنمر ضد الأطباء المصريين وطاقم التمريض قاصرا فقط على منعهم من الدفن أو طردهم من مساكنهم لتواجدهم في مستشفيات الحميات، بدعوى أنهم سيكونون مصدرًا للعدوى لسكان المنطقة، بل امتد أيضا إلى أصحاب محلات المأكولات والسوبر ماركت وغيرهم والذين رفضوا توصيل الطلبات للأطباء بالمستشفى بدعوى الخوف من الإصابة.

"الوضع أصبح لا يمكن احتماله".. كلمات قالها الطبيب الشاب كريم مصباح، عضو مجلس نقابة الأطباء والطبيب بإحدى مستشفيات بني سويف، بعد المواقف المخزية التي يتعرض لها وزملاءه من قبل المواطنين والتي أصبحت تشعرهم بالرفض من قبل المجتمع، منذ أيام قليلة وأثناء تواجده بالمستشفى وكأي شخص عادي شعر بالجوع، فقرر أن يطلب من محل مأكولات جاهزة يتعامل معه منذ فترة، لتوصيل وجبة للمستشفى كالمعتاد ولكن المفاجأة أن صاحب المحل رفض بدعوى عدم تواجد أشخاص لتوصيل الطعام للمستشفى.

وأضاف مصباح لـ"صوت الأمة"، أنه طلب أكثر من مطعم لشراء المأكولات، فالبعض أبدى رفضه خوفا من نقل العدوى، في حين تحجج البعض الآخر بعدم توافر الطعام، الأمر الذي أشعره بالضيق لأنه لم يعد قادرا على الحصول على الطعام، لأنه شخص يحمل الشرور للآخرين من نقل الفيروس، وكأنه ليس بشرا مثل باقي المواطنين، مبديًا اندهاشه من معاملة البعض لهم في الأونة الأخيرة.

واستطرد عضو مجلس النقابة، قررت بعد هذه المواقف تنظيم حملة لمقاطعة كافة المحلات الممتنعة عن توصيل الطلبات للأطباء، وكذلك التعامل فقط بعد انتهاء الأزمة مع المتعاونين مع القطاع الطبي ومساعدتهم على القيام بواجباتهم، فنظرة التعامل بتنمر وخوف أصبحت أسوأ ما يواجهه الأطباء في هذه الأيام الصعبة.

من جانبه قال دكتور "وائل محمد"، إن من أسوأ المواقف التي تعرض لها خلال هذه الفترة أنه يقيم بالمستشفى ولا يذهب لمنزله أو أبنائه، نظرا لضغط العمل وكذلك خوفًا عليهم من أي شيء، خاصة والديه، وهو ما اضطره لإرسال ملابسه للمغسلة لتنظيفها لعدم مقدرته على الخروج من المستشفى وشراء ملابس جديدة أو الحصول على ملابس من منزله، فيكون الرفض بعدم غسل ملابسه أمرًا مخزيًا ومحزنًا.

وأضاف وائل، أنا وأغلب أصدقائي من الأطباء قمنا باستئجار شقق بالقرب من المستشفى لعدم الذهاب إلى منازلنا خوفا على أسرنا، فالأطباء في النهاية مواطنين ويخشون على أسرهم وعائلاتهم، ولكن نظرا لحاجة العمل لهم فلا يترددوا عن أداء واجباتهم تجاه الوطن والمواطنين، مؤكدا أن بعض أصحاب المنازل خاصة في القرى رفضوا تأجير الشقق للأطباء نظرا لخوفهم من العدوي، وهو ما دفعنا لمطالبة المستشفيات التي نعمل بها بتوفير سكن قريب من المستشفى لرفع الحرج عنهم.

ووجه وائل، رسالة للمواطنين بأن يبتعدوا عن ممارسة التنمر ضد الأطباء فهم في النهاية يخشون على أنفسهم من الإصابة ويخافون على حياتهم وحياة ذويهم، ومن الممكن أن يتخلوا عن واجبهم مقابل الجلوس بالمنزل إلى جانب ذويهم، لكنهم حرصوا على المخاطرة بأنفسهم في سبيل حماية الوطن، فالطبيب أثناء تركيب جهاز التنفس لمرض كورونا تكون المسافة بينهم وبين المريض قريبة جدًا، ولكنه يضحي بنفسه مقابل إنقاذ هذا المريض، وبالتالي لا يجب أن يكون هذا هو رد الفعل تجاه تضحيات الأطباء والفريق الطبي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق