خدعة استطلاعات الرأي.. هل تتكرر بعد 72 عاما لصالح دونالد ترامب؟

الأحد، 25 أكتوبر 2020 06:59 م
خدعة استطلاعات الرأي.. هل تتكرر بعد 72 عاما لصالح دونالد ترامب؟
ترامب
أمل غريب

تظهر الكثير من استطلاعات الرأي الأمريكية، التي أجريت على مدار الأيام الماضية، تفوّق المرشح الديمقراطي جو بايدن، على نظيره الجمهوري الرئيس الحالي دونالد ترمب، بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات المقرر إجراءها في الـ3 من شهر نوفمبر المقبل .

ودفعت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، الكثيرين للحديث عن تأكد فوز جو بايدن، واستحالة كسر توقعات هذه الاستطلاعات.

وتناسى المهتمين بالشأن الأمريكي، ما جرى على تاريخ الانتخابات الأمريكية، وكسرها لأي توقعات أو استطلاعات رأي قد جرت، وفي هذا التقرير ترصد «صوت الأمة»، أبر الفائزين في الانتخابات الرئاسية الذين كسروا دائرة التوقعات المحتومة، التي يزعهمها المهتمين والخبراء والسياسيين الدوليين.


هيلاري كلينتون.. دونالد ترامب

جرت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عام 2016 بين دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، وهيلاري كلينتون، وزيرة خارجية أمريكا السابقة، مرشحة الحزب الديموقراطي، وسط توقعات كبيرة بحتمية فوز المرشحة الديموقراطية.

وأكدت الدوائر السياسية الأمريكية، حينها من خلال استطلاعات رأي أجرتها على مدار الانتخابات الأمريكية، بحتمية فوز هيلاري كلينتون، وسط عدم تقدم ترامب، على شعبية المرشحة الديموقراطية، إلا أن الأمر آل في نهاية الأمر إلى فوز المرشح الجمهوري، على الرغم من عدم إشارة أي توقعات بفوزه، وسط خيبة أمل كبيرة للدوائر السياسية الأمريكية.  

سبق واقعة فوز ترامب على كلينتون، ما جرى بانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1948، التي تعتبر أول انتخابات أميركية بعد الحرب العالمية الثانية، وأظهرت استطلاعات الرأي حينها، استحالة فوز الرئيس هاري ترومان، بالانتخابات وقرب موعد رحيله عن البيت الأبيض، إلا أن المرشح الديمقراطي الذي تقلد منصب الرئيس منذ 1945 عقب وفاة فرانكلن روزفلت، أحدث مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد وكسر كل توقعات استطلاعات الرأي، وفاز بفترة رئاسية ثانية.


مفاجأة ترشح هاري ترومان

بعد وفاة فرانكلن روزفلت أبريل 1945، استطاع هاري ترومان، نائب الرئيس حينها، على صلاحيات الرئيس لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء واحدة من أصعب فتراتها التاريخية، وأمكنه حسم الحرب ضد الألمان وإجبار اليابان على الاستسلام، بعدما استخدم ضدها القنبلة الذرية، علاوة على ضم بلاده إلى منظمة الأمم المتحدة.


خسارة الديموقراطيين

خسر الديموقراطيون عام 1946 أثناء انتخابات التجديد النصفي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، أكثر من 50 مقعدا بمجلس النواب، وآلت الأغلبية إلى الجمهوريين، الأمر الذي اعتبره الحزب الخاسر بمثابة الكارثة، اضطرت الديموقراطيين إلى تغيير سياستهم لإقصاء هاري ترومان، الذي اعتبروه رمزا للفترة السابقة، وأشاعوا عن ملل الشعب الأميركي من السياسة القديمة التي كان يتبعها الرئيس السابق فرانكلين روزفيلت، الذي حكم أمريكا أكثر من 11 عاما.

 

الديموقراطيين وأزمة التمييز العنصري في الجيش الأمريكي

حاول الحزب الديمقراطي، ترشيح وجه جديد لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، لعام 1948 فعرضوا المنصب على الجنرال دوايت أيزنهاور، الذي رفض الترشح، فاضطر الحزب لعرضه على وليام دوجلاس المسؤول بالمحكمة العليا، لكنه اعتذر هو الأخر، فما كان أمام الديموقراطيين إلا الموافقة على ترشيح ترومان لمواجهة توماس ديوي، المرشح الجمهوري وحاكم ولاية نيويورك.

تحدّث الجمهوريون بقيادة توماس ديوي، أثناء الحملة الانتخابية، عن عزمهم على إنهاء سياسة التميز العنصري في الجيش الأميركي، وإلغاء بعض الضرائب وإقرار المزيد من الحقوق للنساء واعتماد مجموعة إجراءات جديدة لصد الامتداد الشيوعي داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بينما استهل الحزب الديمقراطي، حملته الانتخابية برفع شعار إنهاء التمييز العنصري داخل الجيش الأمريكي، الأمر الذي أحدث أزمة كبيرة داخل الحزب أدت إلى انقسام داخلي وانشق العديد من منتسبيه الجنوبيين.

 

خدعة استطلاعات الرأي 

قبل إجراء الانتخابات الأمريكية وتحديدا في شهر سبتمبر عام 1948 تحدّث عدد كبير من منظمو استطلاعات الرأي، عن تقدم المرشح الجمهوري توماس ديوي، بفارق 13%، وخرجت عناوين الصحف تؤكد أن انتصار ديوي، أمر محسوم بشكل مسبق، كما نشرت مجلة لايف، على غلافها صورة ديوي، بعنوان «الرئيس التالي لأمريكا».

رفض هاري ترومان، اعتبار نتائج استطلاعات الرأي، وانتقل خلال الأشهر القليلة التي سبقت الانتخابات، أكثر من 20 ألف كم بين مئات المدن الأميركية، وقدّم خلال جولته خطابات دعمت حملته وحسنت من صورته مما ساهم في زيادة شعبيته، وتقلص الفارق بين الطرفين وتقدّم توماس ديوي بنسبة 5%. فقط.

 

غفلة شيكاغو تريبون وانتصار ترومان

واصلت وسائل الإعلام الأمريكية، حملتها الترويجية لفكرة انتصار توماس ديوي، حتى يوم الانتخابات 3 نوفمبر، وتحدثت عن إمكانية فوزه بفارق كبير صدور النتائج، حتى أن صحيفة شيكاغو تريبون، استبقت الأحداث وصدرت بعنوان «انتصار ديوي على ترومان»، في الوقت الذي استيقظت فيه الولايات المتحدة الأمريكية، على نبأ فوز هاري ترومان، في الانتخابات الرئاسية بفارق 2 مليون صوت بالانتخاب المباشر، و303 صوتا في المجمع الانتخابي، بينما حصل ديوي على 189 صوتا فقط، ليفوز الأول بفترة ولاية ثانية، وبعد الإعلان الرسمي عن انتصاره التقط هاري ترومان، صورته الشهيرة وهو يرفع غلاف شيكاغوا تريبيون، متهكما على استطلاعات الرأي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق