موسم إنتاج الخير بشمال سيناء... العجوة أشهر مواسم البلح

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 01:06 م
موسم إنتاج الخير بشمال سيناء... العجوة أشهر مواسم البلح

 
يعد موسم صناعة العجوة من أهم المواسم في منطقة شمال سيناء والعريش، فيستفيد الأهالي من هذا الموسم والذي يعد بمثابة موسم جمع القطن في محافظات الوجه البحري فينتظره الأهالي من العام للعام، وتعد عجوة شمال سيناء من أجود الأنواع والتي يتم تصديرها للخارج لتصنيعها من بلح النخيل الذي يزرع على مياه طبيعية ولا يروى بأي مصادر ري أخرى ويعطي إنتاج طبيعى، وتنتشر زراعات النخيل فى شمال سيناء على امتداد مناطق المحافظة الساحلية القريبة من البحر المتوسط، وتزداد الكثافة فى أعداد أشجار النخيل بمناطق غرب العريش وبئر العبد التى تتواجد فيها بساتين نخيل على مساحات شاسعة.
 
وعن موسم صنع التمور قال "طه فريج أبوعيطة"، من منطقة المساعيد غرب العريش، إن هذا الموسم بالنسبة لمزارعي النخيل هو خير ينتظرونه كل عام، فالكل يستفيد من مزارع وعامل ومن ينقل الإنتاج، ويعد انتاج العجوة أبرز مظاهر الاستفادة من موسم البلح فى مناطقهم وتم الاعداد لها مسبقا بطرق متوارثة لم تتغير منذ القدم، لافتا إلى أن صناعة العجوة يسبقها كل مزارع بإعداد مكان لإستقبال إنتاج النخيل اليومى الذى يقوم إما بهزه ليتساقط الرطب إو بقطع " القنو"، وتنقل لهذا المكان ويسمى "مشره" وهى عبارة عن متسع بمساحات من 10 إلى 12 متر مربع محاطة بسور من جريد النخيل بطول نحو متر ونصف غير مسقوف، وداخل هذا المكان المحكم ببوابة يتم فرش الأرضية بجريد النخيل الأخضر.
 
وأشار طه، إلى أنه البلح يتم تجميعه فى مكان بأحد أركانه حتى يتحول لرطب، بينما الرطب يدخل مرحلة الإنتاج للعجوة بغسله أولا ثم عجنه، وبعد أن يتحول لعجين يتم عمل أقراص منه بأوزان مختلفة ما بين كيلو حتى 3 كيلو وترص على الأرضية في مواجهة الشمس من أسبوع إلى 10 أيام وقد تزيد، وبعد هذه الفترة يتم تجميع كل قرص فى عبوة ورص الإنتاج .
 
 
ومن جانبه قال" نافع الشوربجى"، أحد أبناء عائلات مدينة العريش المعروفة بإنتاجها للعجوة من النخيل بقوله، أن الموسم فى الماضى كان للأهالي بمثابة فرصة للخروج والجمع في مزارع النخيل يلتقى فتجد ابن البادية القادم من مناطق بعيدة وابن المدينة الذى تفرغ من كل مشاغله وفى كل مزرعة تنتشر "المشرات" وهى بمثابة مصانع سنوية لإنتاج كل خيرات النخيل من العجوة و "الشقيق" و "الفديغ"، وهو الرطب المجفف الذى يتم شقه لنصفين ثم تنشيفه تحت أشعة الشمس.
 
وتابع الشوربجى، قائلا إن موسم النخيل تراجع الإحتفاء به وكثير من "المشرات" اختفت وأصبح المزارعون يقومون بمهام إنتاج النخيل على أسطح المنازل بعد أن زحف العمران واستولى على مساحات الفضاء بين أشجار النخيل، موضحا أن النخلة الواحدة إنتاجها قد يقارب على 50 كيلو وأكثر ويتفنن الأهالي فى الإكثار من زراعته فى المناطق المنخفضة لوصول الجذر للمياه الجوفية القريبة من وجه الأرض بالمناطق الساحلية.
 
 
وأشار حسن سلامة، الباحث فى التراث السيناوى، إلى أن تميز أهل شمال سيناء فى إنتاج العجوة والرطب المجفف والتمور واستغلالهم لكل مكونات النخلة هو ما أفادهم فى سنوات كثيرة، لافتا إلى أنه فى الماضى كانت كل أسرة تخزن حاجتها من هذا الإنتاج ليكفيها طوال العام، حيث يتم تناول العجوة مبكرا كأحد مشتقات وجبة الإفطار الطبيعية، بينما يستفاد من مستخرجات البلح وهو "النوى" كعلف لماشيتهم.
 
 
وقال سلامة، إنه من الملاحظ أن هذا الإنتاج أصبح كثير من المنتجين له خلال السنوات الأخيرة يعانون من صعوبة تسويقه، رغم أن نخيل سيناء له ميزة أنه يزرع وينتج على مياه الأمطار والمياه الجوفية، ولايتم له أى أعمال رش بمواد كيماوية وغيرها، كما أنه لا يروى على أى مصادر مياه أخرى غير الطبيعية، وبالتالى إنتاجه ذو قيمة صحية تجعله فى المقدمة، ومطلوب من كل شركات ومنافذ التسويق المهتمة بمثل هذا النوع من الإنتاج الطبيعى الإلتفات إليه ومساعدة الأهالى فى تسويقه خصوصا أنه لكثير من الأسر يمثل مصدر الرزق السنوى، وهذا كله سيصب فى صالح الجميع ويوسع دائرة التشغيل للأسر والشباب ويجعل المزارعين يتوسعون فى زراعات النخيل وإضافة إصناف أخرى غير تقليدية، فضلا عن الالتفات لأهم مطالبهم فى مجال الرعاية الزراعية للنخيل ومقاومة آفات تظهر به وتفعيل دور الإدارات الزراعية للاهتمام بهذا الزراعات بشكل أكثر جدية
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق