ده واقع وده واقع!

الجمعة، 22 أكتوبر 2021 12:10 م
ده واقع وده واقع!
شيرين سيف الدين

 
فكرة أود أن أقدمها للقائمين على صناعة السينما أعتقد أن صداها سيكون كبيرا وذو تأثير جيد جدا، على خلفية ما اثاره فيلم "ريش"، وما إذا كان يمثل الواقع أم انه من وحي الخيال، بالطبع فأنا لم أشاهد الفيلم بعد، لكن ما كُتب عنه يشير إلى أنه يتحدث عن حياة سكان العشوائيات الصعبة ومعاناتهم مع الفقر والعوز.
 
لا أحد ينكر أن مصر عانت لعقود طويلة من هذه المشكلة حتى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع قضية القضاء على العشوائيات على رأس أولويات الدولة، ودشن مبادرة حياة كريمة لرفع مستوى قرى ونجوع مصر.
 
 وها نحن اليوم نشاهد بأم أعيننا تطوير تلك المناطق ونقل سكانها من حياة صعبة لحياة كريمة، وتحولت منازلهم ذات الحالة المزرية إلى شقق في "كومباوندز" سكنية متطورة، وذات طرازات معمارية راقية بها جميع الخدمات التجارية والاجتماعية والمدارس والنوادي الرياضية.
 
WhatsApp Image 2021-10-20 at 6.43.21 PM
 
نقلة نوعية تعد درباً من دروب الخيال حدثت لسكان تلك الأماكن لا ينكرها عاقل، من المؤكد أنه قد تكون بعض الأماكن لاتزال على حالها لكنها في الطريق إلى الزوال بالطبع كسابقيها، ولا أعتقد أن هناك مجالا للتشكيك بعد كل ما تحقق على أرض الواقع بشكل فعلي.
 
لفت نظري حديث للسيدة البسيطة بطلة الفيلم وهي توضح وجهة نظرها في محتواه قائلة: "هو ممنوع علينا نفرح يعني؟.. ممنوع نعمل فيلم بشكلنا ولبسنا زي أي حد في المجتمع؟".. ثم أكملت حديثها بالرد على نفسها بكلام في منتهى الأهمية يجب الاستفادة منه حين قالت: "ماهو لازم نوثق شكل دنيتنا قبل مبادرة مشروع حياة كريمة اللي بيعمله الريس، علشان الناس تِقَدَر كنا عايشين إزاي قبل المبادرة".
 
وهنا يكمن مربط الفرس، حيث نعلم جميعا أن العديد كانوا ولا يزال البعض يعيشون حياة غير إنسانية وباعتراف الدولة التي خصصت المليارات لإنقاذهم من تلك الحياة ومن أجل رفع مستواهم المعيشي والارتقاء بهم وبأبنائهم، ومنهم من انتقل فعليا لحياة كريمة ومنهم من يعلم جيدا أن دوره آت لا محالة في القريب العاجل.
 
لذا أدعوا القائمين على صناعة السينما إلى اقتناص الفرصة والتفكير في إنتاج عمل قوي يوضح حياة سكان العشوائيات بعد انتقالهم لمنازل آدمية جديدة، والنقلة النوعية التي حدثت لأبنائهم بعد التحاقهم بمدارس جديدة واشتراكهم في الانشطة الرياضية والفنية التي تتواجد في أحياءهم السكنية الجديدة، وهو ما يعد بناءً للبشر يسير بالتوازي مع بناء الحجر.
 
وكما أن بعض الأفلام توثق الواقع المرير لحياة هؤلاء باعتبارها نوع من أنواع سينما الواقع، فلتكن هناك أفلام مختلفة للواقع الجديد كنوع من أنواع التوثيق أيضا في إطار عمل فني ممتع جاذب يشهد على العصر الجديد والمجهودات التي تمت فيه، مع الاستعانة بوجوه وأبطال حقيقيين عاشوا الفارق بين الحياتين كما حدث في اختيار ابطال فيلم "ريش".
 
أتمنى أن تجد الفكرة صدى لدا صناع السينما من كتاب ومنتجين ليصبح لدينا فيلما مختلفا وواقعيا يشهد على العصر الجديد.
 
وفي النهاية هذا واقع وذاك واقع أيضا فلم لا؟
 

 

تعليقات (4)
جمييل
بواسطة: فادي
بتاريخ: الجمعة، 22 أكتوبر 2021 01:49 م

مقال جميل وواقعي فعلا

ياريت
بواسطة: أمل
بتاريخ: الجمعة، 22 أكتوبر 2021 01:51 م

والله لازم يتعمل أفلام مش فيلم لكل المشروعات اللي تمت على أرض مصر ونشوف الوضع قبل وبعد

لما نشوف
بواسطة: داليا
بتاريخ: الجمعة، 22 أكتوبر 2021 01:55 م

لما نشوف حد حيهتم بفكرة زي دي وهو متأكد انه مش حياخد جوايز لأن الوقع الحلو ما يعجبش لازم نشوف القرف بس الحلو لأ

اقتراح عظيم ... ولكن ......
بواسطة: Omneya
بتاريخ: الجمعة، 22 أكتوبر 2021 03:49 م

الجوائز فى المهرجانات الكبرى لا تعطى اعتباطا انما يكون لها هدف ... وللاسف كل الافلام الوثائقية الاجتماعية تبحث عن أبطال بؤساء فقراء او مهمشين .. فهى تنظر دائما إلى النصف الفارغ من الكوب ....

اضف تعليق