الصغير وقصته مع الجريمة

الإثنين، 03 أغسطس 2020 10:50 م
الصغير وقصته مع الجريمة
آمال فكار

 
داخل قسم الشرطة، رأيت طفل صغير يمسك قطعه شوكولاتة يلتهمها بشكل غريب، وعندما سألته عن سبب وجوده، جاء الرد من رئيس المباحث أنه يسرق الشقق والمحلات التجارية أثناء غياب أصحابها، وتم ضبطه داخل شقه كان يسرقها.
توجهت إلى الطفل مرة أخرى وسألته عن عمره، فقال أنه في العاشرة، وحينما دققت النظر وجدته نحيف الجسد ممزق الملابس شاحب الوجه دامع العينين، فأكمل حديثه وقال "كان عمري خمس سنوات عندما طلق والدي امي، فقد كانت أمرأه طيبه لكن ابي كان يكرهها ولا نعرف لماذا؟.. تركنا أنا وشقيقتي وتزوج باخري، واخرج اختي من المدرسة لخدمه زوجته الجديدة، وحينها كنت في السابعة من عمري وكنت في رابعه ابتدائي، ورغم تفوقى الدراسى لكن زوجه ابي استطاعت بكل قوتها أن تخرجني من المدرسة بحجه أن اتعلم صنعه افضل، وارسلنى بعدها أبى إلي جدتي للإقامة معها، وكانت كثيرة الطلبات، وتضربني وتجبرني علي تنظيف البيت، وفى أحد المرات التي حضر خلالها أبى إلى جدتى ليدفع لها مصاريفى كذبت عليها وقالت له أننى اسرق منها المال والطعام، وعندما حاولت الانكار ضربني ابي بالجزمة امام بنت الجيران التي كانت في زياره لجدتي وكنت يومها في الثامنة من عمري، ورفضت جدتي وجودي معها بالبيت بحجه أنني اسبب لها الازعاج، وبعدها أرسلني أبى للعمل لدي سمكري سيارات، وهو في نفس الوقت شقيق زوجته، الذى بدأ يطلب مني شرب سيجارة، واتهمني أني عيل وصغير السن، فاستجبت لطلبه وعلمني كيف اسرق الزبائن عندما يتركوا سياراتهم واصنع مفاتيح علي مفاتيح الزبائن".
 
وأضاف الطفل "كانت زوجه ابي تطلب مني ان اشتري لوازم البيت، وكانت تعاملني بكل عنف وقسوة، ولكن عندما اسرق لها النقود والمجوهرات تعاملني بحب وحنان، ولم تسألني يوما من أين أتيت بهذه الفلوس، بل كانت تطلب مني المزيد ولا تعطني شئ وكانت تخبي عن ابي نشاطي في السرقة، وكانت تعلم انني حرامي، وفِي يوم قفزت من الشباك في دور ارضي ورأتني احدي الجارات وصرخت حرامي حرامي وتم القبض علي".
 
انكرت زوجة ابيه معرفتها بسرقاته، في الوقت التي كانت تأخذ فيه كل المسروقات وتخفيها عن زوجها، وقال رئيس المباحث أن الطفل كان يعطي لزوجة ابيه المسروقات للتحلي بها، وأن ما حدث مع الطفل صورة مأساوية لتفكك الاسرة وانعدام الرقابة وضياع الاطفال في زحمة الحياة، فقد انغمس الاب في ملذاته ومحاوله ارضاء زوجته الجديدة، وجعل اولاده خدامين لها ولم يجدوا امامهم قدوة او مثل حسن يتعلموا منه كان يشتري حنان زوجة ابيه بالسرقة، حتي يشعر منها بالحنان والحب وهكذا لم يجد الطفل غير طريق السوء والصحبة السيئة، وهو مازال في سن يحتاج الرعاية والحنان، ولم يكن امام جهاز الأمن ونيابة الاحداث غير ايداعه بمؤسسة الاحداث لعلها تكون احن عليه من والده وجدته وزوجه ابيه الذين القوا به في عالم الجريمة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق