الإمارات في زمن كورونا

الأربعاء، 03 فبراير 2021 03:50 م
الإمارات في زمن كورونا
على الحمادى

 
في الربع الأول من عام 2020 شعر العالم بخطورة وباء كورونا الذي انتشر انتشار النار في الهشيم، فدقت جميع الدول ناقوس الخطر ولها الحق في ذلك، فالوباء لا يرحم وحالات الإصابة في ارتفاع هائل لا يُعرف له سقف، فأعلنت الحكومات الإغلاق بين الجزئي والعام وتوقفت وسائل النقل وخاصة الطائرات، وأعلنت بعض الدول الكبرى الطوارئ، وبعضها أعلنت عجزها في مواجهة هذه الجائحة واستسلمت للأمر الواقع، ووصل الحال ببعضها لسلب ما يمكن سلبه من المستلزمات الطبية خاصة معدات الوقاية وأجهزة التنفس.
 
دولة الإمارات مثلها مثل كل الدول تفشى فيها الوباء فما كان من قادتها إلا الظهور على وسائل الإعلام لتطمين شعبهم وحثه على اتخاذ الإجراءات الاحترازية وتقديم الوعود لهم بالصمود وتوفير الدواء والغذاء في الدولة دون نقصان، وحينها قال الشيخ محمد بن زايد عبارة حفظها الشعب كله وهي: لا تشلون هم.
 
لكن ماذا فعلت الإمارات في زمن الـ كورونا؟
أوقفت حركة الطيران في مطاراتها كما فعلت دول العالم إلا أنها أبقت على رحلات الإجلاء والحالات الإنسانية، كما أنها استمرت في تشغيل طائرات الشحن العملاقة لتعمل على توصيل المساعدات الطبية من أجهزة وأدوية ومستلزمات الوقاية وما تحتاج له الكوادر الطبية والشعوب إلى أكثر من 90 دولة حول العالم، في خطوة رائعة تؤكد إنسانية وعظمة هذا البلد وقوته وجاهزيته لمواجهة الكوارث، وفي حين أن الكثير من الدول عاجزة عن إجراء الفحوصات للكشف عن حالات الإصابة بكوفيد 19 أو غير راغبة في ذلك، فإن دولة الإمارات تقوم بإجراء مئات الآلاف من الفحوصات يومياً لتحتل المركز الأول في العالم في عددها بالنسبة لعدد السكان وتعلن عنها كلها لتؤكد شفافيتها وضخامة إمكانياتها التي أبهرت الجميع، فلم تخفي الأرقام الناتجة ولم تتهاون في علاجها ولم تشتكي نقصان أي شيء، وإذا أتينا إلى اللقاحات فهي من أوائل الدول التي سخرت قدراتها والتنوع السكاني فيها وأجرت البحوث والتجارب لاكتشافها وتصنيعها بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، وها هي اليوم تحتل المرتبة الثانية عالمياً في نسبة عدد السكان الذين تلقوا اللقاحات المضادة لكورونا وبالمجان وبتنظيم مميز وراقي، ولم تنسى دولة الإمارات الدول الصديقة فعجلت من إرسال كميات هائلة من اللقاحات لها.
 
وفي ختام هذا المقال أتوجه بسؤال بسيط إلى من تطاولوا على الإمارات وانتقصوا منها وبثوا الشائعات حولها: ماذا فعلتم مقابل ما فعلته هذه الدولة؟، التي باختصار كانت من أوائل الدول التي تحلت بالشجاعة وأعلنت عن دخول حالات مصابة بكورونا إليها ووقتها كانت أغلب الدول خائفة من التصريح بالحقيقة، كما أرسلت أطنان المساعدات الطبية لتعين الغير على التصدي للجائحة، وأجرت أكبر عدد فحوصات في العالم لاكتشاف الحالات وأعلنت كل شيء بشفافية، وعالجت شعبها وزوارها وكل من يقيم على أرضها دون أن ينقص أحدهم شيء، وأجرت التجارب وساهمت في صناعة اللقاحات، كما أنها الثانية عالمياً في التطعيم ضد كورونا من حيث نسبة السكان.
 
وعملت الإمارات على إجلاء الآلاف من الأشخاص ومن مختلف الدول وإيصالهم إلى وجهاتهم أثناء إغلاق مطارات العالم، وكانت ولازالت من أكثر الدول تعاوناً ومصداقية في مكافحة هذا الوباء الذي عمّ كوكب الأرض.
 
بارك الله جهود الإمارات وقيادتها، وأشغل كل حاقد وحاسد بنفسه وببناء وطنه بدلاً من الإساءة لها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة