جيشنا الشعب وشعبنا جيش

الإثنين، 07 أكتوبر 2019 01:54 م
جيشنا الشعب وشعبنا جيش
شيرين سيف الدين

 
 
لا يختلف أحد أبدا على أن أغلب أبناء الشعب المصري من صغيره لكبيره ذوي حس وطني عالي، ووقت الخطر يقفون على قلب رجل واحد دفاعا عن وطنهم بلا خوف ولا تردد، فجيش مصر هو الشعب، وشعب مصر هو الجيش، وكما يقول العامة "اللي عايز يجرب يقرب".
 
في كل عام تحتفل مصر بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وكتقليد مكرر هناك مجموعة من الأفلام الجميلة التي تجسد ملاحم الانتصار، وتشير إلى بطولات جيش مصر الشجاع، وبعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة عادة ما نجد على صفحات الأشخاص الوطنيين كلمات تهنئة مختصرة بهذه المناسبة، أما هذا العام فكان ذي طابع مختلف، فقد امتلأت صفحات الجميع بقصص كثيرة عن أبطال شاركوا في تلك الحرب.. قصص تقشعر لها الأبدان تجعل من يسمعها ويقرأها يتمنى لو أنه كان معهم، كي يفدي وطنه بدمائه كما فعلوا هم كي نحيا اليوم بعزة وكرامة على أرض لم يفرط أبناؤه يوما، وعلى رأسهم الجيش الوطني في ذرة من ترابه الغالي .
 
أشعر أن هناك مضخة كبيرة ملأت قلوب أغلب طوائف الشعب بالانتماء من جديد، والرغبة العارمة في الحفاظ على الأرض والعرض، والوقوف كحائط السد أمام أي عدو أيا كان يحاول زعزعة أمن وسلامة مصر الحبيبة أو الاقتراب بالأذى من شعبها .
 
أما ما يستحق التوقف عنده بتمعن وتفكر هو رد الفعل حول فيلم " الممر" الذي عُرض على شاشات التليفزيون، فقد استطاع جمع شمل الأسر جميعا في أغلب البيوت التي لم تعد تجتمع إلا في حالات نادرة على رأسها مباريات كرة القدم الهامة، لكن الجديد أنهم اجتمعوا لمشاهدة بطولات أبناء الجيش المصري في فترة من أصعب الفترات، وتعلموا كيف أن الهزيمة لم تكسرهم أو تقضي على روحهم المعنوية، بل قد تسببت في انتصار لاحق لا يضاهيه انتصار، والعجيب في الأمر أن من شاهد الفيلم على شاشات السينما جلس لمشاهدته مرة أخرى وكأنها المرة الأولى، نفس شعور حبس الأنفاس، ونفس شعور الفرحة والكبرياء والفخر وقت تفجير أحد أهداف العدو، ويحكي البعض سماعهم لأصوات صدى صوت الفيلم الصادرة من نوافذ الجيران، ويتندر البعض بأصوات التصفيق التي جلجلت من بعض المنازل المجاورة بعد مشاهد الانتصار، ويصف البعض شعور أبناءهم وحسهم الوطنى واستفساراتهم وفضولهم لمعرفة وسماع المزيد من البطولات عقب مشاهدة الفيلم .
 
الفكرة ليست فقط في عبقرية الفيلم وإتقان أبطاله لأدوارهم، أو عظمة الإخراج الذي جعل المشاهد يشعر وكأنه بداخل المعركة مع هؤلاء الجنود، الفكرة اللافتة والمفرحة والمطمئنة هي شعور الشعب المصري بالانتماء والفخر تجاه جيشه، وتعبيره عن حبه لوطنه وخوفه عليه وانتماءه له والذي ظهر أثناء مشاهدة الصغار والكبار للفيلم وتأثرهم بكل مشهد فيه .
 
أتذكر أثناء مشاهدتي وأسرتي للفيلم في السينما دموع ابنتي ذات التسع سنوات أثناء مشاهد الهزيمة في بداية الفيلم وتشبثها بيدي من شدة القلق والحزن، حتى طمأنتها بألا تقلق فالمصري لا يُهزم، ووعدتها بأن المشاهد القادمة لابد وأن تُسعدها، وكذلك ابني ذو الست سنوات الذي قرر إغماض عينيه والتظاهر بالنوم في أول الفيلم حيث لم يحتمل قلب ذلك الصغير تقبل هزيمة جيشه، وما أن بدأت مشاهد الثأر حتى أيقظته فبدأ في الانفعال والتهليل وعادت البسمة إلى وجوه أطفالي ودب فيهم إحساس بالراحة والفخر، حتى أن ابني كما هو حال الكثير من الصغار أبدى رغبته في أن يصبح بطلا يحافظ على وطنه حين يكبر كما حافظ هؤلاء عليه .
 
وسعدت من كل قلبي بهذا الشعور الفطري بداخل الأطفال ، فالفطرة قد وجهتهم لحب وطنهم والغيرة عليه ، وملأتهم رغبة بالقضاء على أي عدو حتى ولو كان الثمن حياتهم .
 
ما لوحظ هذا العام خلال احتفالات أبناء الوطن بنصر أكتوبر، ورد الفعل الإيجابي الشديد تجاه فيلم يجسد بطولات الجيش المصري ماهو إلا "طعنة خنجر" في صدر العدو، وما هو إلا رسالة طمأنة بأن شعب مصر كله وقت الخطر يعتبر جيش حصين في وجه أي عدو يفكر في المساس بوطنه، كما أن الشعور الوطني الذي سيطر على الأغلبية يوم السادس من أكتوبر لعام ٢٠١٩ هو بمثابة دعم معنوي كبير للجيش المصري الذي فقد وما زال يفقد الكثير من رجالة من أجل أمن وكرامة وطنه وشعبه، وهو رسالة واضحة بأن الشعب داعم وبقوة ومقدر لما يقدمه أبطال جيش مصر من تضحيات لأجل حماية الوطن والشعب ، وتلك الحالة التي سيطرت على الأغلبية أثناء مشاهدة الفيلم تؤكد لأبطال الجيش المصري أن لديهم ظهير شعبي يبارك خطواتهم ويؤيدها .
 
 كما أنها رسالة للمنتجين تدحض مقولة " الجمهور عايز كده "، فها هو الجمهور أكد على رغبته في مشاهدة أعمال محترمة وعبر عن سعادته واستمتاعه بعمل جاد وهادف ، وها هي حجة رغبة الجمهور أصبحت واهية، فهل استوعب القائمين على صناعة السينما والدراما أهمية دور القوى الناعمة في النهوض بالمجتمع؟.. حفظ الله مصر أرضا وشعبا وجيشا ، وكل عام ونحن جميعا بخير وناعمين بالأمان والحرية والاستقلال .
 

 

تعليقات (5)
الله يحفظ مصر
بواسطة: سالي
بتاريخ: الإثنين، 07 أكتوبر 2019 02:04 م

ربنا يحفظ بلدنا وداىما منتصرة فعلا الفيلم رفع روحنا المعنوية ورجع لنا احاسيس كنا نسيناها

جيشنا الشعب
بواسطة: خالد
بتاريخ: الإثنين، 07 أكتوبر 2019 02:06 م

فعلا جيشنا الشعب فنحن لسنا جيش مرتزقة ولا بتحمينا جيوش اجنبية والشعب كله جيش .. سلم قلمك ووطنيتك

تعيشي يا مصر
بواسطة: هند
بتاريخ: الإثنين، 07 أكتوبر 2019 03:00 م

تعيشي يا مصر حرة ويعيش جيشك قوي وشعبك متوحد ومتماسك في وجه أي عدو . برافووووووووو

الله يحفظ مصر
بواسطة: ديما
بتاريخ: الإثنين، 07 أكتوبر 2019 03:03 م

الله وكيل مافي متل الجيش المصري بها المنطقة وهنيالكم يا شعب مصر بجيشكم مو متل جيشنا اللي تركنا مشردين بالأراضي شو شتأنا لوطننا وتنشوف أهالينا اللي كل واحد منن صار ببلد . الله يحفظكم ويحفظ لنا كلنا مصر

ياااه
بواسطة: فادي
بتاريخ: الإثنين، 07 أكتوبر 2019 03:09 م

يااااه عالإحساس فعلا اللي شعرنا به من رد فعل تجاه فيلم وطني .. جيشنا في قلب شعبه وعلى راسه من فوق . نتمنى ان تزيد مثل هذه النوعية

اضف تعليق