الجيش يسيطر على 70%.. خريطة النفوذ في سوريا منذ 2011

الأحد، 06 سبتمبر 2020 11:29 ص
الجيش يسيطر على 70%.. خريطة النفوذ في سوريا منذ 2011
الجيش السوري
محمد الشرقاوى

6 أشهر من الهدوء تشهدها مناطق النزاع في سوريا، بسبب تداعيات فيروس كورونا، ومحاولات التهدئة بين أطراف النزاع وعمليات عسكرية مكثفة.
 
الخريطة الجغرافية لسوريا، مقسمة إلى 3 مناطق نفوذ، الأولى تمتد على ثلثي أراضي البلاد، وتسيطر عليها قوات الجيش العربي السوري، والثانية تشمل ربع مساحة البلاد في شمال شرقي البلاد، وتسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (الكردية – العربية)، مدعومة من قبل التحالف الدولي، بينما المساحة المتبقية تحت نفوذ فصائل المعارضة وما تسمى الجيش السوري الحر.
 
وبحسب عرض بحثي لمركز جسور للدراسات السوري، فإن خريطة القوى تنوعت على الأرض، فبعد 2011، كانت السيطرة الكبرى لفصائل المعارضة المدعومة من أطراف دولية، درجة أنها كانت تسيطر على الثلثين، بينما سيطر الجيش على الثلث الباقية، ووسرعان ما انخفض إلى نحو ربع الأراضي بين 2015 و2016.
 
 
وتغيرت الخريطة في 2015، حيث مثل ظهور تنظيم داعش كفاعل على الأرض في نهاية عام 2013 عاملاً أدى إلى تغيير قواعد اللعبة عسكرياً، إذ بدأ التنظيم يقضم بشكل سريع مناطق سيطرة المعارضة، وبدرجة أقل مناطق سيطرة النظام، حتى وصلت نسبة سيطرته في عام 2015 إلى أكثر من نصف الأرض السورية.
 
وسرعان ما تغير المشهد، بعد الحرب التي أعلنها التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، ضد التنظيم، في سبتمبر 2014، وبدأ وحدات حماية الشعب الكردية بالاستحواذ التدريجي على بعض مناطق سيطرة التنظيم. 
 
وتغيرت الخريطة العسكرية على الأرض، مع بدء مرحلة جديدة في أكتوبر 2015، حين تم الإعلان عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية، التي أصبحت المظلة التي ستتولى قيادة المعركة ضد التنظيم، بدعم من التحالف الدولي. 
 
 
وتوسعت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بشكل تدريجي، حتى وصلت إلى نحو 15 % من الأرض السورية عام 2016، ثم نحو 20 % منتصف 2017، ثم في النصف الثاني من عام 2018 إلى نحو 27 %، قبل أن تنخفض بشكل طفيف في خريف العام الماضي.
 
ووفق جسور للدراسات، لم تسيطر الفصائل السورية على أري أراض جديدة منذ 2015، ولا يشمل ذلك بطبيعة الحال الأراضي التي تمت السيطرة عليها بمن قبل دعم خارجي من دولة بالجوار، ضمن عمليات عسكرية، هي: "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" و"درع السلام".
 
ومنذ سبتمبر 2015، تدخلت روسيا بقوة، لدعم الجيش العربي السوري، وآن ذاك لم تكن حصة قوات الحكومة السورية أكثر من 10 %، ومع ذلك أحرزت مزيدا من التقدم، إلى أن وصلت سيطرة الجيش إلى نحو الثلثين منذ عام 2018 حتى الآن.
 
كل تلك التطورات كانت عسكرية في الأساس، ومنذ 2016، باتت هناك تحركات سياسية، ففي بداية 2017، بدأ مسار اجتماعات "آستانة"، بين روسيا وإيران وتركيا، بعد خسارة المعارضة الاستراتيجية في مدينة حلب" في ديسمبر 2016.
 
يضيف المركز البحثي، أن الاجتماع ساهم في إعادة جدولة العمليات العسكرية، حيث أخذت طابعاً موسمياً يعكس فشل الأطراف في التوصل إلى تفاهم آني، أو رغبة أحد الأطراف في رفع مستوى الضغط التفاوضي قبيل انطلاق جولة جديدة من المسار.
 
 
وتمكنت قوات الحكومة، من توسيع سيطرتها بفعل أدوات أخرى، كان أهمها أساليب عمليات "الأرض المحروقة" و"البراميل"، "الحصار"، خاصة في ريف دمشق ودمشق وحمص، التي أوصلت إلى التسويات، وهي اتفاقات توقعها الأطراف المحلية داخل المناطق المحاصرة، وأفضت في الغالب إلى خروج المقاتلين نحو الشمال، واستسلام المناطق لقوات الحكومة. 
 
وتسببت التفاهمات الدولية في تغيير خرائط السيطرة دون معارك بين الفاعلين المحليين، ومن أبرز هذه الحالات سيطرة قوات الجيش السوري، على محافظتي درعا والقنيطرة، بعد تفاهم أمريكي - روسي في منتصف 2018. 
 
وأظهرت خريطة النفوذ العسكري لشهر أغسطس  2020 ثبات نسب السيطرة بين أطراف النزاع منذ فبراير الماضي. 
 
وحافظت الفصائل المعارضة على نسبة سيطرتها 10.98 %، ويشمل هذا قاعدة التنف الأميركية في زاوية الحدود العراقية - السورية - الأردنية. كما حافظت قوات الجيش على 63.38 %، وبقيت 25.64 % من البلاد تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق