ليبيا تحت حصار كورونا.. وقطر وتركيا يتجاهلان إرسال المساعدات الطبية

الثلاثاء، 18 أغسطس 2020 08:00 م
ليبيا تحت حصار كورونا.. وقطر وتركيا يتجاهلان إرسال المساعدات الطبية

أزمة جديدة تشهدها ليبيا تتواكب مع الحرب المشتعلة والتي تدعمها قطر وتركيا بعدد كبير من المرتزقة وبكميات هائلة من السلاح حيث تشهد ليبيا تفشي فيروس كورونا بشكل كبير وهو ما دفع المسئولين عن النظام الصحي بإطلاق تحذير من أن الفيروس قد يخرج عن السيطرة.

وقد ظلّت حالات الإصابة المؤكدة منخفضة خلال الأشهر الأولى من تفشي الوباء.إلا أنها تتزايد بشكل يومي لتصل في المجمل إلى ما يقارب 8200 شخص، بما في ذلك أكثر من 150 وفاة. ويطالب قادة المحليات والأطباء الحكومة بإعداد خطة إنقاذ طارئة للتعامل مع التفشي وبإلزام الناس بوضع الكمامات.

وتضم بؤر التفشي العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة الساحلية في الغرب، إضافة إلى سبها، المدينة الرئيسية في جنوب البلاد.يأتي ذلك في وقت يكثف فيه المسؤولون الأتراك زياراتهم لليبيا وذلك لغرض ضمان المصالح التركية على الارض كإنشاء القواعد العسكرية والاستفادة من الثروات الطبيعية والتخطيط للبقاء طويل الأمد.

وخلال زيارات المسؤولين الأتراك وآخرها زيارة خلوصي آكار وزير الدفاع التركي مصحوبا برئيس اركان الجيش لم يتحدثوا عن الوضع الكارثي لتفشي كورونا في ليبيا ولم يحملوا معهم المعونات الطبية

وقال أحمد الحاسي، المتحدث باسم اللجنة الطبية الحكومية المسؤولة عن مكافحة الفيروس في شرق ليبيا، إن العامة بحاجة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، وإلا فإن الكوادر الطبية التي تعاني من نقص الموارد ستكون "غير قادرة على تغطية" الاحتياجات.

وأضاف الحاسي أن ثمة حاجة لأن يعرف الناس، أن الفيروس حقيقي، لأن حالات الوفاة حقيقية والإصابات حقيقية". وفي حي الأندلس الراقي بضواحي العاصمة طرابلس، قال عميد بلدية الحي محمد الفطيسي للصحفيين إن الوضع أصبح "خطيرا"، وإنهم "عاجزون عن احتواء المرض.

وقال عبد العظيم محمد، وهو سائق سيارة أجرة في العاصمة طرابلس «يُطلب من الناس ارتداء الكمامات واستعمال الكحول ولكن لا يعلمون أنهم (الناس) لم يستلموا مرتباتهم». وتابع: «أفضل أن أشتري الخبز لأولادي». ولم يتسن بعد الوصول إلى المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض، الذي يعمل في أنحاء البلاد، للحصول على تعليق.

دائما ما كانت المرافق الصحية في ليبيا تعاني من تردي المستوى. غير أن الصراع الذي ينشب تارة ويتوقف أخرى وأدى إلى تقسيم البلاد إلى معسكرين متنافسين ألحق دمارا أو أضرارا ببعض المرافق الطبية، وخلف وراءه منشآت تجد صعوبة في تقديم خدماتها. ويزيد انقطاع التيار الكهربائي المتكرر خلال أشهر الصيف من تلك التحديات.

وقال ريك برينان، مدير الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، إن الوكالة واجهت معوقات لوجستية خطيرة في ليبيا، بما في ذلك «تحديات كبرى لجلب المستلزمات الخاصة بالحماية الشخصية والفحوص».

وقالت مروة عبد القادر الحضيري، من سكان مدينة سبها، إن والدها (70 عاما) بدأت تظهر عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا منذ الثامن من يوليو حزيران ولم يتمكن من إجراء المسحة قبل 23 من الشهر نفسه.

وأضافت مروة إنه وبالرغم من معاناته من مشكلات في القلب، فإنه عالج نفسه في المنزل لأنه «يدرك جيدا نقص المستلزمات ووسائل الوقاية المتاحة للتعامل مع فيروس كورونا». وعلى الرغم من تعافيه في نهاية الأمر، قالت مروة «مررنا بلحظات صعبة للغاية كدنا فيها أن نفقده».

وقال فادي فرج الفرطاس، رئيس المركز الطبي في بنغازي إنه يخشى من «أن يأتي وقت، وهو ليس ببعيد، تكون فيه المرافق الصحية عاجزة عن استقبال المرضى ممن يحتاجون لدعم تنفسي (بأجهزة التنفس الصناعي)».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق