من وراء هؤلاء؟

الثلاثاء، 12 مايو 2020 12:17 م
من وراء هؤلاء؟
شيرين سيف الدين

 
انتشرت في الآونة الأخيرة وازدادت بشدة في شهر رمضان ظاهرة مؤسفة لعصابات من المتسوليين يملؤون شوارع مصر، خاصة في المناطق الراقية، بشكل ملفت أعاد لأذهاننا أفلام الثمانينيات التي كانت تُظهر بشاعة تلك العصابات، وذكرنا بأخبار كان مفادها العثور على آلاف الجنيهات بحوزة متسول بعد وفاته، ومشاهد لتحويل قطع الأموال الصغيرة (الفكة ) من قبل هؤلاء لأوراق نقدية تصل إلى مئات الجنيهات بشكل يومي، حتى أصبحت مهنة مربحة وسهلة بديلة للأعمال الشريفة.
 
الجميع يتساءل من وراء هؤلاء؟.. ولماذا نترك لهم الفرصة بالتواجد بهذا الشكل المزري والغير حضاري والذي يكدر أيضا أمن وسلامة باقي المواطنين؟..
 
الفكرة الأساسية أن هؤلاء بالطبع ليسوا (غلابة) ولا مساكين كما يحاول البعض أن يبرر، فجميعهم يحملون هواتف محمولة حديثة، والرجال والشباب منهم يدخنون السجائر حتى في نهار رمضان جهارا نهارا، وبعض سكان المناطق التي تعاني من تلك المشكلة يؤكدون أن هناك سيارات تأتي بهم يوميا وتقوم بتوزيعهم وكل مجموعة مسيطرة على شوارع بعينها، وأغلب هؤلاء يقومون بالتنكر في هيئة بائعي نعنان وليمون، ومنهم من يحمل البخور، وجميعهم سواء سيدات أو رجال يتمتعون بصحة جيدة تمكنهم من العمل لدرجة أنها تخيف أي شخص من التعرض لهم أو مطالبتهم بالابتعاد عن مسكنه أو طريقه.
 
مشاهد مؤسفة حين تراهم يركضون خلف أحد المواطنين أثناء توجهه لسيارته وكأنه (فريسة)، وإن رفض إعطائهم المال قد يواجَه بالسباب وأسوء الدعاء عليه وعلى من معه، والكارثة الكبرى لو كان الصيد ثمينا ووقع تحت أيديهم أحد الأجانب فلن يتركوه أبدا، إلا بتدخل أبناء البلد في محاولة منهم لتخليص ذلك المسكين من إصرار هؤلاء على والتصاقهم به بشكل مؤذي.
 
كان الأمل أن تنتهي هذه الظاهرة مع انتشار الكورونا وفرض الدولة لبعض الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس، وبالطبع أمثال هؤلاء يعتبرون ناقل سريع للفيروس لعدم اتباعهم أي إجراءات وقائية، ولا اهتمامهم بالنظافة بالإضافة لاقترابهم بشكل مباشر ومفاجئ من المواطنين.
 
أضف إلى ذلك كم الأطفال الذين يصطحبونهم في رحلاتهم اليومية للتسول ولا أحد يعلم إن كانوا مخطوفين أم أبنائهم؟.. وإن كان ليس مبررا إطلاقا أن يكونوا أبناءهم فعمالة الأطفال واستغلالهم ممنوعة قانونا في الأصل وأتمنى أن تساعد وزارة التضامن الاجتماعي هؤلاء الأطفال.
 
حاول العديد من المواطنين الإبلاغ عن هؤلاء الذين يحتلون أرصفة مساكنهم ، سواء بالاتصال بالنجدة أو الأحياء أو أرقام شكاوى المحافظات ولكن دون جدوى بل على العكس الجميع يؤكد أن الظاهرة تزداد وتنتشر بشكل أكبر ، وبما أنني من سكان حي المعادي وشاهد عيان على المنطقة أؤكد على أنهم منتشرين وبشدة ولم تجدي أية محاولة في تخليص السكان منهم.
 
أعتقد أنه قد آن الأوان للقضاء على هذه الظاهرة التي لا تليق بمصرنا الجديدة التي يسعى مسؤوليها لتطويرها والنهوض بها ، فلا الشكل الحضاري للدولة ولا أمنها يسمح بانتشار تلك الظاهرة التي أصبحت أمرا واقعا يكدر الحياة اليومية للمواطنين الذين يتساءلون من أين يأتي هؤلاء ، ومن الذي يحركهم ، والسؤال المهم الآن لمن يلجأ المواطن كي يبلغ عنهم ، ومن هي الجهة  المسؤولة عن تخليصه منهم ؟ فهم يمثلون عامل خطر عليه وعلى أمانه وأمان أبناءه وعلى راحته في بيته ، وفي ظل الظروف الحالية فهم أيضا يمثلون خطورة كبيرة على الوضع الصحي للبلد.
 
من موقعي هذا أناشد رؤساء الأحياء والمحافظين ووزارة التضامن ووزارة الداخلية بإيجاد حل نهائي وكامل لتلك القضية التي قد تبدو بسيطة لكن مشاكلها وتبعاتها كبيرة .
فهل ياترى تستجيب الحكومة لمطالبة المواطنين وسكان المناطق المستعمرة في إيجاد حل لهذه المشكلة ؟ أنا شخصيا على يقين بأننا سنجد استجابة من الجهات المختصة ، وسننعم قريبا بشوارع هادئة راقية تليق بوطننا الحبيب.

 

تعليقات (5)
فعلا
بواسطة: نجوى
بتاريخ: الثلاثاء، 12 مايو 2020 01:30 م

فعلا مشكلة كبيرة وكل الاحياء الراقية بتعاني منهم وبتستجير وماحدش بيقدر عليهم

كارثة حقيقية
بواسطة: سالي
بتاريخ: الثلاثاء، 12 مايو 2020 01:33 م

دول كارثة وقنبلة موقوتة أخيرا حد اتكلم عنها وأثار المشكلة يارب حد يستجيب

يارب حد يهتم
بواسطة: عاطف
بتاريخ: الثلاثاء، 12 مايو 2020 01:35 م

يارب حد يهتم ويحل المشكلة دي المعادي وزهراء المعادي والتجمع منتشرين فيها بشكل بشع وفعلا عصابات مش غلابة ابدا

عصابات فعلا
بواسطة: خالد
بتاريخ: الثلاثاء، 12 مايو 2020 01:36 م

دول متشردين وبلطجية ولما بيتخانقوا مع حد ممكن يبهدلوه والناس بتترعب منهم

ملحوظة دقيقة
بواسطة: Mirette
بتاريخ: الثلاثاء، 12 مايو 2020 11:57 م

فعلا هذه الظاهرة تتكرر كل رمضان بشكل لافت..نتمنى من المسئولين إيجاد حل لها

اضف تعليق