لقائى الأخير بـ"الشهيد الحسينى" وبلاغ مرسى ضدى!

السبت، 27 يونيو 2020 04:02 م
لقائى الأخير بـ"الشهيد الحسينى" وبلاغ مرسى ضدى!
عنتر عبد اللطيف

 
ماذا لو لم تندلع ثورة 30 يونيو ضد حكم الجماعة الإرهابية، ومندوبهم في قصر الرئاسة محمد مرسى العياط؟.. السؤال يبدو سهلًا لكن الإجابة عليه ربما لن يتخيلها إلا من يدرك إنه يعيش الآن فى وطنه آمنًا في ظل انتشار الفوضى بدول عديدة بالمنطقة، بسبب ما عرف بثورات الربيع العربي، التي "ركبها" الإخوان وأتباعهم، واتخذوها مطية للقفز على السلطة في هذه البلدان التي كانت آمنة مستقرة، لتندلع الفوضى، والصراعات القبلية بين أبناء الوطن الواحد، ويسقط الآلاف ضحايا لحلم مجنون يقف خلفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعناصر الإخوان، وهو ما يسمونه بعودة الخلافة، غير مبالين بتمزيق دول عربية، واستنزاف مقدراتها وثرواتها، فالمستعمر القديم عاد ليستبيح أراضيها، ويستنزف ثرواتها، ما أفقدها استقلالها الذي حصلت عليه بالنار والدم، وتضحيات آلاف الشهداء!.
 
سيذكر التاريخ بحروف من نور كيف خرج الشعب المصرى بالملايين فى شوارع المحروسة، يهتف ضد حكم الجماعة الإرهابية، ويطالب برحيل "محمد مرسى"، وكيف تظاهرت القوى الوطنية أمام قصر الإتحادية، وهناك جرى الإعتداء عليهم من قبل ميليشيات "مرسي"، وعصابته ليسقط زميلنا الصحفي الحسيني أبوضيف شهيدًا في ذاك اليوم الحزين!
 
قبل استشهاد "الحسينى أبوضيف" بحوالي شهرين جمعتني به جلسة لم تتعد النصف ساعة بالصدفة البحتة في "مقهى صالح" بشارع "شمبليون" بوسط البلد، وكان بصحبتنا زميلنا الكاتب الصحفى "إبراهيم خالد"، يومها شعرت أن هذا اللقاء ليس مثل لقاءات سابقة جمعتني بالحسينى أبوضيف، والحق أقول إنني استغربت، عندما وجدتني أقول للحسينى "خلى بالك من نفسك يا حسينى"، ربما هى عبارة كنا نتبادلها كثيرًا فى ذاك الوقت المظلم من تاريخ مصر فى ظل انتشار جرائم الجماعة الإرهابية، وربما لأن برجي هو "الدلو" الذى يقال عنه امتلاكه حاسة سادسة قوية، ويتنبأ بأشياء مذهلة تحدث بالفعل، ما يصيب صاحب البرج – الدلو- نفسه بالحيرة والدهشة، لذلك قلت ما قلت دون مناسبة، ولاحت على وجه الشهيد الحسينى ابتسامه ملائكية، وتبادلنا أطراف الحديث إلى أن قمنا تاركين "مقهى صالح"، وسرنا فى الشارع المؤدي إلى ميدان التحرير، وافترقنا ليكون اللقاء الأخير لي مع الشهيد "الحسينى" رحمة الله عليه، والذى فاضت روحه الطاهرة برصاصة غادرة من الإخوان فى أحداث الإتحادية!
 
حكاية أخرى لى مع "محمد مرسى العياط" كانت محل بلاغ للنائب العام منه ضدي، وضد أستاذنا الدكتور "عبدالحليم قنديل" وجريدة "صوت الأمة"، والزميل الكاتب الصحفى "عبدالرحيم علي" فقد كنت أول من فجر قضية تخابر الرئيس الإخواني على صفحات الجريدة ليسارع الأخير بتقديم بلاغ، ومعه مدير مكتبه "أحمد عبدالعاطى"، وهي القضية التى جرى التحقيق فيها مع الزميل "عبد الرحيم على"، وأخلت النيابة سبيله على ذمة القضية بكفالة خمسة آلاف جنيه، وقتها إلى حين "استكمال التحقيق مع باقى المتهمين"، لكننا لم نذهب إلى النيابة.
 
صحيح حاول "مرسى" أن يدارى فضيحته، وتنازل عن البلاغ  قبل اندلاع الثورة ضده بأيام إلا أن ثورة 30 يونيو أطاحت به، ومعه عصابته وساقتهم مرة أخرى إلى السجن!
 
تظاهرنا أمام قصر الإتحادية يستدعي مشهدا لايزال عالقا فى ذاكرتي، ويحضرنى كما تذكرت إعتداء عناصر الإخوان على المعارضين السلميين أمام قصر الإتحادية عقب الاعلان الدستورى الذى أصدره "مرسى" فى 22 نوفمبر 2012، وهو إنه فور إعلان فوز "مرسى" بالانتخابات الرئاسية  بالتزوير، والتهديد بنشر الفوضى حال عدم إعلان فوز مرشح الجماعة الإرهابية، استقليت مترو الأنفاق تجاه محطة السادات لأرى ردود أفعال الناس فى التحرير، وعند محطة دار السلام إن لم تخنِ الذاكرة، وعقب تحرك المترو تأرجحت عربة المترو بشدة، وشعرت انها ستنقلب بنا، وتعالى صراخ من على الرصيف، وقيل يومها إن شابا سقط بين القضبان، وتغير مزاجى فى هذا اليوم المشؤوم لدرجة إننى أخذت أسير فى الشوارع المحيطة بالميدان على غير هدى، ونسيت تماما هذه الحادثة، وإن كانت تعاودنى عقب كل كارثة يظهر فيها إسم "مرسى"، فهل كانت هذه الحادثة  المشئومة مجرد صدفة؟.. لا أعتقد فقد تتابعت الكوارث على مصر منذ أن استولت عليها الجماعة الإرهابية فى غفلة من الزمان، وحتى تحريرها من أيديهم بفضل ثورة 30 يونيو العظيمة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق