اه من الحب

الإثنين، 03 فبراير 2020 06:21 م
اه من الحب
آمال فكار

 
 
"اه من الحب"، تلك كانت الجملة الوحيدة التى نطقتها سميرة، والدموع تنطلق من عيونها، بعد القبض عليها بتهمة قتل خطيب أبنتها "سماسم.
 
البداية كانت حينما استيقظت القرية على خبر العثور علي جثه شاب ملفوف في برده حمراء "وهي كساء كبير يلتحف به الرجال او النساء"، فتجمع الأهالى حول الجثة، وقال أحدهم أن الجثة لشخص أسمه "سمير"، خطيب سماسم وهو في الخامسة والعشرين من عمره، ويعتبر من أفضل شباب القرية، وهو خريج طب وكان في رحلة إلي جنوب أفريقيا.
 
وسماسم فتاة فى السابعة عشر من عمرها، وتدرس فى المرحلة الثانوية، وتتميز بالجمال الذى اطار بعقول الشباب، فهي كانت حلم كل شاب إلى أن فاز بها سمير، كان كل شاب يقول لعن الله المال الذى منح سمير هذه الفتاة الجميلة، لأن سمير يمتلك منزل كبير بحديقة مليئة بالزهور والطيور، مما جعله موضع حسد من الجميع.
 
بعد وصول الشرطة إلى مكان العثور على الجثة، كان السؤال الأول، من الجانى، وما هى دوافعه؟.. وبعد الفحص تأكدت الشرطة أن القتل لم يكن قصد السرقة او الثأر كما لم يكن للقتيل خلافات مع أحد، فقط كانت هناك غيرة من شباب القرية تجاهه، لكن هذه الغيرة لم تكن لتؤدى للقتل.
 
وتوصلت التحريات إلى أن سمير دائما السفر إلى الخارج، خاصة العراق والسودان وليبيا، وتسألت الشرطة من القاتل؟!.
 
كانت سميرة، والدة خطيب القتيل تبلغ من العمر 40 عاما، ووصلتن معلومات للشرطة أنها كانت تحب خطيب أبنتها لدرجة الغيرة من وجوده مع ابنتها، وتقول أن أبنتها صغيرة ولا تعرف الحب، وكانت دائما تعارض زواجهما، ووقفت كثيراً أمام اتمام هذه الزيجة، لكن الحب لذى جمع بين سمير وسماسم كان أقوى من عراقيل الأم، التى حاولت كثيراً الانفراد بالخطيب اثناء وجود ابنتها في المدرسة او خارج البيت.
 
من خلال هذه التصرفات بدأت الشرطة فى جمع الخيوط التى كانت كلها تسير فى اتجاه واحد، وهو إدانة الام في النهاية، فبدأ رجال الأمن فى تضيق الخناق على الأم، وقدموا لها البرده الحمراء التي تخص زوجها فانهارت واعترفت أن الشاب الملعون تقدم لابنتها، وشعرت بعاصفة بداخلها لا تدري مكنونها، فهى كانت تحترق خاصة حينما رأته قوي الجسد وعايناه ملونتين، وحرك بداخلها شيئا تصورت أنه مات مع موت زوجها.
 
وأكملت الأم "عندما كان يزورني كنت انتفض شوقا له، وعجبني حديثه عن سفرياته وجمع المال وشعرت أنه متفتح، واقترب مني وحدثني أن ابنتي صغيره ولا تفهم عواطفي وأنها طفلة، فكنت القاه في البيت وخارج البيت وفي اماكن متطرفة او مهجورة، وطلبت منه الابتعاد عن ابنتي وفسخ الخطبة، لكنه قال في برود لماذا افسخ الخطوبة هي زوجتي في المستقبل، وأنتي حبيبتي، فصرخت في وجهه.. نحن في الارياف وانت تعرف هذه الاماكن واندهشت كيف يجمعني انا وابنتي سويا، ورفضت الاستمرار معه في العبث".
 
وأشارت الأم إلى خشيتها من افتضاح أمرها، خاصة بعدما رفض تركها بل هددها بفضحها أمام أبنتها واهل القرية، فقررت قتله بالسم، وفي يوم الجريمة تأكدت أن الجميع خارج المنزل فدست السم له فى الفطير، وبعدما لفظ انفاسه أخفته بجوار الفرن، وبعد نوم الجميع سحبته فهو نحيف الجسم والقت به بعيد عن البيت، ولإن الجانى دائما ما يترك أثرا لجريمته، ترك سميرة بردة زوجها مع الجثة، ولإن أهل القرية يعلمون ملكية هذه البردة، فانكشف امرها سريعاً.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق