"طائر تويتر" يقف على أنف أردوغان.. الديكتاتور يحبس الأنفاس على مواقع السوشيال ميديا

الأربعاء، 29 يوليو 2020 12:06 م
"طائر تويتر" يقف على أنف أردوغان.. الديكتاتور يحبس الأنفاس على مواقع السوشيال ميديا
أردوغان
محمد الشرقاوي

اليوم وبعد 8 أيام من تقديم مشروع قانون يوسع رقابة الديكتاتور التركي رجب أردوغان، على مواقع التواصل الاجتماعي، بما يعزز من انتهاكاته للحريات في بلاده، حيث يجعله في مواجهة ملايين الشباب. سبق تقديم القانون في أبريل وتم رفضه.

البرلمان التركي، الأربعاء، أقر مشروع قانون، يوسّع رقابة حكومة حزب العدالة والتنمية، على شبكات التواصل الاجتماعي في البلاد، فوفق القانون يتوجب على شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، أن يكون لها ممثل في تركيا، والانصياع لأوامر المحاكم التركية التي تطلب سحب مضمون ما، تحت طائلة التعرض لغرامة مالية كبرى.

قانون أردوغان لتكتيف مواقع التواصل

وقالت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، إن عدم وجود مكتب تمثيل لمواقع التواصل سيؤدي إلى غرامات كبيرة، وحظر الإعلانات وتقليص السعة، ما يبطّئ شبكات التواصل الاجتماعي للمستخدمين.

اقرأ أيضاً.. الإخوان في تركيا.. "التطبيل" لأردوغان واجب شرعا

ويتطلب التشريع الجديد من مقدمي الخدمة الإبقاء على البيانات في تركيا، وهو ما قال مكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إنه يقوّض حق المواطنين في التواصل بدون كشف هوياتهم.

كما يتعين عليها أن تلتزم في غضون 24 ساعة أوامر المحاكم التركية التي تطلب إزالة محتوى معين، تحت طائلة فرض غرامات باهظة في حالة عدم الامتثال.

ويستهدف مشروع القانون الشبكات الاجتماعية مع أكثر من مليون اتصال كل يوم وسيكون عليها أيضاً تخزين بيانات مستخدميها الأتراك على خوادم موجودة في تركيا.

سر غضب أردوغان من مواقع التواصل

حكومة العدالة والتنمية بررت تلك الإجراءات بأنها ضرورية لمكافحة جرائم الإنترنت، وستحمي الناس من التشهير مع الحفاظ على الخصوصية، في حين يرى معارضو القانون أنه سيزيد من الرقابة في تركيا.

اقرأ أيضاً.. وسائل إعلام أوروبية تفضح أردوغان.. سجن قيادات بالجيش التركي تواصلت مع المعارضة (وثائق)

أردوغان الذي تزعم حكومته بأن ذلك يحمي الناس من التشهير، اتخذ تلك الخطوة رداً على ردود فعل ساخرة من إعلان وزير ماليته ألبيرت براق وصهره، عن طفله الرابع.

إهانات مزعومة، معارضو الديكتاتور اعتبروا ذلك خطوة للتكميم، حيث جاءت بعد توجيه تركيا انتقادات حادة لشركة "تويتر" في يونيو الماضي، بعد تعليق الشركة لأكثر من 7 آلاف حساب لديها، زعمت أنهم يدعمون أردوغان، وردت أنقرة بأن تويتر يشوه سمعة الحكومة ويحاول التدخل في السياسة التركية.

ونوقش مشروع القانون لأول مرة في أبريل ثم ألغي، إلا أن الرئيس رجب طيب أردوغان جدد دعوته لمزيد من التنظيم عقب تداول تعليقات مسيئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد ولادة حفيده.

وفي 21 يوليو الجاري، تقدم حزب أردوغان، بمشروع قانون لتشديد الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي يثير مخاوف بشأن حرية التعبير.

اقرأ أيضاً.. 18 سيدة تركية يتقدمن باستقالات جماعية من حزب أردوغان.. والسبب مخزى!

وتراقب السلطات التركية تويتر وفيسبوك عن قرب، ويستند النظام الأردوغاني إليها، خلال دعاوى قضائية قائمة على أساس "إهانة رئيس الدولة" أو "الدعاية الإرهابية"، كل ما في الأمر تغريدة واحدة قد تضع صاحبها في الزنزانة.

ردود فعل ساخطة على قانون أردوغان

خلال تلك المدة، تفاقمت حدة ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فعبر هاشتاجات دشنها شباب أتراك، أعربوا عن سخطهم وقلقهم، منها هاشتاج "ارفع يدك عن شبكتي الاجتماعية".

الأمر يؤكد ما حذرت منه المنظمات الحقوقية الدولية، حول استمرار تراجع حرية التعبير في تركيا، والسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تحد أيضاً من وصول الأتراك إلى المعلومات المستقلة أو التي تنتقد السلطات، في مشهد تهيمن عليه وسائل الإعلام الموالية للحكومة.

وفي تقرير الشفافية لشركة تويتر، تم تصنيف تركيا في النصف الأول من عام 2019 على رأس البلدان التي طلبت إزالة محتوى من الشبكة الاجتماعية مع أكثر من ستة آلاف طلب.

سجال ساخر

رغم ما يروج له الرئيس التركي حوله أنه يكتب التاريخ بمثل قراراته غير المفهومة تلك، إلا انه يدخل في سجالات تويترية، أبرزها مؤخراً، مع رئيسة حزب "الخير" المعارض، ميرال أكشنار، والتي نشرت تغريدة ساخرة أشارت فيها إلى أردوغان: "إذا أغلقت منصة نيتفيلكس قبل نهاية الموسم الأخير من مسلسل Dark سأكون مستاءة جداً"، ليرد عليها أردوغان بشكل غير مباشر: "هم يشاهدون الأفلام والمسلسلات ونحن مستمرون فى كتابة التاريخ وخدمة المجتمع".

لترد أكشنار مباشرة في تغريدة أخرى، مرفقة بصورة أردوغان مع فريق التمثيل بمسلسل "أرطغرل"، مغردة: "هل أنت متأكد يا سيد أردوغان".

اقرأ أيضاً.. فضائح التجسس تلاحق سفارة تركيا في كندا.. وفرض مراجعات على عمل الدبلوماسيين الأتراك

السجال بين أردوغان واكشنار، تسبب في حالة  جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض، حيث تبنت أحزاب موالية لأردوغان وجهة نظره، وأخرى معارضة دخلت في شجار بالتصريحات توعد فيها كُلاً الآخر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق